انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال يؤدي لتضرر الخدمات في شمال أفريقيا

تسبّب الانقطاع الكبير للكهرباء في إسبانيا والبرتغال الإثنين في «اضطرابات» في خدمة الإنترنت وعمل المطارات في المغرب، بحسب ما أعلنت الجهات المعنية في المملكة.
وقالت شركة أورانج، إحدى شركات الاتصالات في المغرب، في إعلان لزبائنها عبر حسابها على فيسبوك «نحيطكم علماً أن اضطراب شبكة الإنترنت راجع إلى انقطاع كهربائي واسع في إسبانيا والبرتغال، ما أثر على الروابط الدولية». ولم يصدر عن الشركتين المنافستين، اتصالات المغرب وإنوي، أي إعلان في هذا الصدد.
بدوره، أعلن المكتب الوطني للمطارات في المملكة أنّ «نظام التسجيل بمطارات المملكة يعرف اضطرابات نتيجة العطل الكهربائي الواسع النطاق الذي عرفته شبه الجزيرة الإيبيرية». وأضاف المكتب في بيان أنّه «يؤكد استمرارية عمليات المطارات عبر اعتماد الطريقة اليدوية، ويدعو المسافرين إلى التحقق من حالة رحلاتهم عبر التواصل مع شركات الطيران الناقلة قبل التوجه إلى المطار».
وفي الجزائر، أعلنت وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية عصر الاثنين احتمال حصول «اضطرابات في خدمة الإنترنت (...) في الساعات القادمة، نظرا لانقطاع التيار الكهربائي العام الذي مس إسبانيا و دولا أوروبية أخرى». لكنها أضافت في بيان على فيسبوك «مع ذلك، نود أن نطمئنكم الى أنه تم اتخاذ إجراءات وقائية (...) لضمان استمرارية الخدمات لفترة زمنية محددة».
وانقطع التيار الكهربائي على نطاق واسع في إسبانيا والبرتغال الاثنين، ما أدى إلى تعطل شبكات الهاتف المحمول والإنترنت وتوقف القطارات، وفق ما أعلن مسؤولون. وتبذل الحكومة الإسبانية جهودا حثيثة لتحديد مصدر الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي.
وفي البرتغال المجاورة، قالت شركة الكهرباء في بيان إن شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها تأثرت بانقطاع الكهرباء، مضيفة أن الانقطاع حدث بحدود منتصف النهار. وفي الأعوام الأخيرة، شهدت دول أخرى حول العالم انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي.
وشهدت تونس انقطاعا كبيرا للكهرباء في سبتمبر 2023، وسريلانكا في أغسطس 2020، والأرجنتين وأوروجواي في يونيو 2019. وفي أوروبا، انقطعت الكهرباء في نوفمبر 2006 عن عشرة ملايين شخص لمدة ساعة في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا. وتسبب في ذلك عطل في شبكة الكهرباء الألمانية.
وقد تفاجأ السكان في إسبانيا والبرتغال بانقطاع التيار الكهربي ابتداء من ظهر أمس الاثنين، وهو أمر نادر الحدوث بهذا الحجم في قارة أوروبا.
وخرج أول إعلان رسمي من شركة الكهرباء البرتغالية التي تحدثت ظهر الإثنين عن انقطاع "كبير" للتيار في شبه جزيرة أيبيريا، شمل أيضا إسبانيا وجزءا من فرنسا.
كما أعلنت شركة توزيع الطاقة الإسبانية عن الانقطاع هي الأخرى، وقالت إن استعادة الكهرباء في مناطق واسعة من البلاد قد تستغرق من 6 إلى 10 ساعات.
ما تداعيات الحادث؟
تسبب انقطاع التيار في حالة فوضى بمناطق من البرتغال وإسبانيا حيث توقفت إشارات المرور عن العمل، مما تسبب في أزمة مرورية. كما توقفت شبكات النقل وانقطعت الكهرباء عن المستشفيات، وبقي الناس عالقين في المترو والمصاعد.
وتسبب تعطل إشارات المرور بالعاصمة الإسبانية بازدحامات خانقة، في حين شهد مطارا "باراخاس" في مدريد و"إل برات" في برشلونة اضطرابات ملحوظة. كما أثّر الانقطاع على شبكات الاتصالات والإنترنت في مدن كبرى مثل مدريد وبرشلونة.
وأبلغت المطارات عن تأخير مواعيد الرحلات. وأعلنت "إيه إن إيه" -التي تدير 46 مطارا في إسبانيا- عن تأخيرات في الرحلات الجوية في أنحاء البلاد.
ومع حلول المساء ، قالت شركة القطارات الإسبانية -في خبر عاجل- إنها علقت جميع خدمات القطارات بسبب انقطاع الكهرباء الواسع الذي يؤثر على إسبانيا والبرتغال.
وقد امتدت التداعيات إلى مجال الرياضة، حيث اضطر اللجنة المنظمة لبطولة مدريد للتنس إلى تعليق المباريات.
وفي العاصمة البرتغالية، لشبونة جرى إغلاق محطات المترو، وتوقفت عمليات الدفع الإلكتروني، واصطف المواطنون أمام أجهزة الصراف الآلي. كما جرى إغلاق مطار "هومبرتو دلجادو" وأصدرت شركة الطيران "تاب إير برتغال" تحذيرًا بعدم التوجه إلى المطارات حتى إشعار آخر.
وقالت الشركة المشغلة للمطارات في البرتغال "إيه إن إيه" إن المطارات شغلت مولدات الطوارئ، وهو ما سمح باستمرار العمليات الأساسية في مطاري بورتو وفارو.