اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

جثث الأسرى «كابوس» نتنياهو في غزة

تعبيرية
ياسين أحمد -

مخاوف من تحلل الجثث ومحو الأدلة لتصبح جماجم مجهولة ينتج عنها عدم التعرف على جثث الأسرى الإسرائيليين، وهو ما تسبب في قلق كبير ينتاب الأوساط الطبية في إسرائيل من قدرتهم على التعرف على جثث المحتجزين الاسرائيليين في قطاع غزة، محذرين من تحللها مع مرور الوقت، نظرًا لظروف دفنها لفترات طويلة، الأمر الذي يصعب عليهم تحديد هويتهم وأسباب وفاتهم.

ومنذ انطلاق الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة 7 أكتوبر 2023، فشل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تحقيق أهم هدفين بالنسبة له وهما العثور على المحتجزين والقضاء على حماس، إذ إن الهدف الأول لم يتم، وتحرير المحتجزين تم عبر صفقات مباشرة، التي كانت مصر طرفًا رئيسيًا فيها، وتم اتهامه من قبل المعارضة وحتى الجنود بأنه يتشبث بالسلطة بأي ثمن.

واستأنف جيش الاحتلال، فجر الثلاثاء 18 مارس، عدوانه على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، واستمر في قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزة، ما أوقع شهداء وجرحى، ورفض تطبيق البروتوكول الإنساني، وشدّد حصاره الخانق على القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.

ولا يزال حتى الآن يوجد 59 محتجزًا لدى حركة حماس، بينهم نحو 24 إسرائيليًا على قيد الحياة، فيما قُتل 34 آخرين، بسبب القصف المستمر من قِبل جيش الاحتلال، وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، هناك مخاوف كبيرة على الجثث بسبب التحلل مع مرور الوقت.

وأكدت الدائرة الطبية في منتدى عائلات المختطفين أن الوقت ينفد، ويوجد خطر متزايد من أن ينتهي بهم الأمر كجثث مجهولة في أماكن دفن غير معروفة، مشيرين إلى أنه كلما مر الوقت كلما تضاءلت القدرة على تحديد أماكن الرفات، وتحديد هوية المتوفى، وتحديد سبب ووقت الوفاة.

وأرجع الأطباء ذلك إلى عدة أمور، وفقًا لعلم الأمراض والطب الشرعي، الذي يرى أن الوقت له أهمية بالغة في إعادة بناء ظروف الوفاة، مشيرين إلى أن فرص التعرف على هوياتهم تكاد تكون شبه مستحيلة، مع التحلل والفيضانات والانهيارات الطينية والهيكلية للمباني ونشاط الحيوانات في المنطقة.

ومن أبرز المخاطر التي ستؤدي إلى ذلك الأمر، هو فقدان المعلومات والفجوة الاستخباراتية المتزايدة مع مرور الوقت، وذلك بسبب أنه في كثير من الحالات لا يعرف مواقع جثث المحتجزين سوى عدد قليل من عناصر المقاومة، الذين مع الوقت يقتلون في المعارك أو يختفون بلا أثر أو يمتنعون عن نقل المعلومات إلى آخرين.

وبسبب ذلك الأمر، تتضاءل فرص الحصول على معلومات مباشرة ومحدثة وموثوقة، وفقًا لهم، إضافة إلى أنه بدون توثيق موقع الوفاة أو توقيتها أو ظروفها، وبدون معلومات استخباراتية بشرية متاحة، فإن القدرة على إجراء عمليات الاسترداد الموجهة من قِبل جيش الاحتلال تتضاءل أيضًا.