الملك البريطاني تشارلز: رحلتي مع السرطان أظهرت «أفضل ما في الإنسانية»

وصف الملك البريطاني تشارلز الثالث، أمس الأربعاء، كيف يمكن أن يكون تشخيص الإصابة بالسرطان تجربة «مرعبة ومخيفة في بعض الأحيان» للمرضى وأحبائهم، وذلك خلال استضافته فعالية للإشادة بـ«العمل الاستثنائي» الذي تقوم به جمعيات السرطان الخيرية، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».
ضمن رسالة كُتبت لضيوف في قصر باكنجهام للاحتفال بالمنظمات التي تساعد المصابين بهذا المرض، تأمل تشارلز بعمق في تجربته مع السرطان.
بصفته واحداً من نحو ألف شخص في المملكة المتحدة يتلقون تشخيصاً بالسرطان يومياً، قال تشارلز إن رحلته منحته «تقديراً أعمق للعمل الاستثنائي» الذي تقوم به الجمعيات الخيرية.
وأفاد: «كل تشخيص، وكل حالة جديدة، ستكون تجربة مروعة ومخيفة في بعض الأحيان لهؤلاء الأفراد وأحبائهم. ولكن بصفتي أحد المرضى، أستطيع أن أشهد على حقيقة أنها قد تكون أيضاً تجربة تُبرز أفضل ما في الإنسانية».
أوضح الملك البالغ من العمر 76 عاماً، الذي لا يزال يخضع للعلاج بعد أكثر من عام من تشخيص إصابته بسرطان لم يُكشف عن نوعه، إن تجربته قد عززت فكرة أن «أحلك لحظات المرض يمكن أن تُضاء بأكبر قدر من التعاطف».
دعا تشارلز وزوجته الملكة كاميلا ممثلين عن جمعيات خيرية لمكافحة السرطان يدعمانها، من بين جهات أخرى، إلى القصر الملكي لحضور حفل الاستقبال.
رغم تزايد ظهور تشارلز في الأشهر الأخيرة، فإنه نُقل إلى المستشفى لفترة وجيزة الشهر الماضي نتيجة لآثار جانبية «مؤقتة» ناجمة عن علاج السرطان.
وفي ظل عدم تقديم أي تحديث عن صحة الملك، إلا أن عودته إلى واجباته العامة تُشير إلى أن علاجه يسير في الاتجاه الصحيح.
وتزامن مرض تشارلز مع تشخيص إصابة زوجة ابنه ويليام، كيت ميدلتون، بالسرطان. وحصلت الأميرة على إجازة لأكثر من ستة أشهر قبل أن تعود إلى مهامها العامة في أواخر سبتمبر.
ويليام وكيت يحتفلان بعيد زواجهما في الريف الاسكتلندي
من ناحية أخرى زار الأمير البريطاني ويليام ولي العهد وزوجته كايت جزيرة ريفية خلابة في اسكتلندا الثلاثاء في أهم رحلة يقومان بها سوياً هذا العام للاحتفال بالذكرى الـ14 لزواجهما.
وتزوج ويليام، وريث عرش بريطانيا، كيت ميدلتون في الـ29 من أبريل عام 2011 في كنيسة وستمنستر خلال حفل تابعه الملايين حول العالم.
والتقيا قبل زواجهما بـ10 سنوات حين كانا طالبين في جامعة سانت آندروز على الساحل الشرقي لاسكتلندا.
وبدلاً من الاحتفال بذكرى زواجهما في المنزل، عاد أمير وأميرة ويلز إلى اسكتلندا لقضاء يومين في جزيرتي مال وأيونا، وهما جزء من أرخبيل هيبريديس قبالة الساحل الغربي لاسكتلندا.
وبدأت رحلتهما في بلدة توبرموري التي تشتهر بمنازلها ذات الألوان الزاهية التي تطل على الميناء، وبدا عليهما الاسترخاء والإشراق بينما لوحا لحشد من المهنئين على أنغام العزف بمزمار القربة في الخلفية.
ونشر ويليام وكايت صورة لهما على موقع "إكس" وجّها فيها التحية إلى السكان والمنتجين في السوق المحلية وشكروهم على "حفاوة الاستقبال والوقت الرائع الذي أمضياه خلال فترة ما بعد الظهر في توبرموري".
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أنهما سيقيمان في كوخ صغير معزول في جزيرة مال، المشهورة بمناظرها الطبيعية الخلابة بعد الانتهاء من واجباتهما الرسمية.
والرحلة نزهة علنية مشتركة نادرة للزوجين منذ أن خضعت كايت للعلاج الكيماوي الوقائي من السرطان الذي تتعافى منه حالياً، ولديهما ثلاثة أطفال هم جورج البالغ من العمر 11 سنة وشارلوت البالغة تسع سنوات ولويس البالغ سبع سنوات.
وفي منتصف يناير الماضي، قالت الأميرة البريطانية كيت، أميرة ويلز، إنها تشعر بارتياح مع تحسن حالها بعد زيارة مستشفى في لندن تلقت فيه العلاج من السرطان لتقديم الشكر للفريق الطبي والموظفين هناك.
وخضعت الأميرة كيت (43 سنة) لدورة علاج كيماوي وقائي بعد أن كشفت جراحة كبيرة في البطن قبل عام عن مرضها بنوع غير محدد من السرطان، وأكدت الأميرة كايت في سبتمبر 2024 أنها أكملت علاجها الكيماوي.
ولا ريب في أن عام 2024 بدا أسوأ الأعوام بالنسبة إلى الأسرة الملكية، إذ ظهرت صورة جديدة وهشة عن الأسرة خلال الأشهر الـ12 الماضية. اقتحم مرض السرطان هذه المساحة المقدسة وطرق المتصيدون أبواب القصر، فيما هوت سمعة الأمير أندرو إلى درك أسفل من ذي قبل، فحقق الرجل إنجازاً كان يعتبر محالاً قبلاً. لم تحصن الامتيازات هذه العائلة من البلاء، ومع حلول منتصف مارس المشؤوم، كان الملك وكنته يعيدان رسم صورة الملكية.