غزة تختنق.. استمرار الحصار الإسرائيلي وتعطيل المساعدات الإنسانية يفاقم الكارثة

تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، مع دخول الحصار الإسرائيلي شهره الثالث، وسط استمرار القيود المشددة التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية والطبية والتجارية إلى القطاع المحاصر. وقد أطلقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نداءً جديدًا يسلط الضوء على تدهور الأوضاع، مؤكدة أن فرقها الميدانية جاهزة لتوسيع عمليات إيصال المساعدات، لكنها تواجه منعًا ممنهجًا من الجانب الإسرائيلي.
في بيان نُشر على منصة "إكس" يوم الأربعاء، أعربت الأونروا عن قلقها البالغ إزاء العرقلة المستمرة لإدخال المساعدات، مشيرة إلى أن آلاف العاملين الإنسانيين مستعدون للعمل داخل غزة، لكن الحصار المحكم يحول دون ذلك. كما أكدت أن الوضع تجاوز حدود الأزمة إلى كارثة حقيقية، في ظل الانقطاع التام للإمدادات الحيوية.
من جهته، شدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على خطورة الوضع الإنساني، قائلاً في بيان صدر يوم الثلاثاء، إن "الفلسطينيين يموتون وسط حصار إسرائيلي كامل دخل شهره الثالث"، معتبرًا أن ما يحدث يشكل تهديدًا مباشرًا للحياة. وأشار البيان إلى أن 70% من السكان في غزة إما تحت سيطرة مباشرة للجيش الإسرائيلي أو مجبرون على النزوح، أو يعيشون في ظل تهديد دائم بالتهجير.
وتابع أوتشا بأن شركاء الأمم المتحدة مستعدون لتكثيف الجهود فور رفع القيود، مؤكدًا أن العوائق المفروضة منذ الثاني من مارس تعرقل وصول الإغاثة التي أصبحت ضرورة للبقاء.
في هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى مؤخرًا أن غزة أصبحت رسميًا "منطقة مجاعة"، محمّلًا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن "الكارثة الإنسانية المتعمدة" التي تتكشف يومًا بعد يوم في القطاع.
خيام الموت في خان يونس
شهدت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، اليوم الأحد، واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ بداية التصعيد الأخير، حيث ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة بحق المدنيين العزل، راح ضحيتها 10 شهداء من بينهم 4 أطفال، في سلسلة من الغارات الجوية وقصف مدفعي استهدفت خيام نازحين فرّوا من مناطق القتال بحثًا عن ملاذ آمن.
أولًا: الهجمات الجوية على مناطق اللجوء
بحسب مصادر محلية، نفذت طائرات استطلاع إسرائيلية غارات مركزة على خيام نازحين في ثلاث مناطق متفرقة من خان يونس، وجميع الضحايا من عائلات مدنية لم تكن على تماس مع أي نشاط عسكري.
1. منطقة الأمل – غرب خان يونس
استهدفت طائرة مسيّرة خيمة تؤوي عائلة العلمي، مما أدى إلى استشهاد كامل أفراد العائلة:
معتصم محمد العلمي
زوجته كِنان
طفلاهما: محمد وندى
2. منطقة المواصي – شمال خان يونس
ضربة مماثلة استهدفت خيمة تعود لعائلة الأغا، ما أدى إلى استشهاد:
عبد السلام محمود الأغا
زوجته ناسفة
طفلاهما: أيلول وزينة
3. منطقة بئر 19 – جنوب خان يونس
أسفر قصف مماثل عن استشهاد الفتى أحمد محمد نصر فحجان، وإصابة سبعة مواطنين آخرين من نفس العائلة، كانوا داخل خيمة للنازحين.
ثانيًا: استهداف مباشر للمدنيين
في تصعيد جديد يستهدف الحياة اليومية بشكل مباشر، استُهدفت دراجة هوائية يستقلها مواطن مدني قرب نقطة تابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" في مواصي القرارة، ما أدى إلى استشهاد مواطن آخر، في مشهد يعكس تراجع أي اعتبارات للتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية.
ثالثًا: القصف المدفعي شرق المدينة
لم يقتصر العدوان على الغارات الجوية، بل شمل قصفًا مدفعيًا عنيفًا استهدف بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، ترافق مع إطلاق نار مكثف من آليات الاحتلال، ما خلق حالة من الذعر والارتباك بين الأهالي، وزاد من تعقيد عمليات الإجلاء والإسعاف.