اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

الاتحاد الأفريقي يرفض أي «تدخل خارجي» في السودان

آثار الهجمات بالطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع
خالد الحويطي -

أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي أمس الإثنين أن التكتل يعارض أي "تدخل في الشؤون الداخلية للسودان" الذي يشهد حرباً دامية، على خلفية اتهام الإمارات بمد قوات الدعم السريع بالأسلحة خلال حربها ضد الجيش.

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، وأعلنت الحكومة السودانية المرتبطة بالجيش قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات الأسبوع الماضي، متهمة إياها بتزويد "الدعم السريع" بأسلحة متطورة.

وتنفي الإمارات هذه الاتهامات على رغم تقارير صادرة عن خبراء أمميين ومسؤولين سياسيين أميركيين ومنظمات دولية تفيد عكس ذلك.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا، إن "موقف المفوضية يتمثل في أن الدول الأعضاء ذات سيادة، وأن مفوضية الاتحاد الأفريقي لن تقبل أي تدخل في الشؤون الداخلية للسودان"، مؤكداً "لن ندعم أي تحرك وأي تدخل في أزمة السودان".

وتجنب وزير خارجية جيبوتي السابق الذي انتخب رئيساً للمنظمة الأفريقية في فبراير (شباط) 2025 الحديث عن تدخل الإمارات قائلاً إنه "ليس من دور الاتحاد الأفريقي" تأكيد ذلك، وموضحاً أن "السودان هو الذي اتهم الإمارات ويتعين عليه تقديم الأدلة".

وقسّمت الحرب السودان إلى مناطق نفوذ بين الحليفين السابقين، حيث يسيطر الجيش على وسط وشرق وشمال البلاد ومعظم العاصمة، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.

وخلال الأيام الأخيرة تزايدت الهجمات بطائرات مسيرة، ينسبها الجيش إلى "الدعم السريع"، استهدفت مواقع إستراتيجية في بورتسودان (شرق) التي تتخذها الحكومة مقراً موقتاً لها منذ بداية الحرب، وانتقلت إليها المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية.

وفي فبراير الماضي دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف "تدفق الأسلحة" إلى البلاد، حيث تسببت الحرب في مقتل عشرات آلاف المدنيين ونزوح 13 مليوناً، وأزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في هذا البلد البالغ تعداده نحو 50 مليون نسمة.

في وقت تصدت فيه مضادات الجيش السوداني أمس الأول الأحد لمسيرات انتحارية استهدفت مدينتي عطبرة وبورتسودان من دون تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية، استعاد الجيش وحلفاؤه من قوات الحركات المسلحة والمستنفرين سيطرته على مدينة الخوي بولاية غرب كردفان بعد أقل من أسبوعين من استيلاء "الدعم السريع" عليها، وواصل الجيش تقدمه باتجاه مدينة النهود، إحدى مدن الولاية الكبرى، ليفرض عليها حصاراً قوياً، بحسب مصادر عسكرية.

وبث الجيش على منصته بـ"فيسبوك" مقاطع فيديو تظهر وجود قواته وحلفائه في مدينة الخوي التي تبعد 110 كيلومترات غرب الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، وسط استقبال وحفاوة من مواطني المدينة، فضلاً عن بث مقاطع تظهر حجم الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها قوات "الدعم السريع" في الأرواح والمركبات العسكرية.

وأشارت المصادر العسكرية إلى أن الطرفين خاضا معارك ضارية قبل استيلاء الجيش على الخوي التي تراجع منها في وقت سابق إلى مدينة الأبيض لترتيب صفوفه بعد دخول "الدعم السريع" إليها في بداية مايو (أيار) الجاري.

فيما أكد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور والمشرف العام على القوة المشتركة للحركات المسلحة، في تغريدة على منصة "إكس" استعادة مدينة الخوي وبلدة أم صميمة الحدودية بين ولايتي شمال وغرب كردفان.

وتابع مناوي "نترك المجال الآن لسكان الخوي ليتشاركوا تفاصيل هذه المعركة البطولية التي تجسد معاني الفخر والانتماء".

ويهدف الجيش وحلفاؤه من خلال العمليات العسكرية في غرب كردفان للوصول إلى ولاية شمال دارفور وإنهاء الحصار المفروض على مدينة الفاشر من قبل قوات "الدعم السريع" لأكثر من عام، مما تسبب في أوضاع إنسانية مأسوية.