اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

أزمة أوكرانيا في مفترق جديد.. زيلينسكي يتهم روسيا بالمماطلة وكسب الوقت

الحرب الروسية الأوكرانية
محمود المصري -

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية، المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، فصلًا جديدًا يتسم بالغموض والتوتر، وسط دعوات متجددة للحوار ومحاولات مكثفة لإحياء مسار التسوية. ففي تحرك لافت، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا بالسعي إلى "كسب الوقت" عبر التظاهر بالاستعداد للمفاوضات، دون الانخراط فعليًا في جهود وقف إطلاق النار أو إنهاء الاحتلال، على حد تعبيره.
وجاءت تصريحات زيلينسكي عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، لتضيف طبقة جديدة من التوتر على المشهد، إذ قال:
"من الواضح أن روسيا تحاول كسب الوقت بهدف مواصلة حربها واحتلالها."
هذا الاتهام لم يأتِ في فراغ، بل جاء بعد اتصال هاتفي استمر ساعتين بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي. في منشور على منصته "تروث سوشيال"، أعلن ترمب بعد الاتصال أن الطرفين وافقا على بدء مفاوضات "فورية" لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الهدف الأسمى هو "إنهاء الحرب" وليس فقط تعليق العمليات العسكرية.
وما يزيد من تعقيد المشهد، أن ترمب أشار إلى أن الفاتيكان، ممثَّلًا في البابا ليو الرابع عشر، أعرب عن استعداده لاستضافة جولات المفاوضات، في خطوة رمزية تعكس محاولة لإضفاء بعد أخلاقي وروحي على مسار التسوية. هذا الإعلان، ورغم طابعه التصالحي، لم يلق ترحيبًا واضحًا من الجانب الأوكراني، الذي لا يزال يشكّك في نوايا موسكو، خاصة بعد تجارب متكررة لم تُفضِ إلى أي اختراق حقيقي في الجبهة الدبلوماسية.

قراءة في المواقف


أوكرانيا:
تشعر كييف بأن موسكو تستخدم الخطاب الدبلوماسي كغطاء لإعادة ترتيب أوراقها على الأرض، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة على الجيش الروسي. وبالتالي، فإن زيلينسكي لا يرى أي جدوى من مفاوضات لا ترتكز على نوايا واضحة لإنهاء الاحتلال وسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.


روسيا:
لم يصدر تعليق رسمي مباشر من الكرملين بشأن تصريحات ترمب أو زيلينسكي، لكن موسكو دأبت على الترويج لرغبتها في السلام، مع تحميل الغرب مسؤولية استمرار الحرب من خلال تسليح أوكرانيا وتشجيعها على مواصلة المقاومة.


الولايات المتحدة / ترمب:
ترمب يحاول استثمار نفوذه وشخصيته كمفاوض سياسي لإثبات قدرته على إحداث اختراق في ملف شائك قد يمنحه نقاطًا سياسية مهمة. ومع ذلك، تبقى مبادرته غير واضحة من حيث الآليات، ومفتقرة إلى الضمانات أو خارطة طريق ملموسة.


الفاتيكان:
استعداد الفاتيكان لاستضافة المفاوضات يُقرأ كمحاولة لإضفاء طابع محايد وإنساني على العملية، لكن فعالية هذا الدور ستظل مرهونة بمدى جدية الطرفين في تقديم تنازلات واقعية.


التحديات أمام التسوية


غياب الثقة المتبادلة بين كييف وموسكو، بعد سنوات من التصعيد والمعارك الدامية.


عدم وجود راعٍ دولي محايد فعليًا يحظى بقبول الطرفين، مع استقطاب حاد بين المعسكر الغربي وروسيا.


أهداف متباعدة جذريًا، حيث تصر أوكرانيا على استعادة أراضيها كاملة، فيما تتمسك موسكو بضم المناطق التي أعلنتها جزءًا من أراضيها.


التحولات السياسية في واشنطن، فدور ترمب غير رسمي حاليًا، مما يثير تساؤلات حول شرعية تحركاته وتأثيرها على موقف الإدارة الأميركية.