اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

الأمم المتحدة: المساعدات التي سمحت بها إسرائيل لغزة ضئيلة للغاية.. وتتعرض للنهب

مساعدات قليلة سمحت بها إسرائيل لغزة
خالد الحويطي -

قال مسؤولون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن ستة فلسطينيين على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية خلال تأمينهم شاحنات المساعدات وسط أعمال نهب، في حين قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن المساعدات التي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى غزة ضئيلة جدا بعد الحصار الإسرائيلي الذي استمر 11 أسبوعا.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن 107 شاحنات تحمل الطحين (الدقيق) ومواد غذائية أخرى بالإضافة إلى إمدادات طبية دخلت قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم يوم الخميس ليصل الإجمالي إلى 305 منذ أن خففت إسرائيل حصارها يوم الاثنين.

لكن وصول الإمدادات إلى من يعيشون في خيام وغيرها من أماكن الإقامة المؤقتة يتم بنحو متقطع بينما يقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن غزة بحاجة إلى دخول ما بين 500 و600 شاحنة على الأقل محملة بالمساعدات يوميا.

وقالت شبكة تضم تحت لوائها جماعات إغاثة فلسطينية إن 119 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة حتى الآن منذ تخفيف إسرائيل حصارها في مواجهة انتقادات دولية.

لكن التوزيع متعثر بسبب عمليات نهب نفذتها مجموعات من الرجال، بعضهم مسلحون، قرب مدينة خان يونس.

وأفادت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في بيان “بسرقة قوت وطعام الأطفال والعائلات، التي تعاني من قسوة الجوع”، ونددت أيضا بالغارات الجوية الإسرائيلية على فرق التأمين التي تحمي الشاحنات.

وقالت الشبكة إن كمية المساعدات الواردة إلى غزة لا تزال غير كافية، ولا تشمل سوى مجموعة محدودة من الإمدادات. ووصفت موافقة إسرائيل على السماح للشاحنات بدخول القطاع المحاصر الذي مزقته الحرب بأنها “تضليل وتحايل… على الضغوط الدولية المطالبة برفع الحصار”.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعرض 15 شاحنة محملة بالطحين للنهب بينما كانت متجهة إلى مخابز يدعمها البرنامج، وهو ما يعكس على حد قوله الظروف الصعبة التي يواجهها سكان غزة.

وأضاف في بيان “الجوع واليأس والقلق بشأن وصول المزيد من المساعدات الغذائية يفاقم حالة انعدام الأمن”.

وتابع “كما ذكر برنامج الأغذية العالمي سابقا، يواجه مليونا شخص جوعا ومجاعة شديدين دون اتخاذ إجراءات عاجلة”.

وقال مسؤول في حماس إن ستة أفراد من فريق أمني مكلف بحراسة الشحنات قتلوا.

وفرضت إسرائيل حصارها على غزة في أوائل مارس آذار، متهمة حماس بسرقة المساعدات المخصصة للمدنيين.

وترفض حماس هذا الاتهام وتقول إن الكثير من أفرادها قتلوا بينما كانوا يحمون الشاحنات من لصوص.

ولم يصدر أي تعليق بعد من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتبر كل مسلح فلسطيني مقاتلا.

وقال مسؤول عسكري “تطلق حماس باستمرار على اللصوص لقب ’حراس’ أو ’حماة’ لإخفاء حقيقة أنهم يعرقلون عملية المساعدات”.

الأمم المتحدة: كمية المساعدات التي سمحت بها إسرائيل ضئيلة للغاية

تزايدت ضغوط المجتمع الدولي لسرعة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة الذي يتكدس نحو مليونين من سكانه في منطقة تضيق باستمرار على الساحل وفي المنطقة المحيطة بمدينة خان يونس الجنوبية بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن المساعدات التي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى غزة “ضئيلة للغاية في وقت تشتد فيه الحاجة إلى تدفق كبير للمساعدات”.

وأضاف جوتيريش “بدون وصول سريع وموثوق وآمن ومستدام للمساعدات، سيموت المزيد من الناس، وستكون العواقب طويلة الأمد على جميع السكان وخيمة”.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المساعدات “قليلة جدا ومتأخرة جدا وبطيئة جدا”، مضيفا أنه يجب زيادة وتيرة تسليم الإمدادات بشكل كبير.

وقالت إسرائيل أن نظاما جديدا برعاية الولايات المتحدة، ويديره متعاقدون من القطاع الخاص، سيبدأ قريبا عملياته من أربعة مراكز توزيع في جنوب غزة. غير أن تفاصيل كثيرة حول آلية عمل هذا النظام لا تزال غير واضحة.

وقالت الأمم المتحدة أنها لن تشارك في هذا النظام الجديد الذي تقول إنه سيجعل توزيع المساعدات مشروطا بأهداف إسرائيل السياسية والعسكرية.

وتقول إسرائيل إن قواتها ستوفر الأمن للمراكز فقط ولن توزع المساعدات بنفسها.

ومع بدء تدفق المساعدات، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية والجوية المكثفة التي أطلقها الأسبوع الماضي، والتي قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنها ستنتهي بسيطرة إسرائيل الكاملة على قطاع غزة.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ المزيد من الغارات على غزة الليلة الماضية أصابت 75 هدفا تضمنت مستودعات أسلحة ومنصات لإطلاق صواريخ. وذكرت أجهزة طبية فلسطينية أن 25 شخصا على الأقل قتلوا في الغارات.

تشن إسرائيل حربا جوية وبرية على غزة منذ هجوم شنه مسلحو حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر 2023 أسفر بحسب إحصاءات إسرائيلية عن مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وتقول سلطات الصحة الفلسطينية إنه منذ ذلك الحين، أدت الحملة الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 53600 فلسطيني وتدمير القطاع الساحلي. وتقول منظمات الإغاثة إن علامات سوء التغذية الحاد منتشرة على نطاق واسع.