الستات حكايات.. أم موسى امرأة لا تعرف الخوف

قالت الكاتبة الصحفية زينب الباز، أن في قلب الوجع ووسط ليل من الخوف لا ينتهي كانت هناك امرأة لا يعرفها الناس كثيراً لكن الله ذكرها في كتابه. لم تكن نبية ولا ملكة ولا شاعرة، بل أم… اسمها يوكابد. لكنها ليست أي أم إنها التي أنجبت نبياً ثم ألقته بيديها إلى النهر… لأنها آمنت.

امرأة من نسل النبوة

وأضافت الباز في برنامجها الستات حكايات الذي يبث عبر صفحتها الشخصية، أن يوكابد كانت من نسل لاوي بن يعقوب أي من بيت النبوة. تزوّجت من عمران وكانا من بني إسرائيل المستضعفين تحت حكم فرعون الذي أطلق سكاكينه لتذبح كل وليد ذكر خوفاً من نبوءة تهدد عرشه. في ذلك المشهد الدامي أنجبت يوكابد موسى… والسكين تلمع في سماء مصر.

الوحي الخفي حين يخاطب الله قلب امرأة :

“وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفتِ عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين.”
[القصص: 7]

لم يكن أمراً سهلاً.
أن تُرضعيه، أن تحمليه، ثم أن تتركيه! أن تضعي فلذة كبدك في صندوق وتتركي الماء يتولّى أمره… هذا ليس فقط إيماناً هذا تسليم كامل يشبه الأنبياء.

قلب في الماء وصوت لا يرى

يوكابد لم تلق ابنها في النهر بل أودعته عند الله.فصار الماء حارساً والتابوت أماناً وقصر فرعون محضناً لا قاتلاً.
وها هي امرأة فرعون آسيا تلتقطه وتقول:
“قُرّة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا.”
[القصص: 9]

وهكذا… سارت خطة الله في الخفاء تمشي على سطح الماء.

ردّ الله… لا يتأخر :
حين رفض موسى المراضع في قصر فرعون كان قلب الأم في حالة انهيار:
“وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها”
[القصص: 10]

ثم جاءت اللحظة التي تكتب بذهب النور:
“فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق”
[القصص: 13]
رده إليها الله… لا فقط رضيعاً بل آية وعهداً وقرة عين لا تنكسر.

هل شهدت نبوّته؟

الروايات مختلفة لكن كثيراً من المفسرين يرجحون أنها عاشت حتى بعثه الله نبياً. فكانت شاهدًا على صدق الوعد ورأت ابنها يرفع راية النجاة ويشق البحر أمام قومه ويكسر عصا الطغيان.

يوكابد امرأة بحجم رسالة

لم تصرخ لم تحارب لم تخطب ولم تكتب. لكنها أطاعت الله في أمر يكسر قلب أي أم.
يوكابد لم تكن فقط “أم موسى” بل كانت أم الرسالة الصامتة سيدة التوكل العظيم امرأة وضعت قلبها في الماء… فرده الله نبياً.