محمد بن زايد آل نهيان.. مهندس التغيير في الإمارات

وُلِد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 11 مارس 1961، وهو الابن الثالث للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، ونهل من والده قيم القيادة والارتباط بالشعب والالتزام بالتنمية المستدامة.
تلقى تعليمه في الإمارات والمملكة المتحدة، حيث تخرّج في الأكاديمية العسكرية الملكية في "ساندهيرست" عام 1979، ما عزز خلفيته العسكرية ومهاراته القيادية.
من ولي عهد إلى رئيس دولة
تسلّم الشيخ محمد بن زايد منصب ولي عهد أبوظبي في نوفمبر 2004، بعد وفاة والده الشيخ زايد، ثم أصبح رئيسًا لدولة الإمارات في مايو 2022 بعد وفاة شقيقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ليبدأ مرحلة جديدة من التحول الوطني.
خلال سنوات قيادته، برز الشيخ محمد بن زايد بوصفه مهندس التغيير، حيث أشرف على خطط استراتيجية كبرى لتحديث الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط، مع التركيز على قطاعات التعليم، والصحة، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والفضاء.
رؤية تنموية شاملة
يقود سموه مشروعًا تنمويًا طموحًا يهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارات بين أكثر دول العالم تقدمًا. وقد أطلق وأشرف على مبادرات نوعية مثل:
برنامج الطاقة النووية السلمية، وبناء محطة "براكة".
تأسيس الوكالة الوطنية للفضاء، التي قادت مهمة "مسبار الأمل" إلى كوكب المريخ.
دعم الأبحاث والابتكار في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة من خلال إنشاء "جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي".
الاستثمار في التعليم النوعي، مثل مشروع "مدارس الشراكات" وتعزيز المناهج الوطنية.
السياسة الخارجية.. التوازن والحضور
يتّبع الشيخ محمد بن زايد سياسة خارجية تقوم على التوازن والبراغماتية، وتعزيز الاستقرار الإقليمي، والانخراط في التحالفات الاستراتيجية التي تحفظ أمن المنطقة. كما برزت الإمارات في عهده كدولة فاعلة في مكافحة التطرف، وداعمة للمبادرات الإنسانية في أكثر من 100 دولة.
كما لعب دورًا بارزًا في اتفاقيات السلام الإبراهيمية مع إسرائيل عام 2020، مؤكدًا أن السلام خيار استراتيجي، وأن الإمارات تسعى إلى بناء الجسور لا الجدران.
الإنسان في صميم السياسات
يولي الشيخ محمد بن زايد اهتمامًا خاصًا بالإنسان، سواء داخل الإمارات أو خارجها. فقد أطلق مبادرات إنسانية عالمية في مكافحة الأمراض مثل شلل الأطفال، والملاريا، ويدعم جهود التلقيح في الدول الفقيرة، خاصة بالشراكة مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس.
كما حرص على تمكين الشباب وتوفير البيئة الملائمة للمواهب الإماراتية عبر برامج وطنية للتدريب والابتعاث والتطوير المهني.
شعبية استثنائية ومكانة راسخة
يحظى بشعبية واسعة بين المواطنين والمقيمين، إذ يُعرف بقربه من الناس، وتواضعه، وحرصه الدائم على التواصل الميداني. وتنعكس شخصيته في تعبيره الدائم: "الإنسان أغلى ما نملك".
يقف محمد بن زايد اليوم كأحد أعمدة الاستقرار والتنمية في المنطقة، وزعيمًا يحظى باحترام العالم، بفضل مواقفه المتزنة، ورؤيته العصرية، وحرصه الدائم على بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.