اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

صاروخ يمني يربك حركة الملاحة في مطار بن غوريون

صاروخ
محمود المصري -

شهد مطار "بن غوريون" الدولي في إسرائيل، صباح الأحد، اضطرابًا ملحوظًا في حركة الملاحة الجوية، إثر رصد صاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية، في تصعيد نوعي يعكس امتداد التهديدات الإقليمية وتأثيرها المباشر على العمق الإسرائيلي. ووفقًا لما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فقد أدى هذا التطور إلى وقف مؤقت لعمليات الهبوط وتعليق بعض رحلات الطيران، مما وضع سلطة الطيران المدني وقيادة الجبهة الداخلية أمام اختبار سريع للتعامل مع مفاجآت ساحة المعركة المفتوحة.

ارتباك حركة الملاحة في مطار بن غوريون

وذكرت الصحيفة أن عدة طائرات مدنية واجهت صعوبات بالغة في تنفيذ إجراءات الهبوط الاعتيادية، واضطرت إلى البقاء في الأجواء أو تغيير مساراتها، في مشهد يعكس هشاشة المجال الجوي الإسرائيلي أمام تهديدات عابرة للحدود. وقد بقيت ما لا يقل عن أربع طائرات تحلق في المجال الجوي فوق السواحل، في حالة انتظار وترقب لإشارة استئناف من قبل السلطات المختصة، وذلك في ظل رفع حالة التأهب في المنظومات الدفاعية والجوية.


من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه رصد إطلاق صاروخ من الأراضي اليمنية، موضحًا أن أنظمة الدفاع الجوي نجحت في اعتراض المقذوف قبل أن يبلغ هدفه المفترض.

ورغم هذا الاعتراض، فإن مجرد إحداث الارتباك في منظومة الطيران المدني، وفرض تغيير في مسارات الرحلات، يشير إلى تحول لافت في مفاعيل الحرب النفسية والتقنية، خاصة مع اتساع رقعة استهداف البنية التحتية الحيوية لإسرائيل من محاور غير تقليدية.

تشابك الجغرافيا السياسية في المنطقة

هذا الحدث لا يحمل فقط بعدًا أمنيًا مباشرًا، بل يكشف أيضًا عن مدى تشابك الجغرافيا السياسية في المنطقة، واتساع دائرة الاشتباك بين إسرائيل وحلفاء إيران الإقليميين. كما يثير أسئلة حول فاعلية منظومة القبة الحديدية وغيرها من أنظمة الدفاع الصاروخي في التعامل مع تهديدات بعيدة المدى تأتي من ساحات جغرافية كانت حتى وقت قريب خارج حسابات الردع الفوري.
في ضوء هذه المؤشرات، يبدو أن استهداف مطار بن غوريون لم يكن مجرد رسالة عسكرية، بل إشارة استراتيجية إلى إمكانية تعطيل مراكز الحياة الحيوية في إسرائيل من خارج حدودها المباشرة، في وقت تتسع فيه خريطة التهديدات على أكثر من جبهة.

إن استهداف مطار دولي بحجم "بن غوريون" — حتى وإن لم يُصَب فعليًا — يحمل رسائل رمزية قوية، سواء على مستوى الداخل الإسرائيلي أو المجتمع الدولي، حول تحول الموانئ الجوية إلى نقاط ضغط استراتيجية قابلة للاستهداف، ما قد يعيد رسم قواعد الاشتباك في المرحلة المقبلة.