اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

ترامب يفتح نافذة للتهدئة: نريد إنهاء حرب غزة بسرعة ونأمل أخباراً سارة قريباً

ترامب
محمود المصري -

في أول تصريح علني يعكس مواقفه الخاصة تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في إنهاء الحرب "بأسرع وقت ممكن"، وهي لهجة أكثر ليونة ظهرت بعد أسابيع من امتناعه عن انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنًا، رغم تزايد الضغط الدولي والغضب الشعبي من الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.
وجاء تصريح ترامب من مطار موريس تاون بولاية نيو جيرسي، حيث أكد أنه يأمل في سماع "أخبار سارة قريبًا"، مشيرًا إلى وجود محادثات مع الجانب الإسرائيلي بهدف إنهاء "هذا الوضع برمته" بأسرع وقت، ما يعكس تغيرًا نسبيًا في موقفه الذي كان حتى وقت قريب داعمًا غير مشروط لنتنياهو.

رغبة أمريكية لإنهاء الحرب

موقع "أكسيوس" الأميركي كشف أن هذا التصريح العلني يعكس ما كان يقوله ترامب في الكواليس منذ زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق أبدى انزعاجه من صور الأطفال الفلسطينيين المتأثرين بالحرب، وطلب من مساعديه نقل رسالة مباشرة إلى نتنياهو تفيد برغبته في إنهاء الحرب.
لكن إسرائيل، من جهتها، تمضي في اتجاه تصعيدي مناقض، إذ وسّعت نطاق عمليتها العسكرية، ووضعت خطة تهدف إلى إعادة احتلال قطاع غزة بنسبة تصل إلى 75% خلال شهرين، وفق ما صرّح به مسؤول عسكري إسرائيلي، رغم أن المكتب الإعلامي في غزة أكد أن الاحتلال بات يسيطر فعليًا على نحو 77% من أراضي القطاع.
ويستمر العدوان العسكري الإسرائيلي رغم دخول مفاوضات وقف إطلاق النار في "طريق مسدود"، وفقًا لتقارير "أكسيوس"، ما يدل على غياب الرغبة الإسرائيلية الجادة في التهدئة أو تقديم تنازلات في ملف الأسرى. كما أُعلن عن سحب الوفد الإسرائيلي من مفاوضات الدوحة، بينما تواصل واشنطن اتصالات غير مباشرة مع حركة حماس عبر وسطاء مثل بشارة بحبح، المعروف بعلاقته بحملة "العرب الأميركيين من أجل ترامب".


آلية جديدة


وعلى الصعيد الإنساني، تلقت الجهود الأميركية والإسرائيلية لتأسيس آلية جديدة لتوزيع المساعدات في غزة ضربة قوية، تمثلت في استقالة جيك وود، المدير التنفيذي لـ"مؤسسة إغاثة غزة" (GHF)، وهي المبادرة التي يفترض أن تتولى تنسيق إيصال المساعدات إلى سكان القطاع بطريقة "تمنع وقوعها في يد حماس". وعلل وود استقالته باستحالة تنفيذ المبادرة ضمن مبادئ الحياد والإنسانية والاستقلال، في ظل التدخلات الإسرائيلية والسيطرة غير المباشرة على آلية التوزيع.


بيان وود عزز من الانتقادات التي سبق أن وجهتها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، التي اعتبرت أن الآلية الجديدة تُستخدم كغطاء إنساني لتكريس السيطرة الإسرائيلية على المعابر والمساعدات، ما يقوّض ثقة الجهات المانحة ويجعل من الصعب استمرار أو حتى انطلاق "مؤسسة إغاثة غزة" بالشكل المطلوب.

ورغم هذه الانتكاسات، أعلنت المؤسسة أنها تبدأ إيصال مساعداتها إلى القطاع في 26 مايو، وتستهدف مليون فلسطيني بنهاية الأسبوع، مع وعود بزيادة تدريجية لتغطية كامل سكان القطاع.


لكن في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي، وتدهور الوضع الإنساني، وغياب توافق سياسي حقيقي على التهدئة، تظل آمال إنهاء الحرب، سواء عبر الضغوط الأميركية أو المبادرات الإغاثية، رهينة حسابات عسكرية وأجندات سياسية تتجاهل الكلفة الإنسانية الفادحة للحرب.