اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

ضربة معلم .. الحوثيون يعلنون تنفيذ ”عملية عسكرية مزدوجة” في إسرائيل

مطار بن غوريون
محمود المصري -

في تصعيد جديد في سياق الحرب الإقليمية المتنامية المرتبطة بالصراع الدائر في غزة، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن عن تنفيذ هجوم مزدوج بصواريخ باليستية استهدف أحدها مطار بن غوريون، والآخر هدفًا حيويًا شرقي مدينة يافا الإسرائيلية. جاء الإعلان على لسان المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، عبر بيان مقتضب نُشر على منصة "إكس"، وأكد فيه أن هذه الضربات تأتي ضمن ما وصفه بـ"الرد المشروع" على الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة.

اعتراض صاروخ حوثي

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ ومقذوف أُطلقا من الأراضي اليمنية، مشيرًا إلى أن أحدهما تسبّب بتفعيل صافرات الإنذار في مناطق متعددة داخل إسرائيل، بينما تم اعتراض الآخر دون الحاجة لتفعيل صفارات الإنذار، من دون أن يوضح طبيعة المقذوف.
ويُعد هذا الهجوم استمرارا لسلسلة من الضربات التي تبنّاها الحوثيون منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023، والتي بدأت بهجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل. وقد أعلن الحوثيون في مناسبات سابقة مسؤوليتهم عن استهداف مطار بن غوريون، بالإضافة إلى تنفيذ عشرات الهجمات ضد سفن تجارية في البحر الأحمر بزعم ارتباطها بإسرائيل.
الهجمات الحوثية التي تُنفذ بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة تعكس محاولة لإبراز حضور الجماعة كفاعل إقليمي داعم لمحور "الممانعة" الذي تقوده إيران، وتُظهر مدى التحوّل في تكتيكات الجماعة من الحرب المحلية داخل اليمن إلى التأثير في ساحات إقليمية أكثر حساسية. وفي حين لم تُسفر الضربات الأخيرة عن أضرار بشرية معلنة، فإنها تثير تساؤلات متجددة حول مدى جهوزية منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، ومدى تأثير هذه الهجمات على المجالين الجوي والاقتصادي الإسرائيلي.

توسيع رقعة التوتر

ويرى مراقبون أن هذه الضربات، حتى وإن لم تحقق أهدافها العسكرية، تسهم في توسيع رقعة التوتر وفتح جبهات متعددة على إسرائيل، ما يفاقم التحديات الأمنية والعسكرية التي تواجهها في ظل انشغالها المستمر بحملة عسكرية واسعة النطاق في غزة، وتوترات ميدانية متصاعدة في الضفة الغربية والحدود الشمالية مع حزب الله في لبنان.
الهجوم الأخير على مطار بن غوريون يكتسب رمزية خاصة كونه يستهدف أحد المرافق الحيوية والسيادية في قلب إسرائيل، مما يجعل الجماعة في موقع متقدم في مسار الحرب النفسية والدعائية، على الرغم من أن معظم هذه الهجمات يتم اعتراضها. كما يسلط هذا التصعيد الضوء مجددًا على هشاشة الوضع الأمني الإقليمي وارتباط الجبهات في الشرق الأوسط بعضها ببعض، وسط غياب أي أفق لحلول سياسية قريبة.