اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

ترامب: بوتين «يلعب بالنار».. وزيلينسكي: روسيا تمارس «خدعة أخرى»

جندي أوكراني يطلق قذيفة هاون باتجاه مواقع الجيش الروسي في منطقة دونيتسك
خالد الحويطي -

أوكرانيا تبدي استعدادها للتفاوض مع روسيا وتحدد شروطها

ماكرون: واشنطن أمام "اختبار لمصداقيتها" إن لم تتحرك حيال موسكو

أبدت أوكرانيا أمس الخميس "استعدادها" للمشاركة في مفاوضات اقترحت موسكو إجراءها الأسبوع المقبل في إسطنبول، لكنها حضت روسيا على تسليمها وثيقة تفصل فيها شروطها لإرساء سلام دائم.

عقد البلدان بعد ضغوط أميركية لقاء في إسطنبول في الـ16 من مايو، في إطار جولة تفاوض من أجل إيجاد حل للنزاع الدائر منذ بدأت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا، ولم تفض الجولة الأولى إلى النتيجة المرجوة فاقترحت روسيا جولة ثانية.

وقالت الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي إن الاتفاق المعروض الآن لإنهاء الحرب في أوكرانيا هو "أفضل نتيجة ممكنة لروسيا"، وإنه ينبغي للرئيس فلاديمير بوتين أن يقبله.

وأعلن رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك الخميس أن "أوكرانيا مستعدة للمشاركة في الاجتماع المقبل، لكننا نرغب في إجراء نقاش بناء". وحضت الرئاسة في بيانها روسيا على تسليم أوكرانيا قبل الاجتماع المقرر الإثنين "المذكرة" التي تعدها، التي من المفترض أن تتضمن شروطها للتوصل إلى اتفاق سلام دائم.

وشدد يرماك على أهمية تسلم أوكرانيا الوثيقة، على أن روسيا لديها "الوقت الكافي" للقيام بذلك، وقال إن الجانب الروسي تسلم نصاً يفصل الموقف الأوكراني.

في وقت سابق الخميس، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "لم نحصل على رد بعد، علينا انتظار رد من الجانب الأوكراني"، بخصوص اقتراح عقد لقاء جديد في إسطنبول.

زيلينسكي: روسيا تمارس «خدعة أخرى»

ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"مناورة" جديدة من جانب روسيا، واتهمها ببذل كل ما في وسعها لجعل المحادثات "بلا معنى".

وقال زيلينسكي إن روسيا تمارس "خدعة أخرى" بعد تسليم مقترحها للتسوية السلمية قبل اجتماع محتمل بين موسكو وكييف، وأضاف في خطابه المسائي المصور "لم يطلع أحد بعد حتى على ’المذكرة‘، التي تعهدوا بإرسالها وأعدوها في ما يبدو قبل ما يزيد على أسبوع".

وتابع "لم تستلم أوكرانيا الخطة، ولم يستلمها شركاؤنا. حتى تركيا، التي استضافت الاجتماع الأول، لم تستلم جدول الأعمال الجديد". وأضاف "على رغم وعودهم بعكس ذلك، (لنا) ولأميركا والرئيس ترمب: هذه خدعة روسية أخرى".

ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي، على تصريحات الكرملين على منصة "إكس"، قائلاً "إن خوف الروس من إرسال وثيقتهم إلى أوكرانيا يشير إلى أنها على الأرجح تتضمن إنذارات نهائية غير واقعية، ويخشون الكشف عن عرقلتهم لعملية السلام".

واقترحت موسكو إجراء هذه المحادثات، بعدما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"اللعب بالنار".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عبر التلفزيون الروسي الخميس إن بلادها تعتزم الإثنين المقبل إرسال الفريق "نفسه" الذي أرسلته إلى الجولة الأولى من المفاوضات.

وترأس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، المستشار المساعد الذي قاد محادثات ربيع 2022 الفاشلة، ونظرت كييف إلى تشكيلة الوفد الروسي على أنها مؤشر إلى عدم أخذ موسكو هذه المفاوضات على محمل الجد.

ولم تسفر المناقشات في إسطنبول عن أي تقدم، فيما اتهمت أوكرانيا روسيا بتقديم مطالب إقليمية "غير مقبولة"، لكن تعهد الجانبان خلال تلك المفاوضات القيام بعملية تبادل غير مسبوقة للأسرى، شملت ألف أسير من كل جانب وأنجزت نهاية الأسبوع الماضي.

ويبدو أنه من الصعب التوفيق بين المواقف الرسمية للجانبين، ففي حين تطالب روسيا بأن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن المناطق الخمس التي ضمتها، تعتبر كييف ذلك أمراً لا يمكن القبول به.

من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس روسيا وأوكرانيا إلى عدم "إغلاق الباب" أمام الحوار، معرباً عن أمله في استئناف المحادثات بين موسكو وكييف في إسطنبول الإثنين.

ترامب: بوتين «يلعب بالنار»

من جانبه، عبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحافيين عن شعوره بـ"خيبة أمل كبيرة" جراء القصف الروسي خلال إجراء عملية التفاوض، واعتبر أن بوتين "يلعب بالنار"، لكنه رفض الدعوات إلى فرض مزيد من العقوبات على موسكو.

وقال ترمب "إذا كنت أعتقد أنني قريب من التوصل إلى اتفاق، فأنا لا أريد أن أفسد الأمر بالقيام بذلك".

ودعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو نظيره الروسي سيرجي لافروف خلال مكالمة هاتفية الأربعاء إلى إجراء محادثات سلام "بحسن نية" مع أوكرانيا، بحسب واشنطن.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس إن روبيو جدد تأكيد "دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى حوار بناء وبحسن نية مع أوكرانيا، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحرب".

ماكرون: الولايات المتحدة أمام «اختبار لمصداقيتها»

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الولايات المتحدة أمام "اختبار لمصداقيتها" بشأن مسألة فرض عقوبات على روسيا إذا رفضت التزام وقف إطلاق نار في أوكرانيا. وقال ماكرون للصحافيين خلال زيارة إلى سنغافورة إنه إذا أثبتت روسيا أنها "غير مستعدة لإحلال السلام" على واشنطن أن تؤكد "التزامها" معاقبة موسكو، ً على أن "هذا اختبار لمصداقية الأميركيين"، وتابع متحدثا خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ "تباحثت قبل 48 ساعة مع الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب الذي أبدى نفاد صبره. السؤال المطروح الآن هو ما سنفعل حيال ذلك؟ إننا مستعدون".

ويلقي ماكرون في المساء كلمة في افتتاح حوار "شانجري-لا"، منتدى الأمن والدفاع الكبير في آسيا الذي شارك فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العام الماضي.

هجمات متبادلة

ميدانياً تواصلت الهجمات الليلية المتبادلة، وأعلن الجيش الروسي صباح الخميس تحييد 48 مسيرة أوكرانية خلال الليل، وارتطمت مسيرة بمبنى في جنوب غربي موسكو محدثة أضراراً مادية طفيفة.

وقال زيلينسكي الخميس "في روسيا يحتاج الناس إلى الشعور بالحرب لينفتحوا على الدبلوماسية"، من جهته أعلن سلاح الجو الأوكراني مساء الأربعاء أن البلاد تعرضت لهجوم بـ90 طائرة مسيرة وقال إنه دمر 56 منها.

وبحسب السلطات الأوكرانية، قتل سبعة مدنيين في الأقل في غارات روسية، اثنان بمسيرات في منطقة خيرسون، وواحد بصاروخ استهدف مزرعة في منطقة ميكولايف، وآخر بقصف مدفعي في منطقة دونيتسك، وواحد بمسيرة في منطقة سومي، كما قتل اثنان آخران في منطقة زابوريجيا.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية الخميس في بيان نشر على الشبكات الاجتماعية بأن جيشها سيطر على قرية سترويفكا في منطقة خاركيف في شمال شرقي أوكرانيا، وقريتي غناتيفكا وشيفشنكو بيرشه في منطقة دونيتسك.

روسيا تتهم شركات صربية ببيع أسلحة لأوكرانيا

اتهمت الاستخبارات الخارجية الروسية (إس في آر) شركات الدفاع الصربية الخميس بمحاولة "إطلاق النار على ظهر" موسكو، حليفة بلغراد منذ فترة طويلة، عبر بيع أسلحة لأوكرانيا التي تهاجمها روسيا منذ عام 2022.

وقالت الاستخبارات الخارجية في بيان على موقعها الإلكتروني "تواصل شركات الدفاع الصربية، على رغم حياد بلغراد الرسمي، تسليم ذخائر لكييف". وأضافت أن هذه الشركات تستخدم "شهادات مزورة" لإخفاء المتلقي النهائي ونقل الذخائر عبر دول ثالثة، من بينها دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي "مثل جمهورية التشيك وبولندا وبلغاريا".

كما أشارت الاستخبارات الخارجية الروسية إلى أنه "جرى في الآونة الأخيرة استخدام خيارات غير تقليدية تشمل حكومات أفريقية" لإيصال الذخائر، منددة بـ"أنشطة معادية روسيا". وقدرت أيضاً أن نحو 100 ألف قذيفة ومليون طلقة من ذخيرة الأسلحة الرشاشة جرى إرسالها إلى كييف من صربيا، من دون تحديد تواريخ دقيقة.

واتهمت خصوصاً شركات "يوجوإمبورت إس دي بي آر" و"زينيتبروم" و"روسيك" و"سوفاج" و"ريير دي تي آر" و"سلوبودا" و"برفي بارتيزان" بالمشاركة في هذه التسليمات، التي لها "هدف وحيد" هو "قتل وتشويه" الجنود والمدنيين الروس.

يعد هذا انتقاداً نادراً وعنيفاً لشركات صربية من هيئة روسية رسمية، في حين تفتخر موسكو وبلجراد بانتظام بالعلاقات الممتازة بين الدولتين السلافيتين.

الخميس، أشار الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الذي يعد من القادة الأوروبيين القلائل الذين أبقوا تواصلهم قائماً مع الرئيس الروسي، إلى أنه أثار هذه المسألة في موسكو حين زارها في التاسع من مايو، بمناسبة احتفالات النصر على ألمانيا النازية.

وجاء في تصريح أدلى به للقناة الصربية العامة "لقد أنشأنا مجموعة عمل مع شركائنا الروس لتبيان الحقائق"، وقال إن قطاع الصناعات الدفاعية الصربي "يجب أن يعمل" ويوظف 24 ألف شخص، لكنه تعهد إعطاء توجيهات بعدم تنفيذ العقود "عندما يكون هناك شك حول المستلم النهائي" للطلب.

وليست المرة الأولى تتهم شركات صربية بتوريد الذخائر إلى كييف، وهي مبيعات لم تؤكدها بلجراد كما لم تنفها. في مطلع مايو، التقى فوتشيتش نظيره الروسي بوتين وطلب منه مواصلة توريد الغاز إلى بلاده بسعر مخفض.

واتهمت هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية الخميس الصناعة العسكرية الصربية بالإثراء من "دماء الشعوب السلافية الشقيقة"، واستذكرت محطات تاريخية عدة دعمت فيها روسيا بلغراد، ولا سيما خلال تدخل حلف شمال الأطلسي في عام 1999.