اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

صحة غزة تحت النار.. استهداف متعمد للمستشفيات والطواقم الطبية

غزة
محمود المصري -

في مشهد يتكرر منذ أشهر، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياسة منهجية تهدف إلى تقويض المنظومة الصحية في القطاع المحاصر، وذلك من خلال الاستهداف المباشر أو غير المباشر للمرافق الطبية، وتعريض حياة المرضى والعاملين للخطر الداهم.


وكان آخر فصول هذا التصعيد الخطير، قصفٌ استهدف سطح مبنى الإدارة في مستشفى شهداء الأقصى، أحد المستشفيات الرئيسية وسط القطاع، مما أدى إلى حالة من الذعر والارتباك بين الطواقم الطبية والمرضى والمصابين ومرافقيهم، وفق ما أكدته الوزارة في بيان رسمي. هذا القصف لم يكن الأول من نوعه، بل يأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات التي طالت منشآت طبية وسيارات إسعاف، في ظل شحٍ متزايد في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار الخانق.


وتثير هذه الاعتداءات تساؤلات حادة حول مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني، الذي ينص صراحة على حماية المرافق الصحية والعاملين فيها، حتى في زمن الحرب. ورغم النداءات المتكررة من المؤسسات الفلسطينية والدولية، لا تزال الاستجابة الدولية خجولة، إن لم تكن غائبة.


وزارة الصحة في غزة جدّدت دعوتها العاجلة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى اتخاذ خطوات عملية لتوفير الحماية الفعلية للمرافق الطبية والعاملين فيها، والضغط لتجريم استهداف المنظومة الصحية، التي تمثل خط الدفاع الأخير أمام كارثة إنسانية متفاقمة.


ويرى مراقبون أن استهداف المستشفيات يحمل دلالات تتجاوز الضرورات العسكرية، ويعكس محاولة منهجية لإرباك المنظومة المدنية وشل قدرتها على الاستجابة للأزمات، بما يشكّل ضغطًا مضاعفًا على السكان المحاصرين، في ما يمكن وصفه بـ"الحرب على الحياة نفسها".
وفي ظل استمرار التصعيد العسكري، تبدو غزة اليوم أمام اختبار وجودي جديد، حيث لم تعد الجبهات تقتصر على خطوط التماس، بل باتت تشمل أسرة المرضى وأروقة الطوارئ وغرف العمليات.

انتهاكات الاحتلال في القدس خلال مايو 2025

سجلت محافظة القدس في مايو 2025 تصعيدًا خطيرًا في الانتهاكات الإسرائيلية، شمل اعتقالات، هدم منازل، اقتحامات للمسجد الأقصى، واعتداءات من المستوطنين، وسط تحويل موارد أمنية نحو دعم أوكرانيا.
شهد الأقصى اقتحامات يومية بلغت ذروتها في "يوم توحيد القدس"، حيث أدى المستوطنون طقوسًا تلمودية بحماية مشددة، ومنع الفلسطينيون من دخول المسجد.
ارتقى الفتى محمد نضال أبو لبدة والشاب فؤاد القط عليان برصاص الاحتلال والمستوطنين، فيما تواصل احتجاز جثامين الشهداء، ليصل عددها إلى 47.
سُجّلت 46 اعتداءً للمستوطنين، و17 إصابة جسدية، واعتُقل 41 مقدسيًا بينهم أطفال ونساء، مع إصدار أحكام بالسجن الفعلي والمنزلي وقرارات إبعاد، خاصة عن المسجد الأقصى.


نفذت سلطات الاحتلال 42 عملية هدم وتجريف طالت المنازل والمنشآت، أغلبها ذاتي لتفادي الغرامات، وتم تسليم 17 إخطارًا جديدًا، بينها إخطار بهدم عمارة تضم 12 شقة في سلوان.
كما وثقت انتهاكات طالت المؤسسات الدينية والتعليمية، مع تواصل المشاريع الاستيطانية، حيث أُقرّ 19 مخططًا استعماريًا جديدًا، وأُعلن عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة، ضمن سياسة تهويد ممنهجة للقدس.
هذا التصعيد يعكس استمرار نهج التهجير القسري، وتغيير التركيبة السكانية والديموغرافية للمدينة المحتلة.