اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

عيد خلف القضبان.. الاحتلال يحرم آلاف الأسرى من ذويهم ويواصل تعذيبهم

نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري
محمود المصري -

في تصريح يحمل أبعادًا إنسانية خطيرة ويعكس عمق المأساة المتواصلة داخل السجون الإسرائيلية، حذر رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عبد الله الزغاري، من تصاعد وتيرة الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها آلاف الأسرى الفلسطينيين، في ظل ما وصفه بـ"النهج النازي" الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحقهم.
وأكد الزغاري، في بيانه الذي جاء بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، أن سلطات الاحتلال تواصل عزل الأسرى في ظروف قاسية وغير مبررة، بأساليب تفوق ما شهدته الحركة الأسيرة عبر تاريخها الطويل من النضال. وأشار إلى أن هذه السياسات تشمل التعذيب الجسدي والنفسي، والتضييق المتعمد، والحرمان من الحقوق الأساسية، بما في ذلك الزيارات العائلية والعلاج والرعاية الصحية.

عزل ممنهج وحرمان مستمر


أبرز الزغاري أن العزل الانفرادي طال العشرات من قادة الحركة الأسيرة، بعضهم تجاوزت فترة اعتقاله أكثر من 22 عامًا، مؤكدًا أن هذه السياسات تهدف إلى كسر إرادة الأسرى وسحق روحهم المعنوية، لا سيما في المناسبات الدينية والاجتماعية التي تمر عليهم داخل الزنازين، محرومين من الحد الأدنى من التواصل الإنساني.
وأوضح أن الاحتلال يحرم الأسرى من المشاركة في الفعاليات الاجتماعية والدينية، بما فيها الأعياد، في محاولة لعزلهم عن محيطهم المجتمعي والوطني. كما أشار إلى أن "مصلحة السجون" تتعمد منعهم من الحصول على العلاج أو حتى حقهم في الزيارة العائلية، خاصة في ظل تصعيد إجراءات التضييق في السنوات الأخيرة.

الأطفال والنساء.. ضحايا في الظل


وحذّر الزغاري من الأوضاع الكارثية التي يواجهها الأطفال داخل المعتقلات، حيث يقبع أكثر من 440 طفلاً خلف القضبان، يتعرضون لأبشع أشكال التنكيل، من التعذيب والتحقيق القاسي، إلى العزل والحرمان من التعليم والرعاية النفسية. وأكد أن الاحتلال يواصل انتهاك براءة الطفولة الفلسطينية، في مشهد يجسد "قتلًا بطيئًا" لهذه الفئة.
ولم تكن الأسيرات بمعزل عن هذه الانتهاكات؛ إذ أشار الزغاري إلى وجود 49 أسيرة فلسطينية، بعضهن أمهات محرومات من أطفالهن، يعانين من ظروف قاسية، ويُحرمن من أبسط حقوقهن، في ظل تجاهل دولي للمعايير الحقوقية المتعلقة بالأسرى النساء.

أسرى غزة.. معاناة مضاعفة وإخفاء قسري


خصّ الزغاري أسرى قطاع غزة بتحية خاصة، مشيرًا إلى أنهم يواجهون معاناة مزدوجة: من جهة ما يعيشونه داخل المعتقلات، ومن جهة أخرى معاناة ذويهم تحت القصف والعدوان. وأكد أن الاحتلال يواصل إخفاء العشرات من أبناء غزة قسرًا، في ظل صمت دولي مطبق وتواطؤ أممي يعمّق من الجريمة.

وفي ختام بيانه، وجه الزغاري نداءً صارخًا إلى المجتمع الدولي ومنظوماته الحقوقية، محمّلاً إياها مسؤولية العجز المتواصل عن كبح جماح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى. ودعا إلى استعادة البعد الإنساني في التعامل مع القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن ما يجري في السجون ليس سوى امتداد لجريمة الإبادة الجماعية التي تُمارس بحق المدنيين في قطاع غزة.
كما طالب بضرورة التدخل الفوري لوقف الانتهاكات، والعمل الجاد من أجل إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، مشيرًا إلى أن ما لا يقل عن 71 أسيرًا ارتقوا شهداء داخل السجون، نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب وسوء المعاملة، مما يعكس سياسة القتل البطيء المعتمدة داخل المعتقلات الإسرائيلية.