ضربة استباقية تفتح أبواب الجحيم.. إسرائيل تُعلن الطوارئ وتحتمي بالملاجئ ترقباً لرد إيراني وشيك

في خطوة وُصفت بأنها قد تشعل فتيل مواجهة مباشرة بين تل أبيب وطهران، نفّذت إسرائيل فجر الجمعة سلسلة ضربات جوية وصفتها بـ"الاستباقية"، استهدفت قادة عسكريين إيرانيين ومنشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية. وفي أعقاب هذه العملية غير المسبوقة، أعلنت إسرائيل حالة "طوارئ خاصة" شاملة في الجبهة الداخلية، تحسبًا لرد إيراني قد يكون على مستوى غير مسبوق من العنف.
حالة طوارئ وطنية واستعدادات شاملة
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن رسمياً دخول البلاد في حالة طوارئ تشمل كل المناطق، مستنداً إلى قانون الدفاع المدني، وأصدر أوامر بتقييد الأنشطة العامة، من ضمنها حظر التجمعات، وتعليق العملية التعليمية، وتقليص وجود الموظفين في أماكن العمل باستثناء المرافق الحيوية.
الجيش الإسرائيلي بدوره غيّر من تعليماته للسكان، مطالبًا المواطنين بالامتثال الكامل لإرشادات "الجبهة الداخلية"، وتجنب أي تحركات غير ضرورية، مع التشديد على التزام البقاء في المناطق المحصّنة والملاجئ. وتم رصد رسائل تحذيرية عبر الهواتف المحمولة تنبه المواطنين للبقاء قريبين من الملاجئ، ما يعكس جدية التهديدات المحتملة.
الترقب.. إيران على وشك الرد
المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل تتوقع ردًا إيرانيًا خلال الساعات القليلة المقبلة، قد يتضمن "إطلاق مئات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة"، وهو ما يمثل سيناريو تصعيدياً قد يخرج عن حدود السيطرة التقليدية للصراع الإسرائيلي-الإيراني.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد في بيان مصوّر أن بلاده "نفذت ضربة افتتاحية ناجحة جداً"، زاعمًا أنها أصابت قادة إيرانيين كبارًا. لكنه في الوقت ذاته لم يُخفِ خطورة الوضع، مشيراً إلى احتمال أن "يضطر الإسرائيليون لقضاء فترات طويلة في الملاجئ".
تداعيات دبلوماسية وأمنية
تزامناً مع التصعيد، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية فتح غرفة طوارئ دبلوماسية، وبدأت التواصل مع البعثات الإسرائيلية حول العالم، في تحرك استباقي لاحتواء أي تداعيات دولية محتملة.
كما أجرى الوزير جدعون ساعر اتصالات مع عدد من وزراء الخارجية، في محاولة لتبرير الهجوم الإسرائيلي وطلب دعم سياسي في حال اندلاع مواجهة موسعة.
وفي تطور موازٍ، فرض الجيش الإسرائيلي إغلاقًا كاملاً على مدن الضفة الغربية، في خطوة احترازية تهدف إلى منع اندلاع اضطرابات داخل الأراضي الفلسطينية، أو استغلال التوتر من قبل الفصائل المسلحة.
بين النجاح العسكري والمأزق الاستراتيجي
تتباهى تل أبيب بأنها حققت إنجازًا عبر ضرب "الهدف الإيراني"، لكنها في الوقت ذاته دخلت في حالة تأهب لم يسبق لها مثيل، ما يثير تساؤلات جوهرية حول مدى تقديرها لعواقب تلك الضربة، وما إذا كانت مستعدة فعليًا لتحمّل تبعات رد إيراني قد يطال جبهات متعددة، من بينها الجولان، وغزة، وجنوب لبنان، وربما مناطق خارج الإقليم.
في المحصلة، تقف المنطقة على حافة تصعيد خطير قد يعيد رسم معادلات الردع والتحالفات في الشرق الأوسط، في حال قررت إيران أن تتجاوز الرد التقليدي وتفتح باب المواجهة الشاملة.