اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

مجموعة السبع: إيران يجب ألا تمتلك أسلحة نووية.. ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها‏

قمة مجموعة السبع (G7)
خالد الحويطي -

انعقدت قمة مجموعة السبع (G7) في كناناسكيس في كندا، وسط أجواء دولية مضطربة تشمل تصاعد التوترات الأمنية في الشرق الأوسط وأزمة أوكرانيا، مع ضغوط اقتصادية عالمية متشابكة. وتمّ وفق مسودة البيان التركيز على ملفات رئيسية وهي النزاع الإسرائيلي–الإيراني، تحديات الاقتصاد العالمي، الحرب الروسية–الأوكرانية. ووفقا لمراقبين، قد تشهد هذه القمة نمطا جديدا لصياغة البيان الختامي.

وجّهت المسودة دعوة واضحة إلى خفض فوري للتصعيد بين إسرائيل وإيران، معتبرة أن التصعيد العسكري يهدد استقرار المنطقة وقد يؤدي إلى زعزعة أسواق الطاقة العالمية. وأكدت المجموعة على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في إطار يوازن بين تأمين الدفاع الشرعي والحد من توسع دائرة الصراع.

وذكرت مصادر مطلعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امتنع عن توقيع مسودة البيان في صيغتها الحالية، فيما لم يصدر البيت الأبيض تعليقا رسميا على الموقف حتى الآن.

ويذكر أن ترامب كان قد صرح قبل توجهه إلى كندا أنه يأمل في التوصل إلى "اتفاق" بين إسرائيل وإيران، لكنه قال أيضا: "أحيانا يجب أن يُحاربوا أولا".

رغم ذلك، أظهرت المسودة التزام جميع الأطراف الأخرى بـحماية استقرار الأسواق العالمية، بما يشمل أسواق الطاقة، وسط مخاوف من انعكاسات التصعيد العسكري على إمدادات النفط والأسواق المالية.

حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها

وفي السياق ذاته، صرح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للصحفيين بأن "هناك إجماعا واضحا داخل القمة على ضرورة خفض التصعيد"، مشيرا إلى أهمية بلورة خطوات عملية لتحقيق هذا الهدف. من جهته، أوضح المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن الدول الأوروبية في مجموعة السبع تعمل على صياغة بيان يثبت مجددا أن "إيران لا يجوز أن تمتلك أسلحة نووية، مع تأكيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وقبيل القمة، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها أبلغت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الدبلوماسية هي الخيار الأمثل بشأن إيران، من دون أن تطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

وقالت فون دير لاين للصحافيين في مكان انعقاد القمة إنها توافقت مع نتانياهو على أن "إيران لا ينبغي أن تمتلك سلاحا نوويا، دون أي شك"، مضيفة “بالطبع أعتقد أن حلا تفاوضيا هو الأفضل على المدى البعيد".

من جهتها، حافظت الدول الأوروبية على موقف حذر. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ضبط النفس، لكنه حضّ طهران على استئناف المفاوضات مع واشنطن، متهما إيران بتصعيد التوترات المرتبطة ببرنامجها النووي.

أما اليابان، التي لطالما حافظت على علاقات ودية مع إيران، فاتخذت موقفا مختلفا عن الدول الغربية عبر إدانتها الضربات الإسرائيلية ووصفها بأنّها "غير مقبولة ومؤسفة للغاية".

الاقتصاد العالمي واستقرار الأسواق

شغلت المخاوف الاقتصادية موقعا متقدما في النقاشات، حيث شدد قادة G7 على مسؤوليتهم في الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة والسلع، وإدراك أن التصعيد العسكري في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تقليص الإمدادات وارتفاع أسعار النفط.

وأعرب ميرتس أيضا عن أمله في إحراز تقدم بشأن الخلافات التجارية مع الولايات المتحدة خلال الاجتماعات، رغم عدم التوصل إلى حلول نهائية في الوقت الراهن.

أوكرانيا وروسيا

وركزت المسودة على ضرورة إبقاء الضغط على روسيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، مع التأكيد على الدعم المستمر لوحدة الأراضي الأوكرانية. وأشارت إلى تنسيق محتمل بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتوسيع قائمة العقوبات ضد موسكو، رغم تأخر التشريعات الأمريكية.

وقد شهدت القمة حضور الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الذي يأمل بالتحدث لترامب. وعبر مسؤولون أوروبيون عن أملهم في استغلال الاجتماع وقمة حلف شمال الأطلسي الأسبوع المقبل لإقناع ترمب بتشديد موقفه مع بوتين.

وعلى عكس التقاليد السابقة، تخلت كندا عن إصدار بيان موحد، مفضلة إصدار "بيان رئيس القمة" مرفقا بستة بيانات منفصلة تغطي الموضوعات: مثل التجارة، الذكاء الاصطناعي، الهجرة، المناخ، وقضايا الأمن، لتجنب تكرار ما حدث في قمة عام 2018 في كيبيك، عندما أصدر ترامب تعليمات للوفد الأمريكي بسحب موافقته على البيان الختامي بعد المغادرة.