اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

إيران تُحذر نتنياهو: ”لن تنعم بالأمان”.. وتهدد بتوسيع نطاق التصعيد

إيران
محمود المصري -

في تصعيد جديد يعكس التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب، وجّه رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني تحذيرًا شديد اللهجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن الأخير "لن ينعم بالأمان في أي مكان في العالم" إذا ما استمرت إسرائيل في ما وصفه بالسياسات العدائية تجاه إيران.
التحذير الإيراني يأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهات أوسع، خصوصًا في ظل تزايد وتيرة العمليات الإسرائيلية التي تستهدف البنى التحتية والقيادات العسكرية الإيرانية سواء داخل البلاد أو في مناطق النفوذ الإيراني الإقليمي كالعراق وسوريا ولبنان.
المسؤول الإيراني، وعلى الرغم من تأكيده أن بلاده لا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب ليشمل منطقة الخليج، إلا أنه لمّح بوضوح إلى أن أي اعتداء على المنشآت النفطية الإيرانية قد يكون بمثابة خط أحمر، قد يدفع طهران إلى الرد بشكل واسع وغير محدود. وأشار إلى أن الرد الإيراني لن يقتصر على تل أبيب فقط، بل قد يمتد ليطال أطرافًا إقليمية أخرى، محذرًا دول الجوار من مغبة التورط، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في أي تحرك قد يُفسر على أنه دعم لإسرائيل.
اللافت في التصريحات الإيرانية هو الدعوة الصريحة لدول المنطقة إلى "إعادة النظر في مواقفها"، في إشارة واضحة إلى بعض الدول الخليجية التي تربطها علاقات أمنية أو استخباراتية مع إسرائيل، والتي قد تجد نفسها، بحسب المنطق الإيراني، في مرمى تداعيات التصعيد المحتمل.
تصريحات لجنة الأمن القومي تعكس تحوّلاً في اللهجة الإيرانية، التي باتت تعتمد خطابًا أكثر حدة وتهديدًا، في سياق استراتيجية الردع الإقليمي. كما تُعد رسالة مزدوجة: إلى الداخل الإيراني لتعزيز صورة القوة والممانعة، وإلى الخارج - وتحديدًا تل أبيب وواشنطن - بأن طهران مستعدة لتوسيع قواعد الاشتباك إذا ما تم تجاوز "الخطوط الحمراء".

ساعات حاسمة

تشير المعطيات حتى الآن إلى أن العدوان الإسرائيلي على إيران لا يهدف فقط إلى تقويض القدرات النووية والعسكرية لطهران، بل يسعى إلى ما هو أبعد: إسقاط النظام الإيراني نفسه، في محاولة لصياغة مشهد إقليمي جديد. هذه النية تتجلى في حجم ونوعية الضربات التي تستهدف قيادات عسكرية حساسة وعمليات إلكترونية عميقة، وتَرافَق ذلك مع تصعيد إعلامي يهيئ لتدخل خارجي أوسع، ربما يكون أمريكيًا.

تبدو الفجوة بين الرؤية الإسرائيلية والأمريكية عميقة، فإسرائيل تسعى لإسقاط النظام الإيراني عبر ضربات جوية واغتيالات منظمة، بينما تركز أمريكا على تعديل سلوك إيران دون إغراق المنطقة في الفوضى. ورغم ضراوة الهجوم، فاجأت إيران خصومها بصمود لافت وقدرة على الرد المؤلم، من اختراق القبة الحديدية إلى استهداف مواقع حساسة في تل أبيب وحيفا، فيما فشلت إسرائيل في تحييد الترسانة الإيرانية.

تأخذ المواجهة طابع الحرب الهجينة، إسرائيل تستخدم السيطرة الجوية والاستخبارات، وإيران تعتمد على الصواريخ والدفاعات، وكلا الطرفين عند حافة الهاوية، فنتنياهو يراهن على كسر إيران للبقاء، وخامنئي يعتبر المعركة وجودية. رغم الخسائر، لا تزال إيران متماسكة وتمارس ضبط النفس، فامتنعت عن تفعيل جبهات حلفائها، وتحاول كسب التعاطف الدولي، لكنها تواجه تحديات داخلية تهدد استقرارها.

تصريحات ترامب وتغير نبرة واشنطن قد يدفعان نحو تدخل عسكري أمريكي، خاصة باستهداف منشآت نووية، لكن القرار لا يزال مرهونًا بحسابات داخلية معقدة وصراع جماعات الضغط.