اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
رئيس الشاباك يقر بفشله في منع «طوفان الأقصى» ويعلن مغادرة منصبه أميركا بعد 100 يوم من ولاية ترمب الثانية.. استطلاع يكشف أزمة ثقة شعبية وتحديات متفاقمة غزة تحت النار والجوع.. أزمة إنسانية تتفاقم وسط الحصار والقصف المتواصل مأزق الاتفاق النووي الإيراني.. أوروبا تحذر من العودة للعقوبات وسط مفاوضات متعثرة رقائق تحت السيطرة.. مأزق أوروبا بين الاعتماد على الصين وتحديات الاستقلال التكنولوجي انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال يؤدي لتضرر الخدمات في شمال أفريقيا 100 يوم من التحدي.. سياسة ترمب وتفكيك النظام العالمي الليبرالي أزمة ”بوينج” والصين.. تصعيد جمركي وبوادر تصالحية وسط منافسة هندية متصاعد جرمانا تحت النار.. أزمة التسجيل المسيء وتداعيات العنف الطائفي في ريف دمشق مقتل 5 أكراد في «هجوم داعشي» بدير الزور.. والشيباني يعرب عن استعداد سوريا تعزيز العلاقات مع الصين هدنة بوتين في عيد النصر.. مبادرة رمزية تربك جهود ترمب وتعمّق الشكوك الأوروبية رئيس وزراء جامو وكشمير يدعو الهند إلى الحذر في ردها بعد الهجوم.. وباكستان ترفع درجة الاستعداد

استعادة الحوار الروسي الأميركي.. بين عقبات الماضي ورهانات المستقبل

العلاقات الروسية الأميركية
العلاقات الروسية الأميركية

في تطور لافت في العلاقات الدولية، زار كيريل دميترييف، مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الاقتصادية والاستثمار، العاصمة الأميركية واشنطن، ليكون أول مسؤول روسي رفيع المستوى يلتقي بمسؤولين أميركيين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. تأتي هذه الزيارة وسط محاولات متزايدة لاستعادة الحوار بين البلدين، في ظل تعقيدات سياسية وجيوسياسية تجعل من التقارب بين موسكو وواشنطن مسألة شائكة.

عوائق التقارب.. قوى تعمل على إبقاء التوتر؟

أكد دميترييف أن "بعض القوى تعمل على تشويه موقف روسيا وتعطيل أي جهود للحوار مع الولايات المتحدة"، مما يشير إلى وجود معارضة داخلية وخارجية لأي تقارب بين البلدين. فمنذ بداية الأزمة الأوكرانية، شهدت العلاقات بين موسكو وواشنطن تدهورًا غير مسبوق، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، شملت شخصيات بارزة مثل دميترييف نفسه.

مع ذلك، حصل دميترييف على ترخيص أميركي مؤقت لزيارة واشنطن، ما يعكس رغبة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في استكشاف فرص الحوار مع روسيا، رغم معارضة بعض القوى داخل البيت الأبيض وخارجه.

ترامب وبوتين: تفاهم استراتيجي أم مصالح متبادلة؟

أثار تقارب ترامب مع بوتين مخاوف أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، خاصة أن ترامب عبّر مرارًا عن رغبته في إنهاء الحرب الأوكرانية، محذرًا من تحولها إلى حرب عالمية ثالثة. ويبدو أن هذه الجهود بدأت تتخذ خطوات ملموسة، خاصة بعد مكالمة بين الرئيسين في فبراير الماضي، أعقبها اجتماع رفيع المستوى بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي في الرياض.

في سياق ذلك، لم تشمل قائمة ترامب الجديدة للرسوم الجمركية روسيا، بينما فرضت على أوكرانيا رسومًا بنسبة 10%. هذه الخطوة تحمل دلالات سياسية واضحة، حيث تشير إلى إمكانية استخدام التجارة والاقتصاد كأداة لإعادة رسم التوازنات الجيوسياسية بين روسيا وأميركا.

هل نشهد إعادة تشكيل العلاقات الروسية الأميركية؟

يرى دميترييف أن استعادة الحوار الروسي الأميركي "عملية صعبة وتدريجية"، لكنها ضرورية لتحقيق الاستقرار العالمي. ويبدو أن هناك مصلحة متبادلة بين البلدين في التوصل إلى تفاهمات، خاصة في مجالات الاستثمار والطاقة.

أحد الأبعاد المهمة لهذا التقارب المحتمل هو دور دميترييف في بناء علاقات مع السعودية، والذي أسفر عن اتفاق بشأن أسعار النفط ضمن منظمة "أوبك+". ويعني ذلك أن روسيا تسعى ليس فقط إلى تحسين علاقاتها مع واشنطن، ولكن أيضًا إلى تعزيز نفوذها في سوق الطاقة العالمية، وهو ملف حيوي للاقتصاد الأميركي كذلك.

التحديات والسيناريوهات المستقبلية

رغم المؤشرات الإيجابية، فإن استعادة العلاقات الروسية الأميركية تواجه تحديات كبيرة، أبرزها:

المعارضة الداخلية في واشنطن: لا يزال هناك تيار قوي داخل الإدارة الأميركية والكونغرس يعارض أي تقارب مع روسيا، خاصة بعد سنوات من التوترات السياسية والعقوبات المتبادلة.

الموقف الأوروبي والأوكراني: أي تقارب بين موسكو وواشنطن سيُقابل بقلق شديد من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، اللذين يعتبران روسيا تهديدًا استراتيجيًا.

التوازن بين المصالح الاقتصادية والجيوسياسية: هل سيكون الحوار الأميركي الروسي قائمًا على المصالح الاقتصادية فقط، أم أن هناك رؤية سياسية أوسع لإعادة رسم العلاقات الدولية؟

فرصة نادرة أم مجرد تكتيك سياسي؟

زيارة دميترييف إلى واشنطن قد تمثل بداية لتحول تدريجي في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، لكنها لن تكون سهلة. فبين الضغوط الداخلية والخارجية، والتحديات الاقتصادية والجيوسياسية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل نشهد عودة الحوار الروسي الأميركي كخيار استراتيجي، أم أن هذه التحركات ليست سوى مناورة سياسية مؤقتة في لعبة النفوذ العالمية؟.