اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
كشمير في مرمى التوتر مجددًا.. الهند ترفض الوساطة الخارجية وتُصر على الحل الثنائي رغم جهود أمريكية بارقة دبلوماسية في زمن الحرب.. زيلينسكي يدعو للقاء بوتين في إسطنبول لإنهاء النزاع ويقترح هدنة شاملة إسرائيل ترفض وقف النار وتتمسك بالتصعيد.. الرهينة عيدان ألكسندر ورقة ضغط في مفاوضات متعثرة أزمة ثقة بين واشنطن وتل أبيب.. اتهامات بإطالة أمد الحرب في غزة وتوتر يسبق زيارة ترمب هدنة حذرة في حرب الرسوم.. اتفاق أمريكي-صيني أولي يخفف التوتر التجاري ويمنح مهلة جديدة للمفاوضات بايدن يعود إلى الواجهة.. انقسام ديمقراطي بين الوفاء للتاريخ والطموح للمستقبل ممر آمن وقلق متصاعد.. إطلاق سراح عيدان ألكسندر يكشف هشاشة التفاهمات وازدواجية المواقف في حرب غزة تصدّعات في تحالف نتنياهو وترامب على وقع أزمات غزة والملف النووي الإيراني ضربة جديدة للاقتصاد الإسرائيلي.. صندوق النرويج السيادي يسحب استثماراته من شركة «باز» بسبب دعمها للمستوطنات البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة في يومها الـ 583 .. ما مستجدات الإبادة الجماعية لأهالي غزة؟ كذبة أبليس.. نتنياهو: سنضم «ثلث» الضفة الغربية

العصر الذهبي قادم.. ترامب: اتفاق شامل مع بريطانيا.. ورئيس الفيدرالي لا يفقه شيئًا

ترامب ورئيس وزراء بريطانيا
ترامب ورئيس وزراء بريطانيا

في خطاب اتسم بالتفاؤل الحاد والتصعيد السياسي، رسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملامح ما وصفه بـ"العصر الذهبي القادم" للولايات المتحدة، مستندًا إلى تطورات اقتصادية وتجارية مرتقبة، أبرزها قرب توقيع اتفاق تجاري ثنائي شامل مع المملكة المتحدة. غير أن هذا التفاؤل لم يخلُ من تناقضات واضحة، لا سيما في ظل تصاعد توتر العلاقة بين البيت الأبيض والبنك الفيدرالي الأمريكي، الذي اختار مرة أخرى تثبيت معدلات الفائدة، مخالفًا رغبة ترامب.

العصر الذهبي والاتفاقيات التجارية

أكّد ترامب في تصريحه أن بلاده مقبلة على "عصر ذهبي"، في إشارة إلى مرحلة جديدة من الانتعاش، يدعمها ما وصفه باتفاق شامل مع المملكة المتحدة من شأنه "ترسيخ العلاقات لسنوات مقبلة". ويُعد هذا الاتفاق أول إعلان رسمي عن اتفاق تجاري ثنائي منذ أن بدأ ترامب سياسة فرض الرسوم الجمركية على شركاء الولايات المتحدة، ما يمثل تحولًا في نهجه من المواجهة التجارية إلى بناء تحالفات ثنائية.
وبحسب ترامب، فإن هذا الاتفاق سيكون "كاملاً وشاملاً"، وسيفتح آفاقًا للتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، مما يعكس مسعى الإدارة الأمريكية لتعزيز علاقاتها مع الحلفاء التقليديين في مرحلة ما بعد "البريكست".
ورغم أن موعد الإعلان الرسمي عن الاتفاق تم تحديده (الساعة 10 صباحًا بالتوقيت الشرقي)، إلا أن تفاصيل الاتفاق لم تُكشف بعد، وهو ما يفتح الباب لتساؤلات حول مدى شموليته وتأثيره على قطاعات الاقتصاد الأمريكي والبريطاني على حد سواء.

صراع النفوذ بين السلطة التنفيذية والنقدية


وفي مشهد موازٍ، وجّه ترامب هجومًا لاذعًا لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، واصفًا إياه بأنه "أحمق لا يفقه شيئًا"، في تعليق مباشر على قرار الفيدرالي بتثبيت معدلات الفائدة، وهو قرار جاء مخالفًا لرغبة ترامب الذي لطالما دعا إلى خفضها لتحفيز الاقتصاد وزيادة السيولة.
هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، لكنه يعكس تصاعد الصراع بين السلطة التنفيذية (الرئيس) والسلطة النقدية (البنك المركزي)، وهو أمر غير مألوف في السياق الأمريكي الذي يُقدّس مبدأ استقلالية الفيدرالي.
وفي مؤتمره الصحفي، شدد باول على هذا المبدأ، قائلاً: "دعوات الرئيس لا تؤثر على عملنا"، مشيرًا إلى أن التضخم لا يزال أعلى من الهدف المحدد عند 2%، رغم التراجع الكبير خلال الفترة الأخيرة. وأضاف أن سوق العمل لا تزال متوازنة، لكن توقعات التضخم في المدى القريب ارتفعت، ما يبرر التريث في خفض الفائدة.

رسائل مزدوجة وثقة اقتصادية هشّة


يتجلى التناقض في خطاب ترامب حين يشير إلى أن الأسعار في أمريكا "تتراجع بسبب الرسوم الجمركية"، متجاهلًا ما تشير إليه البيانات الاقتصادية التي توضح أن التأثيرات الكبرى للرسوم كانت عكسية على المستهلك الأمريكي في مراحل سابقة. كما أن ربط تحسن الاقتصاد بالاتفاقات التجارية فقط يغفل ديناميكيات داخلية أعمق، منها سوق العمل، الإنفاق الاستهلاكي، والسياسات النقدية.
وتأتي تصريحات ترامب في لحظة حساسة اقتصاديًا، حيث تقف الأسواق بين التفاؤل الحذر بخصوص النمو وبين القلق من التشدد النقدي أو التضخم المرتد. وفي هذا السياق، فإن تسييس السياسة النقدية عبر التصريحات العدائية قد يُفقد الأسواق الثقة، وهو ما يعاكس الرسالة التي يسعى ترامب لإيصالها عن اقتراب العصر الذهبي.

تفاؤل في مقابل تشكيك مؤسسي

يُمثل خطاب ترامب الأخير مزيجًا من الرسائل المتناقضة: وعود براقة بـ"عصر ذهبي" وتحالفات تجارية قوية، يقابلها تصعيد ضد المؤسسات النقدية المستقلة، واتهامات تفتقر إلى التوازن المؤسسي.
وعليه، فإن مستقبل "العصر الذهبي" الذي بشّر به الرئيس سيعتمد ليس فقط على إبرام اتفاقات دولية، بل أيضًا على مدى قدرة الإدارة الأمريكية على ضبط خطابها الداخلي واحترام استقلال المؤسسات، وهي مسألة ستظل مفتوحة على جميع الاحتمالات في ضوء اقتراب الانتخابات والتقلبات الاقتصادية العالمية.