اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
مقتل 13 شخصا في اشتباكات جرمانا في ريف دمشق المغرب وتحالف دول الساحل يعتزمون تسريع مبادرة الولوج للمحيط الأطلسي ترمب والشرق الأوسط.. 100 يوم من الغموض الاستراتيجي بين التصعيد مع إيران ورهانات غزة ولبنان رئيس الشاباك يقر بفشله في منع «طوفان الأقصى» ويعلن مغادرة منصبه أميركا بعد 100 يوم من ولاية ترمب الثانية.. استطلاع يكشف أزمة ثقة شعبية وتحديات متفاقمة غزة تحت النار والجوع.. أزمة إنسانية تتفاقم وسط الحصار والقصف المتواصل مأزق الاتفاق النووي الإيراني.. أوروبا تحذر من العودة للعقوبات وسط مفاوضات متعثرة رقائق تحت السيطرة.. مأزق أوروبا بين الاعتماد على الصين وتحديات الاستقلال التكنولوجي انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال يؤدي لتضرر الخدمات في شمال أفريقيا 100 يوم من التحدي.. سياسة ترمب وتفكيك النظام العالمي الليبرالي أزمة ”بوينج” والصين.. تصعيد جمركي وبوادر تصالحية وسط منافسة هندية متصاعد جرمانا تحت النار.. أزمة التسجيل المسيء وتداعيات العنف الطائفي في ريف دمشق

استقراء للسياسة الخارجية الالمانية والدعم الأعمي لدولة الكيان المحتل: هل تخاطر برلين بسمعتها بالهوس غبر المسبوق ”لإسرائيل”.

بقلم : طارق رضوان
رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب

تأثير المساندة العمياء لإسرائيل على الموقف الألماني في سياساته الخارجية

تعتبر ألمانيا من الدول التي تحتل مكانة هامة في الساحة الدولية، وتلعب دوراً حيوياً في تحديد سياساتها الخارجية ودعم القضايا الدولية. ومن بين القضايا التي تؤثر بشكل كبير على موقف ألمانيا في الساحة الدولية هي المساندة العمياء لإسرائيل ضد الفلسطينيين.

إسرائيل تعتبر واحدة من أقوى حلفاء ألمانيا في الشرق الأوسط وفي الاتحاد الأوروبي بشكل عام. وقد تطورت العلاقات بين البلدين على مر السنين لتصبح علاقات استراتيجية تتميز بالتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري. ولكن هذا التحالف القوي مع إسرائيل قد أثر بشكل كبير على سياسات ألمانيا الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

فإن برلين تخاطر بسمعتها عبر هويها غير المسبوق باسرائيل وينعكس ذلك في تقديم الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل من قبل ألمانيا في مواجهة الفلسطينيين الذي يعتبر واحداً من أبرز التأثيرات الناتجة عن المساندة العمياء. فقد شهدت العلاقات بين البلدين تعزيزاً للتعاون العسكري وتبادل التكنولوجيا العسكرية، مما ساهم في تعزيز قوة إسرائيل وزيادة تأثيرها في المنطقة.

ومن الجدير بالذكر أن هذا الدعم القوي لإسرائيل قد أدى إلى تجاهل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية للفلسطينيين. فقد شهدت الأراضي الفلسطينية انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان، بما في ذلك انتهاكات للحق في الحرية والكرامة والعدالة. وعلى الرغم من التحذيرات الدولية والضغوط الدولية، إلا أن ألمانيا استمرت في دعم إسرائيل دون مراعاة لحقوق الفلسطينيين.

ينعكس ذلك انطلاقاً من تأثرت علاقة ألمانيا بإسرائيل بشكل كبير بالهولوكوست والجرائم التي ارتكبتها الحكومة النازية ضد اليهود. فبعد الحرب العالمية الثانية، تبنت ألمانيا سياسة الندم والاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها النازية، وبذلت جهوداً كبيرة لتعويض الضحايا وتعزيز العلاقات مع الشعب اليهودي.

ومن هنا، يمكن رؤية تأثير الهولوكوست على دعم ألمانيا الدائم لإسرائيل. فإن الوعي بالجرائم التي ارتكبتها الحكومة النازية ضد اليهود يجعل ألمانيا تتبنى موقفًا قويًا تجاه إسرائيل، حيث تعتبر دعم إسرائيل وضمان أمنها واستقرارها جزءًا من التزامها التاريخي.

علاوة على ذلك، يمكن رؤية تأثير الهولوكوست على العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل في شكل التعاون الثقافي والاقتصادي والعسكري بين البلدين. فإن الوعي بالماضي الأليم يدفع الحكومة الألمانية إلى تعزيز العلاقات مع إسرائيل وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

في الختام، يمكن القول إن المساندة العمياء لإسرائيل قد أثرت بشكل كبير على الموقف الألماني في سياساته الخارجية، وأدت إلى تقديم الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل في حساب حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية للفلسطينيين. وبالتالي، يجب على ألمانيا أن تعيد النظر في سياستها تجاه القضية الفلسطينية وأن تسعى إلى تحقيق العدالة وحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.