اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
رئيس الشاباك يقر بفشله في منع «طوفان الأقصى» ويعلن مغادرة منصبه أميركا بعد 100 يوم من ولاية ترمب الثانية.. استطلاع يكشف أزمة ثقة شعبية وتحديات متفاقمة غزة تحت النار والجوع.. أزمة إنسانية تتفاقم وسط الحصار والقصف المتواصل مأزق الاتفاق النووي الإيراني.. أوروبا تحذر من العودة للعقوبات وسط مفاوضات متعثرة رقائق تحت السيطرة.. مأزق أوروبا بين الاعتماد على الصين وتحديات الاستقلال التكنولوجي انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال يؤدي لتضرر الخدمات في شمال أفريقيا 100 يوم من التحدي.. سياسة ترمب وتفكيك النظام العالمي الليبرالي أزمة ”بوينج” والصين.. تصعيد جمركي وبوادر تصالحية وسط منافسة هندية متصاعد جرمانا تحت النار.. أزمة التسجيل المسيء وتداعيات العنف الطائفي في ريف دمشق مقتل 5 أكراد في «هجوم داعشي» بدير الزور.. والشيباني يعرب عن استعداد سوريا تعزيز العلاقات مع الصين هدنة بوتين في عيد النصر.. مبادرة رمزية تربك جهود ترمب وتعمّق الشكوك الأوروبية رئيس وزراء جامو وكشمير يدعو الهند إلى الحذر في ردها بعد الهجوم.. وباكستان ترفع درجة الاستعداد

زيلينسكي يعترف بوجود قوات أوكرانية داخل روسيا.. تحول نوعي في الحرب أم رسالة سياسية؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

في تطور بارز يكشف تحوّلاً استراتيجياً في مجريات الحرب الروسية-الأوكرانية، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ولأول مرة بشكل مباشر بوجود قوات بلاده داخل الأراضي الروسية، وتحديداً في منطقة بيلجورود، وهو اعتراف يكرّس واقعاً ميدانياً جديداً كانت كييف تحرص سابقاً على إبقائه في حدود التلميحات.

الاعتراف الأوكراني لا ينفصل عن تصعيد واضح في عمق الأراضي الروسية، حيث لا تزال وحدات أوكرانية متمركزة في أجزاء من منطقة كورسك المجاورة منذ توغل عسكري بدأ قبل نحو ثمانية أشهر. ورغم أن الجيش الروسي نجح في استعادة أجزاء كبيرة من تلك المناطق، إلا أن كييف تعتبر هذا التوغل ناجحاً من حيث تأثيره على خطوط القتال في دونيتسك.

تكتيك دفاعي أم هجوم استباقي؟

برّر زيلينسكي في خطابه المسائي وجود القوات الأوكرانية في بيلجورود وكورسك بضرورة "إعادة الحرب إلى جذورها"، على حد تعبيره، في إشارة إلى أن هذه المناطق تشكل منصات انطلاق للهجمات الروسية على بلدات أوكرانية حدودية، مثل سومي وخاركيف.

وبهذا المعنى، يبدو أن كييف تعتمد ما تسميه "الهجوم الوقائي"، أي دفع القتال إلى الأراضي الروسية من أجل تخفيف الضغط على الجبهات الشرقية، وخاصة دونيتسك، حيث تحتدم المعارك منذ أسابيع. وأشاد زيلينسكي بجهود فوج الهجوم 225 الذي ينشط في هذه المناطق، مؤكداً أن "نجاح العملية لا يقاس فقط بالمساحة المسيطر عليها، بل بنتائجها الاستراتيجية على خطوط التماس الأخرى".

الرد الروسي.. إعلان سيطرة وقصف متواصل

من جانبها، أعلنت موسكو عن سيطرتها على قرية باسيفكا في منطقة سومي الأوكرانية، بينما تؤكد كييف أن هذه الادعاءات غير دقيقة. ووسط هذا السجال، يستمر الجيش الروسي في تنفيذ غارات مكثفة على قرى ومراكز استراتيجية أوكرانية، لا سيما حول بلدة بوكروفسك، ذات الأهمية اللوجستية، والتي تسعى القوات الروسية لتطويقها منذ شهور.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أشار مراراً إلى نية روسيا إنشاء منطقة عازلة على الحدود لحماية أراضيها من "الهجمات الأوكرانية المتكررة"، فيما يبدو الآن أنه أصبح مبرراً عملياً لتوسيع العمليات داخل أوكرانيا.

التصعيد لا يتوقف على الحدود أو الميدان، بل يمتد إلى الساحة الدبلوماسية، حيث أعلنت كييف دعوتها إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، وذلك عقب هجوم صاروخي روسي على مدينة كريفي ريه الأسبوع الماضي، أسفر عن مقتل 20 مدنياً.

وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا وصف الهجوم بأنه "عمل إرهابي يجب ألا يُطبع"، داعياً إلى إدانة دولية قوية واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من ما وصفه بـ"الفظائع الروسية المتكررة".

تحوّل في قواعد الاشتباك

الاعتراف العلني من زيلينسكي بوجود قوات أوكرانية داخل روسيا يمثل نقطة تحول في أسلوب كييف لإدارة الصراع، ويكشف عن استعداد لتجاوز الخطوط الحمراء التقليدية، في رسالة مزدوجة: الأولى لموسكو بأن "الحرب لم تعد آمنة داخل حدودها"، والثانية لحلفاء أوكرانيا الغربيين بأن كييف مصمّمة على المبادرة لا الدفاع فقط.

لكن هذا التصعيد قد يفتح باباً لمزيد من المخاطر، أبرزها احتمال تبرير روسيا لتوسيع حربها بزعم الدفاع عن أراضيها السيادية، ما يعقّد الجهود الدولية لإيجاد مخرج دبلوماسي للصراع.

بينما تحاول روسيا تعزيز نفوذها داخل الأراضي الأوكرانية، تنقل كييف المعركة إلى داخل الحدود الروسية، في سابقة نادرة منذ اندلاع النزاع. هذا التصعيد الجغرافي يعكس تغيراً في قواعد الاشتباك، ويضع المجتمع الدولي أمام معادلة جديدة: هل ما يحدث هو تصعيد مشروع في إطار الدفاع عن النفس؟ أم انزلاق نحو حرب شاملة بلا حدود واضحة؟.

موضوعات متعلقة