اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

بين النار والسلام.. روسيا تتهم أوكرانيا بانتهاك وقف إطلاق النار 14 ألف مرة

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت الأزمة الروسية الأوكرانية تطوراً لافتاً في الأيام الأخيرة، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن قيام القوات الأوكرانية بخمس محاولات لاختراق الحدود في منطقتي كورسك وبيلغورود، وذلك رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت. ووفقاً للبيان الصادر عن الوزارة، فإن الجانب الأوكراني قد انتهك وقف إطلاق النار أكثر من 14 ألف مرة، في مؤشر على هشاشة هذا الاتفاق وصعوبة التزام الطرفين ببنوده.


وبانتهاء فترة الهدنة، استأنفت القوات الروسية عملياتها العسكرية، ما يدل على غياب الثقة المتبادلة ويعكس واقعاً ميدانياً يطغى عليه التصعيد أكثر من التهدئة. هذه الخروقات لم تكن مجرد تجاوزات ميدانية، بل جاءت في وقت حساس تحاول فيه الأطراف الدولية الدفع باتجاه حلول دبلوماسية تضع حداً لحرب بدأت منذ عام 2022، وخلّفت وراءها أزمة إنسانية واقتصادية شديدة التأثير في المنطقة والعالم.


في السياق السياسي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للدخول في محادثات مباشرة مع أوكرانيا، في خطوة بدت للبعض مفاجئة بعد أشهر من الجمود، لكنها قوبلت بحذر من الطرف الأوكراني. فقد أعرب الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن ترحيبه بمبادرة موسكو واعتبرها "إشارة إيجابية"، لكنه شدد على أن أي حوار يجب أن يسبقه وقف فعلي لإطلاق النار، في محاولة لضمان مصداقية نوايا الجانب الروسي.


ومع ذلك، لم تدم هذه الآمال طويلاً؛ إذ رفض بوتين صراحة دعوات كييف لوقف فوري لإطلاق النار، واقترح بدلاً من ذلك عقد جولة من المحادثات المباشرة في إسطنبول بتاريخ 15 مايو. هذا الموقف يعكس اختلافاً جوهرياً في مقاربات السلام: فموسكو تسعى لحوار دون شروط مسبقة، بينما تشترط كييف وقف العمليات العسكرية كمدخل لأي تسوية سياسية.

بوادر تهدئة في الحرب الأوكرانية

في تحول لافت ضمن سياق الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين، برزت مؤشرات جديدة على احتمال حدوث انفراجة سياسية، بعد تصريحات متبادلة من كييف وموسكو تشي باستعداد مبدئي لبحث إنهاء الحرب. فقد صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد عبر حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي، بأن "من الإيجابي أن يبدأ الروس أخيراً دراسة فكرة إنهاء الحرب"، لكنه شدد على أن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه يجب أن تكون "وقفاً كاملاً لإطلاق النار".

تأتي تصريحات زيلينسكي في لحظة حرجة من عمر الصراع، إذ تعاني أوكرانيا من استنزاف بشري واقتصادي هائل، وتواجه تحديات في جبهات القتال وفي حشد الدعم العسكري المستدام من شركائها الغربيين. في المقابل، تواجه روسيا عزلة دولية متزايدة وتكاليف باهظة لحربها، فضلاً عن العقوبات الاقتصادية التي أثّرت على اقتصادها ومكانتها الدولية.


شروط أوكرانية واضحة: وقف فوري ودائم لإطلاق النار


زيلينسكي لم يترك المجال للضبابية، بل أوضح أن بلاده تتوقع من روسيا التزاماً صريحاً بوقف شامل وموثوق لإطلاق النار، يبدأ اعتباراً من اليوم التالي. واعتبر أن "لا جدوى من استمرار القتل ولو ليوم واحد"، وهو تصريح يحمل بُعداً إنسانياً ودبلوماسياً في آن، ويضع موسكو أمام اختبار جدي لصدق نواياها.
هذا التصريح أعقبه تأكيد من وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها، الذي كتب على منصة "إكس" أن "استعداد روسيا المُعلن لإنهاء الحرب علامة إيجابية"، لكنه شدد على ضرورة "اتخاذ خطوات ملموسة"، محدداً مطلباً أوكرانياً بوقف إطلاق نار لا تقل مدته عن 30 يوماً اعتباراً من 12 مارس، تمهيداً لبدء المحادثات.

موضوعات متعلقة