اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

صفقة منتظرة.. واشنطن تعرض على حماس دورًا في حكم غزة مقابل وقف إطلاق النار

غزة
غزة

تدخل الأزمة في قطاع غزة مرحلة جديدة من التعقيد السياسي والدبلوماسي، وسط تغيرات جزئية في مواقف بعض الأطراف الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة. فقد كشفت المصادر عن تحول لافت في الموقف الأميركي تجاه حركة "حماس"، يتمثل في قبول مبدئي بمشاركتها في حكم قطاع غزة بعد الحرب، شرط تخليها عن العمل العسكري. هذا التطور، الذي نقله المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عبر وسطاء، يشير إلى بداية تبلور تصور أميركي لما بعد الحرب، يتجاوز المواقف التقليدية الداعية إلى استئصال "حماس".

تفاصيل المقترح الأميركي


يتضمن العرض الأميركي خطة لصفقة جزئية تقضي بإطلاق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين مقابل هدنة مؤقتة تمتد لـ70 يوماً، وهي فترة أطول من العرض الإسرائيلي الذي يقترح 45 يوماً فقط. هذه الهدنة المقترحة ستتيح المجال لإجراء مفاوضات بشأن صفقة نهائية أشمل، في محاولة لتفكيك الأزمة تدريجياً. اللافت أن الولايات المتحدة لا تطرح نزع سلاح "حماس" كشرط فوري، بل تراهن على وقف العمل العسكري كخطوة أولى، ما يعكس واقعية سياسية نسبية مقارنة بالتصلب الإسرائيلي.

موقف حركة "حماس"


في المقابل، تتمسك "حماس" بمقاربة شاملة. ففي سلسلة لقاءات أجراها وفدها المفاوض في الدوحة مع الوسطاء المصريين والقطريين، قدمت الحركة موقفاً مكتوباً يشدد على رزمة متكاملة تشمل:
إطلاق جميع المحتجزين الإسرائيليين (أحياء وأموات) دفعة واحدة،


وقف إطلاق نار دائم،


انسحاب إسرائيلي كامل من غزة،


إدارة مدنية مستقلة،


ترتيبات أمنية طويلة الأمد،


إدخال المساعدات وبدء إعادة الإعمار.


وتشمل الترتيبات الأمنية تجميد الأنشطة العسكرية لـ"حماس"، بما في ذلك وقف التصنيع العسكري وحفر الأنفاق وتهريب السلاح، على أن تكون هذه الإجراءات تحت إشراف الوسطاء.
الرفض الإسرائيلي والجمود السياسي:
في الجانب الآخر، تبرز الممانعة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي يرفض أي اتفاق لا يتضمن "استسلاماً كاملاً" من "حماس"، بحسب وصف الحركة. وهذا الموقف يُبقي الأفق مسدوداً أمام أي تسوية سياسية منطقية، ويؤكد أن القيادة الإسرائيلية الحالية غير مستعدة لإدارة مرحلة ما بعد الحرب بطريقة مرنة أو تراعي الحقائق الجديدة على الأرض، بما فيها بقاء "حماس" كقوة فاعلة.
المبادرة العربية المقترحة والموقف الأميركي:
وسط هذا الانسداد، تتبلور مقترحات عربية تطالب بتدخل أميركي مباشر لإنهاء الحرب. وقد اقترحت بعض الدول العربية على الرئيس الأميركي دونالد ترمب تقديم مبادرة شاملة تتضمن:
وقف فوري للحرب،


إطلاق المحتجزين الإسرائيليين،


انسحاب إسرائيلي كامل،


تجريد حماس من السلاح عبر آلية متفق عليها،


تشكيل إدارة محلية مستقلة لقطاع غزة،


إطلاق مسار سياسي تدريجي.


وما يلفت النظر هو وجود إشارات إلى تراجع الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل. فقد أظهرت تحركات ترمب – ومنها تجاهله زيارة إسرائيل، وتفاهماته مع الحوثيين والإيرانيين والسعوديين – مؤشرات على تباين متزايد بين واشنطن وتل أبيب.

موضوعات متعلقة