اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

حاولوا إدخال قربانا .. الأردن يدين اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى

لحظة الاقتحام
لحظة الاقتحام

أصدرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية،بيانا شديد اللهجة، تستنكر فيه وتدين بأشد العبارات، اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، اليوم الاثنين، ومحاولة أحدهم تدنيسه عبر إدخال قربانٍ إلى أحد باحاته، ما يمثل سابقة خطيرة تتزامن واستمرار الانتهاكات للوضع التاريخي والقانوني القائم التي تتم بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

ومن جانبه أكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق لهذه الممارسات الاستفزازية من قِبَل المستوطنين المتطرفين، وتسهيل شرطة الاحتلال اقتحاماتهم المتكررة للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، باعتباره خرقا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وانتهاكا للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وحذر القضاة من عواقب استمرار هذه الانتهاكات، مطالبا إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بوقف جميع الممارسات الاستفزازية للمستوطنين المتطرفين، التي تستهدف فرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، من بينها التقسيم الزماني والمكاني.

‏وجدّد التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه.

ويذكر أنه في سابقة جديدة وخطيرة، تمكن أحد المستوطنين يوم الاثنين، من إدخال "قربان صغير" إلى المسجد الأقصى المبارك، عبر باب الغوانمة، وذلك للمرة الأولى منذ احتلال المسجد عام 1967. واقتحم المستوطن المسجد الأقصى عبر باب الغوانمة -أحد أبواب المسجد- وبحوزته قربانًا "خروف صغير"، إلا أن حراس الأقصى وموظفي الأوقاف الإسلامية ومقدسيين قاموا بملاحقته وإحباط محاولة تقديمه في الأقصى فيما يسمى عيد "الفصح الثاني/الصغير". وقال شهود عيان إن 9 مستوطنين حاولوا اقتحام ساحات الأقصى من باب الغوانمة بعد صلاة ظهر اليوم، إلا أن أحد المقدسيين تصدى لهم، فيما تمكن مستوطن من إدخال "القربان"، من باب الغوانمة. وأشار الشهود إلى أن المستوطنين رافقهم إعلاميين لتوثيق اقتحامهم لساحات المسجد وهم يحملون " القربان".

جريمة خطيرة وغير مسبوقة

ومن جانبه قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن هذه المحاولة تشكل جريمة خطيرة وغير مسبوقة، وتصعيدًا عدوانيًا بحق المسجد المبارك. وأوضح الشيخ صبري ، أن هذه الجريمة تدلل على مدى أطماع المستوطنين المتطرفين في الأقصى، ومحاولتهم لفرض "السيادة والسيطرة"عليه. وأضاف أن الأعياد اليهودية تشكل مرتعًا خطيرًا لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه في الأقصى، مؤكدًا أننا لن نقر ولن نعترف بهذه الإجراءات العدوانية. وأكد الشيخ صبري حقنا الشرعي والإيماني في المسجد الأقصى، قائلًا: "المسجد أمانة في أعناقنا وجميع المسلمين في العالم". وأشار إلى دعوات "جماعات الهيكل" المزعوم لفتح أبواب المسجد الأقصى بشكل كامل أمام المقتحمين خلال ما يسمى "يوم القدس" المقبل، معتبرًا إياها تصب في الأطماع الاستيطانية التي تستهدف المسجد. وبين صبري أن أي إجراء إسرائيلي بحق الأقصى يصب في اعتداءاتهم الممنهجة عليه، وهو بمثابة إعلان حرب مفتوحة على المسجد. وأكد أن وتيرة الاقتحامات وزيادة أعداد المقتحمين للأقصى تصاعدت منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، باعتبار هذه الفترة ذهبية بالنسبة لهم، لتنفيذ مخطط السيطرة على المسجد.

وقال خطيب الأقصى: إن "المسلمين ملتزمون بالنداء الذي وجهه رسولنا الكريم بشد الرحال للأقصى"، داعيًا إلى تكثيف الرباط والتواجد الدائم بالمسجد لإفشال مخططات الاحتلال ومستوطنيه. وتسعى الجماعات المتطرفة إلى إقامة طقس "ذبح القربان" في المسجد الأقصى، ضمن مساعيها لتغيير هويته الإسلامية، عبر إقامة كامل الطقوس التوراتية داخله. ومنذ عام 2014، و"منظمات الهيكل" تضع نصب أعينها قضية تقديم "قربان الفصح" داخل الأقصى، وتعمل على الإحياء العملي لتلك الطقوس، وتجري تدريبات عملية لتحقيق ذلك. وحسب المختص في شؤون القدس زياد إبحيص فإن محاولة إدخال "القربان" للأقصى تأتي في مناسبة دينية هامشية تسمى "الفصح الثاني"، تعتمدها "منظمات الهيكل" المزعوم منذ 2021 كمناسبة ثانية لتعزيز مسعى "فرض القربان" في الأقصى، باعتباره "ذروة العبادة القربانية في الهيكل المزعوم".

وتابع أن تيار الصهيونية الدينية ينظر لقربان الفصح باعتباره بوابة الخلاص، وباعتبار دمه مرشحًا لأن يكون سببًا مباشرًا لإرسال المخلص من الرب وحينها تحصل المعجزة الإلهية التي تحسم الصراع بقوة الرب". تجاوزخطير بدورها، حذرت محافظة القدس مما أقدمت عليه مجموعة من المستوطنين المتطرفين اليوم، من محاولة تهريب "خروف صغير" إلى المسجد الأقصى، بغرض ذبحه داخل ساحاته، في محاولة إجرامية لانتهاك قدسية المكان الأقدس لدى المسلمين بعد مكة والمدينة المنورة. وذكرت المحافظة أن ثلاثة مستوطنين تمكنوا، عبر باب الغوانمة، من إدخال خروف مخبأ داخل كيس قماشي في محاولة لذبح القربان حسب الطقوس التلمودية. وأكدت أن هذا التطور يُشكّل تجاوزًا خطيرًا لكل الخطوط الحمراء، مضيفة "لو تم تنفيذ عملية الذبح داخل الأقصى، فلا أحد يستطيع ان يتكهن بالتداعيات المنبثقة عن هذا العمل الاجرامي".

موضوعات متعلقة