اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

السراب الذي خدع إسرائيل.. كيف أربكت «حماس» استخبارات الاحتلال قبل هجوم 7 أكتوبر؟

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية، في تقرير استخباراتي مفصل، عن حرب سرية معقدة خاضتها حركة "حماس" ضد جهاز الشاباك الإسرائيلي لسنوات سبقت هجوم 7 أكتوبر 2023، والذي وصفه التقرير بأنه نتاج تفوق استخباراتي لحماس مقابل إخفاق إسرائيلي كارثي.

خدعة استخباراتية متقنة
بدأت فصول هذه الحرب في أعقاب اغتيال القيادي في "حماس" مازن فقها عام 2017، وهو من خطط لهجوم مفترق ميرون الذي أودى بحياة 9 إسرائيليين. وقد شكّلت عملية اغتياله صدمة للحركة، وردّت عليها بسلسلة اعتقالات داخلية طالت 45 عميلاً كانت المخابرات الإسرائيلية قد جنّدتهم، وفق شهادة جاسر البرغوثي، أحد قادة كتائب القسام.
غير أن "حماس" لم تكتف بكشف هؤلاء العملاء، بل عمدت إلى إعادة توظيف بعضهم كعملاء مزدوجين ضمن عملية استخباراتية أُطلق عليها اسم "السراب"، وهي العملية التي نُفّذت بين عامي 2016 و2018، وأثمرت عن تغذية "الشاباك" بمعلومات مضللة حول مواقع ومخازن الصواريخ، إضافة إلى فضح هوية ضباط إسرائيليين يعملون في قطاع غزة.

ليلة الخداع


تظهر الوثائق والتحقيقات أن الليلة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر كانت حافلة بالإشارات المتناقضة داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية. فقد وردت تحذيرات فعلية من إمكانية وقوع هجوم، لكن تقارير عملاء "روتينيين" – تبين لاحقًا أنهم عملاء مزدوجون – نقلت صورة "مطمئنة"، تفيد بأن الأوضاع في قطاع غزة طبيعية ولا تثير القلق.
وفي تحليل نشره يوناتان دوخه هاليفي، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، يظهر أن هذه التقارير المضللة أربكت متخذي القرار في الشاباك والجيش، الذين فشلوا في التحقق من المعلومات عبر أدوات الاستطلاع البصري والتكنولوجي، في ظل غياب تقييم استخباراتي منهجي واضح.
فشل استخباراتي مركب:
تحقيقات الجيش الإسرائيلي كشفت عن سلسلة من الإخفاقات

الأمنية الصادمة


عدم وجود مراقبة بصرية لمنصات إطلاق الصواريخ التابعة لحماس.


غياب الرصد الاستخباراتي لمواقع التحرك أو الهجوم المحتملة.


ضعف التحقق المتقاطع للمعلومات واعتماد مفرط على تقارير المصادر البشرية (التي كانت مضلَّلة).


عدم استجابة مناسبة للإشارات التحذيرية بسبب ثقة مفرطة في روايات العملاء.


النتيجة


بحسب "معاريف"، شكّلت هذه الحرب الاستخباراتية نجاحًا كبيرًا لحركة "حماس"، التي استطاعت زرع الطمأنينة الزائفة داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية، ومهّدت الطريق لشن هجومها المفاجئ في 7 أكتوبر دون رادع.


أما على الجانب الإسرائيلي، فقد عرّى هذا الحدث خللًا هيكليًا في منظومة جمع المعلومات وتحليلها، مما يفرض تحديات كبرى على الاحتلال في إعادة بناء قدراته الاستخباراتية، وتحديث أساليبه لرصد وتفكيك التضليل المعقد الذي بات سلاحًا فعالًا في يد خصومه.

موضوعات متعلقة