اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

وداع مهيب للشيخة جنات مبارك.. «صاحبة البصيرة»

الشيخة جنات مبارك
الشيخة جنات مبارك

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

﴿ أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ﴾ سورة الحج، الآية 46

صدق الله تعالى فكم رأينا عديد البشر يبصرون بعيونهم ولكن تعمى قلوبهم، وفي المقابل هناك من أهل الله من فقدوا البصر ولكنهم لم يفقدوا البصيرة فكأنهم يرون بنور الإيمان وبتقوى القلوب.. فكم من فاقدي البصر تبأوا مكانة بارزة ببصيرتهم ولعل أكبر مثال يخطر على بالنا عند ذكر هؤلاء هو طيب الذكر الشيخ الفاضل قيثارة السماء محمد رفعت الذي وهبه الله تعالى حنجرة ذهبية بعد أن وهبه قلباً مبصراً عوضه عن فقد عينه للبصر.

أمس.. ودعت مصر المرأة صاحبة البصيرة الشيخة جنات التي أسلمت الروح لبارئها عن عمر 88 عاماً بمسقط رأسها قرية تلوانة بمركز الباجور الواقع في محافظة المنوفية بدلتا مصر .. وخرج في وداعها المئات من أبنائها، رغم أنها لم تتزوج ولم تنجب فإن كل أبناء القرية اعتبروها أماً لهم كما كانت تعتبرهم هي أبناء لها.

ولدت الشيخة جنات فاقدة للبصر ووهبت حياتها لكتاب الله تعالى حفظاً وتلاوة وتعليماً ولم تتزوج، فعملت على تحفيظ أبناء القرية والقرى المجاورة كتاب الله العزيز، وتخرج على يديها مهندسون وأطباء ومعلمون وغيرهم من أصحاب المهن لكنهم قبل ذلك يحفظون كتاب الله تعالى ويرتلونه ولعل كل حرف يقرأونه من كتاب الله تعالى يكون ثقلاً في ميزان الشيخة صاحبة البصيرة.

وكانت جنازتها اعترافاً من مئات تلاميذها وأهاليهم بفضلها العظيم عليهم.. كانوا يعتبرون وجودها في قريتهم بركة ونوراً.

وقد قال أحد أقارب الشيخة جنات مبارك إن الراحلة كانت كفيفة، ولذلك تمكنت من حفظ القرآن الكريم عن طريق السمع، مما يعتبر مجهودًا كبيرًا بذلته من أجل حفظ كتاب الله.

وأضاف أن الشيخة جنات مبارك أتمت حفظ القرآن الكريم كاملًا عندما كانت في العشرين من عمرها، لافتًا إلى أنها لم تكتفِ بذلك فقط بل أنها لم تتزوج وكرّست حياتها لتحفيظ كتاب الله لعدد كبير من الأطفال والشباب.

وتابع: الشيخة جنات حفظت القرآن كاملًا وهي عندها 20 سنة، وكانت بتحفظ القرآن لأجيال كتيرة وخرج من تحت إيديها مهندسين، وربنا يجعل كل اللي عملته في ميزان حسناتها.

وأوضح أحد أقارب الشيخة جنات مبارك، أنه رغم كبر سن الراحلة إلا أنها كانت تحافظ على تلاوة القرآن الكريم بشكل دائم.

وأشار إلى أنها لم تكن تعاني من أي مشاكل صحية كبيرة أثرت على حالتها وأدت إلى وفاتها، بل بالعكس تناولت معهم الفطور بالأمس بشكل طبيعي ولم يظهر عليها أي شيء، مختتمًا: مكنش فيها حاجة طول اليوم، ودخلت تنام بعد المغرب ولما جينا نصحيها عشان تتعشى لقيناها ماتت.