اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

النووي الإيراني بين مطرقة نتنياهو وسندان ترامب.. تصعيد إسرائيلي يهدد مسار التفاوض

إيران
إيران

في تطور جديد يعكس هشاشة التفاهمات الإقليمية حول البرنامج النووي الإيراني، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب تمر بمرحلة توتر غير مسبوقة على خلفية تباين استراتيجي حاد بشأن كيفية التعامل مع طموحات إيران النووية. وبينما تحاول إدارة الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب إعادة إحياء مسار تفاوضي مع طهران، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل مساراً أكثر حدة قد يصل إلى تنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية الحساسة.
وبحسب الصحيفة، فإن الخلاف بين الطرفين لم يظل في الأروقة الدبلوماسية، بل بلغ حد التوتر في مكالمة هاتفية مباشرة بين ترمب ونتنياهو، ناقشا فيها سبل منع إيران من امتلاك سلاح نووي. وتشير التقارير إلى أن تلك المكالمة كانت واحدة على الأقل من بين محادثات شهدت قدراً كبيراً من التوتر والاختلاف في الرؤى. وقد أعقب هذه المكالمات سلسلة اجتماعات مكثفة شارك فيها كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين من كلا البلدين، في محاولة لرأب الصدع ومنع تفاقم الخلاف.


مصادر مطلعة نقلت عنها نيويورك تايمز، دون أن تسميها، تحدثت عن أن ما يمكن أن يتمخض عن المفاوضات الأميركية-الإيرانية، في أحسن الأحوال، لا يتعدى الإعلان عن مبادئ عامة أو إطار تفاهم مبدئي، دون الوصول إلى اتفاق شامل أو ملزم. وهو ما ترى فيه إسرائيل تهديداً أمنياً مباشراً، وتعتبره تقاعساً عن التعامل الجدي مع خطر وجودي، على حد وصف المسؤولين الإسرائيليين.

قناعة استراتيجية

يرى مراقبون أن موقف نتنياهو ينبع من قناعة استراتيجية مفادها أن إيران باتت على عتبة "القدرة النووية" دون الإعلان عن امتلاك سلاح نووي فعلي، وهو ما تعتبره تل أبيب تجاوزاً للخطوط الحمراء. لذلك، فإن التصعيد الإسرائيلي المحتمل يأتي كأداة ضغط مزدوجة: على إيران لردعها عن المضي قدماً في التخصيب، وعلى واشنطن لمنعها من تقديم تنازلات في المفاوضات.


من جهتها، تعي إدارة ترمب تعقيدات الخيار العسكري، واحتمال تدحرج المنطقة إلى مواجهة شاملة قد لا يمكن احتواؤها، خاصة في ظل التوترات في مضيق هرمز والوجود الأميركي في العراق وسوريا. ولهذا تسعى واشنطن، برغم لهجتها التصعيدية الظاهرية، إلى الحفاظ على مسار تفاوضي يحمي مصالحها الإقليمية دون الانجرار إلى صدام مباشر.


الخلاف الأميركي الإسرائيلي حول إيران ليس مجرد تباين تكتيكي، بل يعكس اختلافاً جذرياً في تقدير المخاطر وتحديد الأولويات. فبينما تسعى واشنطن إلى تطويق الأزمة سياسياً، ترى تل أبيب أن الوقت ينفد وأن العمل العسكري قد يكون الخيار الوحيد المتبقي. وفي ظل هذا التصادم في المقاربات، تبدو المنطقة مقبلة على منعطف خطير، ما لم يتم التوصل إلى صيغة تفاهم توازن بين هواجس إسرائيل الأمنية ومصالح واشنطن الاستراتيجية.