تفاصيل الجهود المستمرة لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

أشارت تقارير إعلامية إلى أن وفدا إسرائيليا توجه إلى القاهرة ، في إطار المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة لإجراء محادثات لتبادل الأسرى ووقف النار، فيما ألمح الرئيس الأمريكي ترامب لاحتمالية وجود أخبار سارة بشأن غزة. وأعلنت حركة حماس موافقتها على عرض الوسطاء الأخير لوقف إطلاق النار، إلا أن الجانب الإسرائيلي رفض الصفقة. فما الذي يمكن أن تحمله هذه الزيارة إلى القاهرة؟
هل تأكد وجود الوفد الإسرائيلي في القاهرة؟ و إلى أين وصلت جهود الوساطة بشأن وقف النار؟
جرت العادة أن لا يتم الحديث بشكل معلن من قبل المسؤولين المصريين عن المحادثات التي تشهدها القاهرة مع الوفود الإسرائيلية، ولكن يتم الإعلان فيما بعد إذا ما تم التوصل إلى نتائج معينة.
وأكد مصدر مصري مسؤول، استمرار التنسيق المصري القطري الأمريكي بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين.
وقال أيضا المصدر إن مصر تطالب الطرفين إسرائيل وحركة حماس بإبداء المرونة اللازمة للتوصل لاتفاق لمواجهة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وأن الاتصالات جارية مع كافة الأطراف في محاولة للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.
كل ذلك يأتي في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأمريكية، وهي الوسيط الثالث كما هو معروف مع مصر وقطر في مفاوضات غزة، إلى التوصل لاتفاق شامل ومتدرج يبدأ بإطلاق سراح جزء من الأسرى، ويشمل في مراحله اللاحقة إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الأسرى لدى حماس، ربما لأن واشنطن ترى أن إضعاف البنية العسكرية لحماس والضغوط المتزايدة التي تتعرض لها قد تفتح نافذة سياسية لدفع الحركة نحو تنازلات غير مسبوقة.
لكن في المقابل، تتمسك حركة حماس بحتمية إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.لا تزال حماس ترفض الشروط الإسرائيلية المعلنة لإنهاء الحرب، والتي تشمل تسليم حماس جميع أسلحتها ومغادرة قادتها من قطاع غزة، وإنهاء أي دور لهم في حكم القطاع مستقبلا.
نقطة إنهاء الحرب، هل هي نقطة الخلاف المتبقية؟ في الورقة التي قدمها الوسيط الفلسطيني الأمريكي بشار بحبح بالتعاون مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. ما الذي تضمنته هذه الورقة الجديدة؟ ولماذا تقول إسرائيل وواشنطن بأن هذه الورقة التي وافقت عليها حماس مختلفة عن مقترح؟
هذه نقطة خلاف رئيسية في الحقيقة، وهذه الورقة يتزامن طرحها مع حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ترامب كان قد أشار إلى أن هناك أخبار سارة بشأن غزة وتتعلق بوقف القتال أيضا. طرح هذه الورقة يأتي في وقت تتحدث فيه وسائل الإعلام عن طلب أمريكي من إسرائيل بتأجيل العملية البرية في قطاع غزة، لإفساح المجال أمام المبادرات المرتبطة باستئناف المفاوضات وإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.
وهي من ضمن البنود التي تضمنتها بالفعل الورقة المقدمة من الوسيط الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، وتنص على أن اليوم الأول من وقف إطلاق النار سيشهد إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء، على أن يستكمل الإفراج عن خمسة أخرين في اليوم الستين من الاتفاق.
وفيما يتعلق بالجنود والمدنيين القتلى، تلتزم حركة حماس بموجب هذه الورقة بتحديد أماكن رفاتهم خلال فترة التهدئة، على أن ينقلوا وفق جدول زمني متفق عليه مع إسرائيل.
كما تشمل أيضا المبادرة بند رئيسي، وهو ينص على الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة، بغض النظر عن تاريخ اعتقالهم، سواء تم اعتقالهم قبل أو بعد السابع من أكتوبر.
الورقة تنص ايضا على إدخال مساعدات إنسانية عاجلة بمعدل 1000 شاحنة يوميا لتخفيف وطأة الازمة الانسانية في القطاع.
أخيرا، تضمنت الورقة التزام كل من إسرائيل وحماس بوقف تام لإطلاق النار خلال فترة المفاوضات بضمانة أمريكية واضحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب خلال فترة وقف إطلاق النار، مع تعهد حماس والفصائل بعدم تشكيل أي تهديد لأمن إسرائيل خلال هذه الفترة.
يبقى الخلاف الرئيسي هو فكرة الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية من غزة، أي أن تنسحب إسرائيل كاملا من غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل حاليا وتصر على أنه يجب أن تسلم حماس أسلحتها.