اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
طائرة سعودية تغير مسارها بعد تلقيها تهديدا بوجود قنبلة هجوم إسرائيلي على منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة صدمة الاحتلال.. إيران غيرت طريقة هجومها ومدة التنبيه أقل من 10 دقائق! محمد عبد المنعم يكتب: تصريحات ترامب والتصعيد المحتمل بين إيران والاحتلال ما حجم الضرر الذي ألحقته الهجمات الإسرائيلية ببرنامج إيران النووي؟ الشرق الأوسط على صفيح ساخن.. موسكو تلوّح بالوساطة وتحذر من التصعيد الإيراني-الإسرائيلي ما بعد الخطوط الحمراء.. تصعيد إيراني–إسرائيلي وترمب بين شبح الحرب وحلم الصفقة خريطة مرعبة.. 9585 رأسًا نوويًا في انتظار الأوامر القنبلة القذرة.. سيناريوهات ”اليأس النووي” الإيراني في مواجهة إسرائيل والمنطقة طبول حرب نووية في الشرق الأوسط.. التصعيد بين إسرائيل وإيران يُنذر بانفجار إقليمي الكونغرس يتصدى لجنون ترمب.. تحركات لمنعه من توريط الولايات المتحدة في حرب إيران قيود تشريعية وصراع متصاعد.. محاولات لفرملة اندفاع ترمب نحو الحرب مع إيران

ترمب بين ”الفرصة الأخيرة” والدخول في الحرب.. سباق دبلوماسي وعسكري على جبهة إسرائيل – إيران

الحرب
الحرب

في لحظة بالغة التعقيد من التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب مبادرة دبلوماسية قد تكون "الفرصة الأخيرة" لتفادي انزلاق الشرق الأوسط إلى مواجهة شاملة. وفيما يستمر التبادل الناري بين الجانبين منذ خمسة أيام، يتحرك البيت الأبيض على خطين متوازيين: تعزيز عسكري واسع النطاق في المنطقة، ومحاولة إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات.

تسعى إدارة ترمب إلى اختبار ما إذا كانت طهران، التي تعرضت لهجمات مكثفة من قبل إسرائيل، مستعدة لتقديم تنازلات في ملفها النووي. وتشير تسريبات متعددة إلى رغبة الرئيس الأميركي في إنقاذ الموقف من خلال اتفاق جديد، يعيد واشنطن إلى دور صانع السلام دون التورط المباشر في الحرب.

الرهان الأميركي: قنابل فوردو والضغط على إيران

في قلب التحرك الأميركي يقبع تقدير استراتيجي حساس: الولايات المتحدة تمتلك سلاحاً لا تمتلكه إسرائيل، وهو القنابل الخارقة للتحصينات التي يمكنها تدمير منشأة "فوردو" النووية الإيرانية المدفونة عميقاً تحت الأرض. هذه الورقة، بحسب مصادر مقربة من ترمب، ليست فقط أداة عسكرية، بل ورقة ضغط تفاوضي بامتياز.

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يستعد للقاء محتمل مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في محاولة لبلورة اتفاق قد يشمل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وتقديم تنازلات نووية واضحة من طهران. غير أن المسؤولين الأميركيين لا يخفون شكوكهم حول نوايا إيران الحقيقية، رغم "الإشارات العاجلة" التي أرسلتها الأخيرة عبر وسطاء عرب.

نتنياهو يضغط وترمب يتردد

بينما يستعد ترمب للعودة إلى واشنطن وسط مؤشرات متزايدة عن تصعيد ميداني في طهران، يزداد الضغط الإسرائيلي للمشاركة الأميركية المباشرة في الهجمات. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى في العملية العسكرية فرصة "لتغيير النظام" في إيران، ويحض واشنطن على استخدام تفوقها الجوي لضرب فوردو. لكن ترمب ما يزال متمسكاً بخطاب الصفقات، رافضاً الانجرار إلى مواجهة مفتوحة، معتبراً أن إيران تمر بـ"موقف تفاوضي ضعيف".

مواقف دولية: أوروبا تراقب وروسيا صامتة

من جهة أخرى، أجرى ترمب مشاورات خلال قمة مجموعة السبع في كندا مع قادة غربيين، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أشار إلى "عرض أميركي" لإيران من أجل وقف إطلاق النار. الأوروبيون – وإن كانوا يدعمون وقف العنف – يترددون في الانخراط الكامل في الضغط العسكري، ويدعون إلى تجديد المفاوضات وفق اتفاق 2015، الذي انسحبت منه واشنطن سابقاً.

واشنطن تتأرجح: بين الاستعداد العسكري والمراهنة على الوساطة

رغم التصريحات الرسمية التي تنفي ضلوع واشنطن في الهجمات، تؤكد الوقائع الميدانية أن البنتاغون يواصل الدفع بتعزيزات لوجستية هائلة، شملت أكثر من 30 طائرة تزويد بالوقود، تمهيداً لأي تحرك جوي محتمل. وتقول مصادر أميركية إن هذه التعزيزات "ليست فقط لإظهار القوة، بل لتوفير خيارات فورية للرئيس ترمب".

ووسط انقسام داخل الإدارة الأميركية، بين من يطالب بالمشاركة في الحرب ومن يحذر من التورط، لا يزال القرار النهائي بيد ترمب وحده، الذي يوازن بين صورته الدولية كصانع صفقات وبين الضغوط السياسية والإعلامية من حلفائه الجمهوريين.

لحظة حاسمة في الشرق الأوسط

يأتي هذا التصعيد وسط هشاشة إقليمية غير مسبوقة منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، ومع تزايد عدد الضحايا المدنيين في الجانبين، تبدو واشنطن أمام لحظة حاسمة: إما أن تفرض معادلة جديدة تعيد طهران إلى المفاوضات، أو تنزلق إلى مستنقع مواجهة جديدة قد تعيد رسم الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط.

في لعبة الحافة هذه، يتوقف كل شيء على قرار واحد: هل ينجح ترمب في اقتناص الفرصة الأخيرة… أم يدفع الشرق الأوسط نحو جحيم جديد؟