اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

مطار صنعاء تحت النار.. تصعيد عسكري يُغلق شريان اليمن الجوي ويُعمّق الكلفة الإنسانية

مطار صنعاء
مطار صنعاء

في تصعيد جديد للصراع الإقليمي، أفاد مدير عام مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، أن الخسائر الناجمة عن الضربات الجوية الإسرائيلية على المطار تجاوزت نصف مليار دولار. هذا التصعيد الذي تزامن مع غارات أمريكية-إسرائيلية متعددة على مواقع حيوية في العاصمة اليمنية صنعاء، شلّ فعليًا أحد المنافذ الجوية القليلة التي كانت لا تزال تعمل، وإن بقدرة محدودة، في بلد يئن تحت وطأة حرب مستمرة منذ أكثر من تسع سنوات.

ضربة موجعة للقطاع الجوي اليمني

أكد الشايف أن العدوان أسفر عن تدمير الصالات الرئيسية في المطار بالإضافة إلى ست طائرات، من بينها ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، التي لم يتبق لها سوى طائرة واحدة كانت متواجدة خارج اليمن لحظة القصف. وأشار إلى أن الاتهامات باستخدام المطار لأغراض عسكرية أو غير إنسانية "لا تستند إلى أي دليل"، واصفًا الاستهداف بأنه "ذرائعي" ويهدف إلى شلّ ما تبقى من وظائف الدولة اليمنية، وخاصة في المناطق التي تُسيطر عليها جماعة أنصار الله (الحوثيين).

الغارات لم تقتصر على المطار، إذ طالت أيضًا محطة كهرباء ذهبان المركزية في مديرية بني الحارث، بالإضافة إلى مصنع إسمنت عمران، وهو ما يُعزز التحليل بأن التصعيد العسكري يستهدف البنية التحتية الاقتصادية والخدمية، في محاولة للضغط على سلطة الأمر الواقع في صنعاء عبر تقويض البيئة المدنية.

رد على استهداف بن غوريون؟

تُبرر إسرائيل هذه الضربات بأنها رد على هجوم شنّه الحوثيون على مطار بن غوريون في وسط إسرائيل، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين. إلا أن هذه المبررات لا تخفي حجم التبعات الكارثية التي خلّفها الرد، خصوصًا مع تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء، ما يُفاقم عزلة اليمنيين، ويُعرقل أي جهود محتملة للإغاثة الإنسانية.

انعكاسات إنسانية واقتصادية خطيرة

الإغلاق الكامل لمطار صنعاء يعيد إلى الواجهة التحذيرات الأممية من تداعيات حصار جوي طويل الأمد على اليمن، لا سيما في ما يتعلق بوصول المساعدات الطبية والإنسانية. كما أن تدمير الطائرات المدنية يشكل ضربة كبيرة للناقل الوطني، ويُهدد بانهيار ما تبقى من قطاع الطيران في اليمن.

تصعيد تتجاوز آثاره الحسابات العسكرية


ما جرى في مطار صنعاء ليس مجرد رد عسكري محدود، بل هو فصل من فصول صراع مفتوح بات يتقاطع فيه المحلي بالإقليمي، والمدني بالعسكري، ويدفع ثمنه الشعب اليمني الذي يُحرم من حقه الأساسي في الحركة والوصول إلى الغذاء والدواء. وفي ظل غياب أي مؤشرات على التهدئة، تزداد المخاوف من أن يكون التصعيد بداية لحصار أشد وأطول مدى.

موضوعات متعلقة