اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
كشمير في مرمى التوتر مجددًا.. الهند ترفض الوساطة الخارجية وتُصر على الحل الثنائي رغم جهود أمريكية بارقة دبلوماسية في زمن الحرب.. زيلينسكي يدعو للقاء بوتين في إسطنبول لإنهاء النزاع ويقترح هدنة شاملة إسرائيل ترفض وقف النار وتتمسك بالتصعيد.. الرهينة عيدان ألكسندر ورقة ضغط في مفاوضات متعثرة أزمة ثقة بين واشنطن وتل أبيب.. اتهامات بإطالة أمد الحرب في غزة وتوتر يسبق زيارة ترمب هدنة حذرة في حرب الرسوم.. اتفاق أمريكي-صيني أولي يخفف التوتر التجاري ويمنح مهلة جديدة للمفاوضات بايدن يعود إلى الواجهة.. انقسام ديمقراطي بين الوفاء للتاريخ والطموح للمستقبل ممر آمن وقلق متصاعد.. إطلاق سراح عيدان ألكسندر يكشف هشاشة التفاهمات وازدواجية المواقف في حرب غزة تصدّعات في تحالف نتنياهو وترامب على وقع أزمات غزة والملف النووي الإيراني ضربة جديدة للاقتصاد الإسرائيلي.. صندوق النرويج السيادي يسحب استثماراته من شركة «باز» بسبب دعمها للمستوطنات البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة في يومها الـ 583 .. ما مستجدات الإبادة الجماعية لأهالي غزة؟ كذبة أبليس.. نتنياهو: سنضم «ثلث» الضفة الغربية

الكرملين يحتفل بعيد النصر وسط لهيب الحرب.. مفارقات التاسع من مايو بين رمزية الانتصار وواقع الجبهة الأوكرانية

بوتين
بوتين

في مشهد مفعم بالمفارقات السياسية والعسكرية، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً احتفالياً في الساحة الحمراء بموسكو، بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية، وسط حضور غير مسبوق من قادة نحو 20 دولة، وذلك في ظل استمرار الحرب المفتوحة مع أوكرانيا التي دخلت عامها الرابع. هذا الحدث الذي لطالما ارتبط لدى الروس بمشاعر الفخر الوطني، تحوّل في السنوات الأخيرة إلى منصة دعائية توظفها موسكو لتبرير حملتها العسكرية الجارية، متذرعة بمصطلحات مثل "اجتثاث النازية" من أوكرانيا.

ورغم إعلان بوتين وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار من 8 إلى 10 مايو، إلا أن الوقائع على الأرض تقول غير ذلك. فقد اتهمت كييف القوات الروسية بخرق الهدنة مئات المرات، في حين أكدت موسكو التزامها بها، مدعية أنها ترد فقط على "الاستفزازات الأوكرانية". هذا التباين في الروايات يعكس تعقيد المشهد العسكري واستمرار العنف دون أفق واضح للتراجع، على الرغم من الدعوات الدولية المتكررة، وآخرها من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي طالب بهدنة لمدة ثلاثين يوماً.

رمزية الاحتفال ومحاولة فرض رواية وطنية موحدة

تستغل روسيا هذا اليوم التاريخي ليس فقط للاحتفاء بالماضي، بل لتأكيد سرديتها حول شرعية التدخل العسكري الحالي. فالتاسع من مايو تحول إلى ركيزة أساسية في الخطاب الرسمي الروسي، تُربط فيه انتصارات الحرب العالمية الثانية بالحرب الحالية، رغم الفارق الشاسع بين السياقين التاريخي والسياسي. وتدل مشاركة جنود من 13 دولة وقادة دول حليفة كالصين، والبرازيل، وكازاخستان، وصربيا، وفنزويلا، على سعي موسكو لإظهار أن روسيا ليست معزولة كما تحاول الدول الغربية تصويرها.

هاجس الأمن والردع

لكن خلف بهرج الاحتفالات، هناك شعور عميق بالقلق. فقد فرضت السلطات الروسية إجراءات أمنية استثنائية، منها إلغاء عروض عسكرية في عدة مناطق بسبب تهديدات محتملة بهجمات أوكرانية بالطائرات المسيّرة. كما تم تقنين الوصول إلى الإنترنت لتقليص فرص أي اختراق إلكتروني قد يعكر صفو المناسبة.

موسكو – بكين.. تحالف مصالح لا يخلو من التوترات

وعلى هامش الفعاليات، التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الروسي، في رسالة موجهة للغرب تؤكد تحالفاً استراتيجياً متنامياً، رغم الاتهامات الموجهة لبكين بتقديم دعم غير مباشر لموسكو. وإن كانت الصين تنفي تزويد روسيا بالسلاح، إلا أن مؤشرات عديدة تدعم فرضية التعاون الاقتصادي والعسكري غير المعلن، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي.

احتفالات التاسع من مايو هذا العام تكشف التناقض الجوهري في المشهد الروسي: رغبة في إحياء مجد تاريخي لتقوية الجبهة الداخلية، في مقابل واقع عسكري متأزم في أوكرانيا يعكس تآكل الدعم الدولي وتزايد التحديات اللوجستية والسياسية. وبينما ترفع موسكو أعلام النصر في الساحة الحمراء، تتواصل المعارك في الشرق الأوكراني، في تذكير صارخ بأن الحرب لا تزال بعيدة عن نهايتها.

موضوعات متعلقة