اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
السراب الذي خدع إسرائيل.. كيف أربكت «حماس» استخبارات الاحتلال قبل هجوم 7 أكتوبر؟ قصة اللقاء التاريخي بين زيلينسكي وبوتين في تركيا لإنهاء الحرب كشمير في مرمى التوتر مجددًا.. الهند ترفض الوساطة الخارجية وتُصر على الحل الثنائي رغم جهود أمريكية بارقة دبلوماسية في زمن الحرب.. زيلينسكي يدعو للقاء بوتين في إسطنبول لإنهاء النزاع ويقترح هدنة شاملة إسرائيل ترفض وقف النار وتتمسك بالتصعيد.. الرهينة عيدان ألكسندر ورقة ضغط في مفاوضات متعثرة أزمة ثقة بين واشنطن وتل أبيب.. اتهامات بإطالة أمد الحرب في غزة وتوتر يسبق زيارة ترمب هدنة حذرة في حرب الرسوم.. اتفاق أمريكي-صيني أولي يخفف التوتر التجاري ويمنح مهلة جديدة للمفاوضات بايدن يعود إلى الواجهة.. انقسام ديمقراطي بين الوفاء للتاريخ والطموح للمستقبل ممر آمن وقلق متصاعد.. إطلاق سراح عيدان ألكسندر يكشف هشاشة التفاهمات وازدواجية المواقف في حرب غزة تصدّعات في تحالف نتنياهو وترامب على وقع أزمات غزة والملف النووي الإيراني ضربة جديدة للاقتصاد الإسرائيلي.. صندوق النرويج السيادي يسحب استثماراته من شركة «باز» بسبب دعمها للمستوطنات البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة

خيام الموت في خان يونس.. استهداف ممنهج للنازحين وأطفالهم بالجنوب المحاصر

خان يونس
خان يونس

شهدت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، اليوم الأحد، واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ بداية التصعيد الأخير، حيث ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة بحق المدنيين العزل، راح ضحيتها 10 شهداء من بينهم 4 أطفال، في سلسلة من الغارات الجوية وقصف مدفعي استهدفت خيام نازحين فرّوا من مناطق القتال بحثًا عن ملاذ آمن.


أولًا: الهجمات الجوية على مناطق اللجوء


بحسب مصادر محلية، نفذت طائرات استطلاع إسرائيلية غارات مركزة على خيام نازحين في ثلاث مناطق متفرقة من خان يونس، وجميع الضحايا من عائلات مدنية لم تكن على تماس مع أي نشاط عسكري.
1. منطقة الأمل – غرب خان يونس
استهدفت طائرة مسيّرة خيمة تؤوي عائلة العلمي، مما أدى إلى استشهاد كامل أفراد العائلة:
معتصم محمد العلمي

زوجته كِنان

طفلاهما: محمد وندى

2. منطقة المواصي – شمال خان يونس
ضربة مماثلة استهدفت خيمة تعود لعائلة الأغا، ما أدى إلى استشهاد:
عبد السلام محمود الأغا

زوجته ناسفة

طفلاهما: أيلول وزينة

3. منطقة بئر 19 – جنوب خان يونس
أسفر قصف مماثل عن استشهاد الفتى أحمد محمد نصر فحجان، وإصابة سبعة مواطنين آخرين من نفس العائلة، كانوا داخل خيمة للنازحين.


ثانيًا: استهداف مباشر للمدنيين


في تصعيد جديد يستهدف الحياة اليومية بشكل مباشر، استُهدفت دراجة هوائية يستقلها مواطن مدني قرب نقطة تابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" في مواصي القرارة، ما أدى إلى استشهاد مواطن آخر، في مشهد يعكس تراجع أي اعتبارات للتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية.


ثالثًا: القصف المدفعي شرق المدينة


لم يقتصر العدوان على الغارات الجوية، بل شمل قصفًا مدفعيًا عنيفًا استهدف بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، ترافق مع إطلاق نار مكثف من آليات الاحتلال، ما خلق حالة من الذعر والارتباك بين الأهالي، وزاد من تعقيد عمليات الإجلاء والإسعاف.
قراءة في السياق الإنساني والعسكري
ما يحدث في خان يونس ليس مجرد قصف معزول، بل يبدو جزءًا من استراتيجية ضغط ممنهجة تستهدف المناطق التي تأوي النازحين داخليًا، في ظل أوضاع معيشية متدهورة ونقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية.
استخدام الطائرات المسيّرة في استهداف مواقع مدنية يعكس تحولًا نوعيًا في تكتيك الاحتلال، يضرب ما يُفترض أنه مناطق "آمنة".

تكرار استهداف خيام النازحين يحمل رسائل واضحة بأن لا مكان آمن في قطاع غزة، مما يزيد من حدة النزوح الداخلي ويضع الوكالات الإنسانية في مأزق كبير.
وجود منظمات دولية كـ"أطباء بلا حدود" في المناطق المستهدفة لم يكن رادعًا أمام استهداف المدنيين، ما يثير تساؤلات جدية حول مدى التزام الاحتلال بالقانون الدولي الإنساني.
مجزرة خان يونس اليوم، التي راح ضحيتها أطفال وعائلات كاملة داخل خيام لجوء، ليست فقط مأساة إنسانية، بل جريمة ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب، وتستوجب تحقيقًا دوليًا عاجلًا وموقفًا حازمًا من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، لمنع تكرار مثل هذه الجرائم.