الطلاب الأجانب يخشون مغادرة أميركا خوفاً من قرارات ترمب.. ما القصة ؟

في ظل ممارسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض على الجامعات الأمريكية قيودا غير مسبوقة على استقبال الطلاب الأجانب، فضلا عن حملته الشرسة على الهجرة والمهاجرين بشكل عام، الأمرالذي خلق تحدّيات غير مسبوقة على شريحة واسعة من الأشخاص، كانوا يعتقدون أنهم بمنأى عن تأثيرات تلك السياسات، دفعت الطلاب الأجانب والدوليين إلى التفكير فيما إذا كان من الأفضل عدم مغادرة الولايات المتحدة هذا الصيف، بدلاً من المخاطرة بعدم السماح لهم بالعودة. ويقيِّم بعض الطلاب الأخطار والفوائد، حيث يُقرِّر بعضهم البقاء، بينما يختار آخرون العودة إلى ديارهم رغم حالة عدم اليقين.
وظهرت هذه المخاوف بشكل واضح مع اختتام الامتحانات النهائية في الجامعات الأميركية، حيث يواجه الطلاب الدوليون اختباراً صعباً، بين البقاء خلال العطلة الصيفية، أو السفر إلى ديارهم والمخاطرة بعدم العودة.
كما تصدرت هذه القضية تغطية صحيفة «وول ستريت جورنال»، المحسوبة على الجمهوريين، هذا الأسبوع. وسلّطت الصحيفة الضوء على النقاشات والمخاوف التي تواجه الطلاب الأجانب هذا الصيف، التي حفلت بها وسائل التواصل الاجتماعي واحتفالات التخرُّج في نهاية العام الدراسي، وحفلت منتديات الرسائل الإلكترونية للطلاب الدوليين، باستفسارات حول مدى أمان السفر، وكيفية تجنُّب التدقيق من قِبل سلطات الحدود. ويقترح بعض الطلاب نشر رسائل مؤيدة لأميركا على مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة فرص عودتهم مرة أخرى في البلاد، بعدما رهن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الموافقة على دخول الطلاب بالتدقيق فيما ينشرونه على صفحات التواصل الاجتماعي.
والخطير في الأمر أن حملة إدارة ترمب المتزايدة، راحت تجبر على الطلاب الأجانب، التي تُهدِّد قدرة الجامعات على تسجيلهم، وإلغاء أو حجب التأشيرات، والإشارة إلى تشديد إجراءات العودة، الطلابَ على اتخاذ قرارات بالغة الأهمية في ظل افتقارهم للمعلومات القانونية. ويلجأ كثير منهم إلى طلب المساعدة من محامي الهجرة، حيث يقول تقرير الصحيفة إن نصائحهم مجمعة على قول واحد: «لا تغادر البلاد».
في المقابل، تحُثُّ الجامعات في جميع أنحاء البلاد، من جامعة بايلور في تكساس إلى جامعة ديوك في ولاية نورث كارولاينا، الطلاب على البقاء في الولايات المتحدة خلال فصل الصيف. كما تعمل على توسيع نطاق السكن الصيفي وربط الطلاب بالخبراء القانونيين، لكن بعضها يفعل ذلك سراً لتجنب التدقيق الفيدرالي.
ومن جانبها أشارت ميريام فيلدبلوم، المديرة التنفيذية لتحالف الرؤساء للتعليم العالي والهجرة، وهو تحالف يضم قرابة 600 كلية: إلى أن هناك دعم أكبر مما شهدناه في السنوات الماضية». وأضافت فيلدبلوم، العميدة السابقة في كلية بومونا بجنوب كاليفورنيا، أن عدد الزيارات إلى بوابة موارد الهجرة الإلكترونية العامة، التابعة لمنظمتها، تضاعف أكثر من 3 أضعاف في الأشهر الأخيرة، ليصل إلى أكثر من 100 ألف زيارة شهرياً، حيث تسعى المدارس للحصول على مساعدة في التعامل مع القواعد الفيدرالية المتغيرة.
وكشفت تقارير صحفية أمريكية أنه لا يستطيع الطلاب الأجانب العمل خارج الحرم الجامعي دون تصريح، ما قد يجعل بقاءهم في الولايات المتحدة خلال فصل الصيف مُكلفاً. لكن بعض الجامعات تعمل على مساعدة الطلاب لتحمُّل النّفقات. وعلى سبيل المثال، عادةً ما تُقدِّم جامعة ولاية أريزونا سكناً داخل الحرم الجامعي للطلاب الأجانب الذين يدرسون أو يعملون داخله. وصرَّح متحدث باسم الجامعة بأن السكن متاح هذا العام لجميع طلاب الجامعة الدوليين الذين يقضون الصيف في أريزونا، حيث قدّمت كلية ماكاليستر في سانت بول، بولاية مينيسوتا، سكناً صيفياً مجانياً ووجبات طعام لطلابها الدوليين، وهي مبادرة قالت الجامعة إنها أصبحت ممكنةً بفضل تبرع لم تُحدِّد مصدره، بقيمة 250 ألف دولار. وقرَّر أكثر من ثُلث طلابها الدوليين البقاء في الحرم الجامعي هذا الصيف.
وكان ترامب صرح في وقت متأخر الجمعة، إنّه يريد أن يطمئن الطلاب الصينيين في البلاد إلى أنّهم سيكونون بخير، في ظلّ الحملة التي تقودها إدارته على الأوساط الأكاديمية.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، تعهَّد وزير الخارجية ماركو روبيو بأن تلغي واشنطن «بكثافة» تأشيرات الطلاب من الصين التي لطالما كانت المصدر الأول للطلاب الأجانب إلى الولايات المتحدة، قبل أن تتجاوزها الهند أخيراً.
ولكن، رداً على سؤال للصحافيين عن الرسالة التي يريد أن يوجهها إلى الطلاب الصينيين في الجامعات الأميركية، قال ترمب: «سيكونون بخير، ستسير الأمور على ما يرام».
وتابع وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نريد فقط التحقّق من طلّابنا كلّ على حدة. وهذا ينطبق على جميع الكليات».
وفي إطار سعيها لتطويع مجتمع أكاديمي تعدّه معادياً لها، فرضت إدارة الرئيس الجمهوري على الأجانب الذين يرتادون المؤسسات التعليمية المرموقة، إجراءات يحذّر الخبراء من أنها قد تُخفِّض معدلات الالتحاق بالجامعات، خصوصاً العريقة منها.
وتخوض إدارة ترمب مواجهة مع الأوساط الأكاديمية، وبشكل خاص مع جامعة هارفارد التي طلبت منها تقديم قائمة بعدد من الطلاب الذين تدرس الحكومة أوضاعهم، الأمر الذي رفضت الجامعة القيام به.