تصريح صادم من ترامب: بايدن مات منذ سنوات واستُبدل بروبوت

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى واجهة السجال عبر نشره نظرية مؤامرة غير مسبوقة، مفادها أن الرئيس جو بايدن قد قُتل عام 2020 وحلّ مكانه "روبوت مُستنسخ"، في منشور نشره على منصة "تروث سوشيال" التي أسسها بعد حظره من تويتر.
المنشور الذي نشره ترمب مساء السبت، ويزعم فيه أن "بايدن الحقيقي قد أُعدم في 2020 واستُبدل بنسخ بلا روح ولا عقل"، يمثل تصعيداً واضحاً في الخطاب الشعبوي والمؤامراتي، يتجاوز المزاعم السابقة عن تزوير الانتخابات أو "الدولة العميقة"، ليصل إلى تخوم الخيال العلمي.
ردود الفعل: أنصار ومشككون
وكما هو معتاد، لم يتأخر أنصاره في التفاعل. فانهالت تعليقات مؤيدة، تراوحت بين النكات المصورة (ميمز) والمزاعم الشكلية كاختلاف شحمتي أذني بايدن، وصولاً إلى ادعاءات بأن مراسم تنصيبه كانت "مُفبركة". في المقابل، وصف عدد من المعلقين هذا الطرح بأنه "مقلق وغير مسؤول"، وأشارت صحيفة إندبندنت إلى أن منشور ترمب يعكس انفصالاً متزايداً عن الواقع السياسي والعقلاني، في لحظة حساسة قبيل الانتخابات القادمة.
ترمب ونظريات المؤامرة: تكتيك متكرر
هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها ترمب إلى نظريات المؤامرة لتأطير خصومه السياسيين أو خلق حالة من الشك العام تجاه المؤسسات. فقد سبق أن روّج لمزاعم بأن الرئيس الأسبق باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة، وادعى تزويراً واسعاً في الانتخابات التي خسرها أمام بايدن.
لكن الجديد هنا، هو انتقال الخطاب من التشكيك السياسي إلى الزيف البيولوجي، واستحضار صور "الروبوتات" و"الاستنساخ"، بما يضيف بعداً غرائبياً يعكس درجة التصعيد الخطابي في استراتيجيته الانتخابية.
زوجة ترمب أيضاً في مرمى المؤامرة
وللمفارقة، لم تكن هذه المرة الوحيدة التي يتم فيها الزج بمزاعم "البدائل البشرية" في الفضاء الترامبي؛ فقد انتشرت في فترة رئاسته شائعات تزعم أن "بديلة" حلت مكان زوجته ميلانيا ترمب في مناسبات رسمية، وهو ما رفضه البيت الأبيض آنذاك ووصفه بـ"العبثي".
تشويه الذاكرة الإعلامية: التلاعب بالفيديو كأداة
في سياق موازٍ، أعاد ترمب نشر مقطع فيديو معدّل بشكل كبير من مقابلته مع الإعلامي ستيفن كولبير عام 2015، مرفقاً برسالة تدّعي أن شبكة CBS قد حذفت الحلقة بالكامل. إلا أن بحثاً بسيطاً على "يوتيوب" يكشف وجود المقطع على القناة الرسمية، مع مشاهدات تجاوزت 17 مليوناً، ما يثير تساؤلات عن استخدام التضليل الإعلامي كوسيلة لاستثارة الغضب الجماهيري وصناعة سرديات مضادة.
خلاصة: مؤامرة انتخابية أم أزمة إدراك؟
في ظل السباق الرئاسي القادم، يبدو أن ترمب يعوّل على تأجيج القاعدة الشعبوية من خلال بث الصدمة والغرابة في السرديات، حتى لو كانت بلا سند منطقي أو واقعي. وبينما يرى البعض في منشوراته محاولة ماكرة لحرف الانتباه عن قضاياه القضائية المتعددة، يرى آخرون أنها تكشف عن تفكك خطير في الخطاب السياسي الأميركي المعاصر، حيث تُستخدم أدوات ما بعد الحقيقة في أعلى مستويات الخطاب الانتخابي.
في النهاية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل نحن أمام مرشح يستخدم نظريات المؤامرة بوعي تام كتكتيك دعائي، أم أمام خطاب منفلت من كل المعايير العقلانية، يهدد بتآكل الحدود بين الواقع والخيال في السياسة الأميركية؟.