لغز حرائق إسرائيل.. عمل إرهابي أم غضب الطبيعة؟

وسط استمرار حرائق الغابات في إسرائيل، وأوامر رئيس حكومة الاحتلال، نتنياهو، باعتقال 18 مشتبهاً بهم، بينما تجاهد قوات الإطفاء في إخماد الحريق، الذي وصفته بأنه الأكبر في إسرائيل، في الوقت الذي يحقق جهاز الشاباك في إمكانية أن يكون الحريق مفتعلاً.. كل هذا يكشف مدى الضبابية التي تسود دولة الكيان الصهيوني.

وأعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الخميس، عن اعتقال 18 شخصاً للاشتباه بتورطهم في إشعال حرائق الغابات في تلال القدس.

وبحسب موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي، قال نتنياهو: "نحتجز حالياً 18 شخصاً يُشتبه بتورطهم في إشعال الحرائق، أحدهم تم ضبطه متلبساً"، وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن بلاده تبذل قصارى جهدها لاحتواء الحرائق وإصلاح التلفيات.

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حرائق الغابات غرب القدس التهمت 19 ألف دونم، مشيرة إلى أنه تم إخلاء أكثر من 9 مستوطنات، بسبب حرائق مدينة القدس. كما تم إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص من منازلهم.

وأعلنت سلطات الإطفاء الإسرائيلية حالة الطوارئ القصوى، وأصدرت أمرا بالتعبئة العامة لجميع فرق الإطفاء على مستوى البلاد.

من جانبه، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تقييما مشتركا للوضع في مقر القيادة، حيث وصف قائد قوات الإطفاء الإسرائيلية بمنطقة القدس الحريق بأنه الأكبر في البلاد.

من جهة أخرى، رجح جهاز الشاباك إمكانية أن يكون الحريق مفتعلا، وبدأ في التحقيق بحرائق جبال القدس لتحديد مكان مُشعلي الحرائق.

ونتيجة توسع الحرائق المشتعلة في جبال القدس، ناشد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، عددا من الدول الأوروبية المساعدة في التعامل مع الحرائق في القدس.

ويُتوقّع أن تبدأ عمليات المساعدات الدولية، اعتبارا من اليوم في ضوء القيود التي تواجهها طائرات مكافحة الحرائق في الرحلات الليلية.

بينما توجّه وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الذي يشرف على إدارة خدمة الإطفاء في إسرائيل إلى المنطقة المتأثرة التي تشهد عادة حرائق غابات في هذا الوقت من العام.

وفي تصريح مصوّر، قال بن غفير إنه يجري العمل على تقديم مزيد من الدعم والمساعدة للمناطق المتضررة وإجلاء المدنيين العالقين.

وانتشرت الحرائق جراء ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية في المنطقة الحرجية مما دفع إلى إخلاء ما لا يقل عن خمسة تجمعات سكانية وفق ما ذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان.

وفي بيان لاحق، ألمح بن غفير إلى أن الحرائق قد تكون عملاً جرمياً، وقالت الشرطة إنها اعتقلت أحد سكان القدس الشرقية، مشيرة إلى إلقاء القبض عليه "خلال محاولته إشعال النار في حقل في جنوب المدينة".. لكن أي بيان رسمي لم يقم أي رابط مباشر بين الواقعتين.

في حين، أفاد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) أنه فتح تحقيقاً لمعرفة أسباب حدوث الحرائق، وفق صحيفة جيروزاليم بوست، وأضاف بن غفير "ستواصل الشرطة جهودها لاعتقال جميع المتورطين في أعمال الحرق الإرهابية هذه".

وأعلنت بلدية القدس إلغاء كل الفعاليات المقررة ليل الأربعاء، في المدينة بمناسبة يوم الاستقلال الوطني.. وقال متحدث باسم جهاز الإطفاء "لن تتمكن خدمات الإنقاذ والاستجابة للحرائق من المشاركة في تأمين الأحداث"، مشيراً إلى احتمال إلغاء العديد من احتفالات اليوم الوطني.

ذعر في جيش الاحتلال

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قيادة الجيش بنشر قوات لمساعدة أجهزة الإطفاء على التعامل مع الحرائق المستعرة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حذّر من أنّ حرائق الغابات المستعرة قرب القدس قد تصل إلى المدينة.

ولاحقا، أعلن نتنياهو أنّ ثلاث طائرات لإطفاء الحرائق ستصل قريبا إلى إسرائيل من إيطاليا وكرواتيا.

من جهته، أعلن مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أنّ طائرتين لإطفاء الحرائق وصلتا من إسبانيا وثالثة وصلت من فرنسا، بالإضافة إلى دعم من رومانيا.