اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
طولكرم تُطوَّق ونور شمس تُباد.. عدوان شامل على الضفة والقطاع وسط صمت دولي في لاهاي.. محكمة العدل الدولية تفتح ملف الجرائم الإسرائيلية بالأراضي المحتلة كشمير من جديد.. التوتر الهندي-الباكستاني تحت مجهر النووي والدبلوماسية الأمريكية إقالة والتز.. صراع الولاءات والنفوذ داخل إدارة ترمب بين الطموحات الشخصية وتيارات الصقور والاعتدال أوكرانيا بين الجمود الدبلوماسي وتبدّل التوجهات الأمريكية.. أزمة حرب لا تلوح نهايتها في الأفق ترامب يغلق ثغرة الـ800 دولار.. بين حماية الصناعة الوطنية وصدمة المستهلك الأمريكي أزمة الديمقراطية في مرآة اليمين المتطرف.. تصنيف حزب البديل من أجل ألمانيا كخطر على النظام الدستوري بين رمزية الاحتفال وجدلية الاستعراض.. تحليلات لأزمة العرض العسكري المحتمل في عيد ميلاد ترمب غزة والضفة في مرمى التصعيد.. تصعيد دموي بالقطاع وحصار ميداني بنابلس هجوم بطائرات مسيّرة على سفينة إنسانية قرب مالطا.. تصعيد خطير ضد الإغاثة المتجهة إلى غزة مخاوف العلويين في سوريا... الطرد تحت تهديد السلاح الطائفة الدرزية في سوريا.. بين ضربات إسرائيل ومساعي التهدئة الداخلية

الطائفة الدرزية في سوريا.. بين ضربات إسرائيل ومساعي التهدئة الداخلية

دروز سوريا
دروز سوريا

تشهد الساحة السورية تصعيداً مقلقاً في ظل اضطرابات سياسية وأمنية متزايدة، جاء أحدثها على خلفية الضربات الجوية الإسرائيلية على العاصمة دمشق، والتي طالت هدفاً قرب القصر الرئاسي. وقد تزامن هذا الاستهداف مع أحداث عنف داخلية شهدتها مناطق درزية في ريف دمشق، ما يسلط الضوء على حساسية موقع الطائفة الدرزية في الصراع الحالي، ودورها المتشابك في المعادلة الإقليمية بعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد.


أولاً: الضربة الإسرائيلية ودلالاتها السياسية والعسكرية


فجر الجمعة، شنت إسرائيل غارة جوية استهدفت منطقة قريبة من قصر الشعب في دمشق، في رسالة وصفتها بـ"الواضحة" إلى النظام السوري الجديد، مفادها أن أي تهديد للطائفة الدرزية لن يُسمح به، وخاصة في المناطق الجنوبية من دمشق. وهذه ليست الضربة الأولى، بل تأتي بعد سلسلة غارات مشابهة، تؤكد توجهاً إسرائيلياً ثابتاً بعد سقوط الأسد في ديسمبر 2024.
وتكمن رمزية هذه الغارة في ثلاثة أبعاد:
البعد الجغرافي: الاستهداف وقع قرب القصر الرئاسي، وهو رمز سيادي من العيار الثقيل، ما يوصل رسالة بأن الخطوط الحمراء التقليدية قد تغيّرت.


البعد الطائفي:

توظيف الدفاع عن الدروز كذريعة للضربات، يعكس سياسة إسرائيلية تعتمد على خلق حواضن محلية حليفة في سوريا المفككة.


البعد السياسي الإقليمي: إسرائيل تضغط على واشنطن للإبقاء على سوريا ضعيفة، وتستثمر في غياب السلطة المركزية لإضعاف أي نفوذ معادٍ على حدودها الشمالية.


ثانياً: الفوضى الأمنية في الداخل السوري
تزامناً مع الضربة الإسرائيلية، سُجلت اشتباكات مسلحة في محيط قيادة شرطة دمشق، وهجوم من محورين لم تُعرف تفاصيله بدقة، في وقت تتعامل فيه الأجهزة الأمنية مع تحديات أمنية متفرقة في مناطق عدة، أبرزها مدينة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية.


ثالثاً: التوتر الدرزي – الدرزي وفتنة جرمانا


في مشهد موازٍ للضغوط الخارجية، انفجرت اشتباكات داخلية في جرمانا بسبب تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً. ورغم نفي قوات الأمن مشاركتها في النزاع، إلا أن الوضع تطور بما يكفي لاستدعاء تدخل عاجل من وزارة الداخلية ووزارة الدفاع. ولتدارك الأزمة، تم التوصل إلى اتفاق مبدئي للتهدئة بمشاركة وجهاء دروز، وتشكيل لجنة مشتركة لحصر السلاح.
كما أفيد أن غارة إسرائيلية لاحقة استهدفت منطقة أشرفية صحنايا، وقتلت عنصر أمن ومدنياً، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني.


رابعاً: الموقف الدرزي الرسمي: وحدة وطنية رغم المحنة


رغم التصدعات الداخلية، خرجت مشيخة عقل طائفة الدروز ببيان رافض لأي مشروع تقسيمي أو انفصالي، مؤكدة على التزامها بوحدة الأراضي السورية، ومطالبة الدولة ببسط الأمن في الجنوب وتأمين الطرق الحيوية، خصوصاً طريق السويداء – دمشق.
هذا الموقف المتوازن يعكس إدراكاً درزياً متزايداً بأن الحفاظ على الهوية الوطنية الجامعة هو الضمانة الوحيدة ضد الانزلاق نحو الفوضى الطائفية، رغم الضغوط الإسرائيلية ومحاولات الاستقطاب.

الأزمة الراهنة في سوريا تكشف عن تشابك ثلاثي بين:
الفراغ السلطوي في أعقاب إسقاط النظام السابق.


الاستثمار الإسرائيلي في البنية الطائفية لتأمين مصالح استراتيجية.


الهشاشة الداخلية التي تُستغل لإشعال فتن دينية وأمنية.


وفي قلب هذا التعقيد، تقف الطائفة الدرزية بين مطرقة الضربات الخارجية وسندان الانقسام الداخلي، مما يجعل من دورها في المرحلة المقبلة مفتاحاً للاستقرار أو شرارة لمزيد من التشظي.