اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
صندوق النرويج السيادي يستبعد شركة إسرائيلية تدعم المستوطنات الفاو: غزة على حافة المجاعة.. الزراعة تنهار والمساعدات محاصَرة السراب الذي خدع إسرائيل.. كيف أربكت «حماس» استخبارات الاحتلال قبل هجوم 7 أكتوبر؟ قصة اللقاء التاريخي بين زيلينسكي وبوتين في تركيا لإنهاء الحرب كشمير في مرمى التوتر مجددًا.. الهند ترفض الوساطة الخارجية وتُصر على الحل الثنائي رغم جهود أمريكية بارقة دبلوماسية في زمن الحرب.. زيلينسكي يدعو للقاء بوتين في إسطنبول لإنهاء النزاع ويقترح هدنة شاملة إسرائيل ترفض وقف النار وتتمسك بالتصعيد.. الرهينة عيدان ألكسندر ورقة ضغط في مفاوضات متعثرة أزمة ثقة بين واشنطن وتل أبيب.. اتهامات بإطالة أمد الحرب في غزة وتوتر يسبق زيارة ترمب هدنة حذرة في حرب الرسوم.. اتفاق أمريكي-صيني أولي يخفف التوتر التجاري ويمنح مهلة جديدة للمفاوضات بايدن يعود إلى الواجهة.. انقسام ديمقراطي بين الوفاء للتاريخ والطموح للمستقبل ممر آمن وقلق متصاعد.. إطلاق سراح عيدان ألكسندر يكشف هشاشة التفاهمات وازدواجية المواقف في حرب غزة تصدّعات في تحالف نتنياهو وترامب على وقع أزمات غزة والملف النووي الإيراني

على شفا الانفجار.. تصاعد التوتر بين الهند وباكستان وحياد أميركي مشروط

الحرب بين الهند وباكستان
الحرب بين الهند وباكستان

تشهد شبه القارة الهندية توتراً غير مسبوق بين الهند وباكستان بعد هجوم دموي وقع في كشمير أواخر أبريل الماضي وأدى إلى مقتل 26 شخصاً. هذا الهجوم، الذي لم يُعلن حتى الآن عن جهة مسؤولة واضحة عنه، فجر مجدداً ملف النزاع التاريخي بين القوتين النوويتين، وأشعل سلسلة من الهجمات المتبادلة والاتهامات بين الجانبين، وسط قلق دولي من احتمالية انزلاق الوضع نحو مواجهة شاملة.

مواقف الأطراف: أميركا تلوذ بالحياد المشروط

الولايات المتحدة، التي لطالما لعبت دور الوسيط التقليدي في النزاعات الهندية-الباكستانية، أعلنت موقفاً واضحاً هذه المرة: لن تتورط في صراع لا يمكنها التحكم بمساره. نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، أكد أن بلاده لن تنخرط في "حرب لا شأن لنا بها"، مع إبداء الاستعداد لدعم "تحقيق مستقل" في الهجوم الذي تسبب في تفجير الأزمة. كما أبدت الخارجية الأميركية موقفاً حذراً عبر المتحدثة باسمها تامي بروس، التي شددت على ضرورة وجود "محادثات" بين الطرفين، دون الإفصاح عن عرض أميركي مباشر للوساطة.

النهج الأميركي يعكس سياسة إدارة ترمب الحالية القائمة على تقليص الانخراط العسكري الخارجي، وترك مساحة للدبلوماسية المحدودة، ما لم يكن هناك تهديد مباشر للمصالح الأميركية. كما أن هذا الحذر يرتبط بخطورة أي تصعيد نووي محتمل في المنطقة، وهو سيناريو تتجنبه واشنطن بشدة.

الميدان يشتعل: اتهامات وضربات وعمليات إغلاق

من جهة الهند، جاء الرد سريعاً وقاسياً. فقد أغلقت الحكومة الهندية 24 مطاراً قرب الحدود مع باكستان، وأعلنت حالة الاستنفار في شمال البلاد، خاصة في إقليمي البنجاب وكشمير. وأكدت وزارة الدفاع الهندية تعرض قواعد عسكرية في مناطق جامو، باثانكوت، وأودهامبور لهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ "مصدرها باكستان"، بحسب الرواية الرسمية. وأفادت تقارير بوجود مقذوفات شوهدت في سماء مدينة جامو، وسط انقطاع الكهرباء، الأمر الذي زاد من الهلع الشعبي.

الرد الباكستاني جاء بنفي شامل، ووصف الاتهامات بأنها "دعاية هندية لتبرير العدوان"، متهماً نيودلهي باختلاق ذرائع للقيام بهجمات داخل الأراضي الباكستانية. في المقابل، أفاد مسؤولون أميركيون بأن مقاتلة باكستانية من طراز صيني أسقطت مقاتلتين هنديتين، إحداهما من طراز "رافال"، ما يعزز حجم التصعيد وخطورته.

ساحة كشمير: من نزاع حدودي إلى تهديد إقليمي

لطالما كانت كشمير البوصلة الحساسة لأي توتر بين البلدين. وتاريخياً، شكل الإقليم محور ثلاث حروب بين الهند وباكستان منذ استقلالهما. التصعيد الأخير يعيد إنتاج هذا السيناريو وسط ظروف دولية أكثر تعقيداً، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية مع التغيرات الجيوسياسية، بما فيها التقارب الصيني-الباكستاني، وتحولات السياسة الأميركية شرق آسيا.

ما يزيد من تعقيد الأزمة هو اتساع نطاق الهجمات لتشمل مناطق داخلية كالهجوم الصاروخي الذي استهدف ما وصفته الهند بـ"معسكرات تدريب" في الأراضي الباكستانية. كما يشير إعلان الهند اعتراض 8 صواريخ أُطلقت من باكستان إلى دخول مرحلة جديدة من الانخراط العسكري المباشر.

السيناريوهات المحتملة: بين التصعيد والتهدئة المؤقتة

تصعيد عسكري محدود: يتضمن هجمات محدودة وردود فعل محسوبة، وقد يظل ضمن مناطق النزاع التقليدية مثل كشمير، مع استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ التكتيكية. هذا السيناريو يظل الأكثر ترجيحاً في المدى القريب.

وساطة دولية مؤجلة: رغم اتصالات واشنطن بقيادات البلدين، لم يظهر بعد وسيط قادر على فرض تهدئة مستقرة، لا سيما في ظل انشغال العالم بأزمات أخرى.

انفجار واسع النطاق: يبقى احتمالاً خطيراً، وإن كان مستبعداً نسبياً في الوقت الراهن بسبب الردع النووي المتبادل. إلا أن حادثاً عرضياً أو قراءة خاطئة قد يفجر الموقف.

تشير مؤشرات الأزمة الحالية إلى تصعيد خطير، قد لا يتطور إلى حرب شاملة، لكنه يهدد الاستقرار في جنوب آسيا. حياد واشنطن النسبي يترك الساحة لرهانات محلية، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى جهود دبلوماسية عاجلة وموثوقة تحول دون انزلاق نووي قد لا يكون لأحد قدرة على التحكم به.