اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

خطة إسرائيلية لتقسيم غزة.. تحكم عسكري وممرات مغلقة

تقسيم غزة
تقسيم غزة

أظهرت خريطة مسربة حصلت عليها صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية تفاصيل خطة مثيرة للجدل وضعها الجيش الإسرائيلي، تهدف إلى إجبار المدنيين في قطاع غزة على الانتقال إلى 3 مناطق محاصرة تحت السيطرة العسكرية المشددة. هذه الخطة، التي تم تسريبها من قبل دبلوماسيين مطلعين على تفاصيلها، تُظهر تقسيم القطاع إلى مناطق عسكرية محاطة بمناطق مدنية، بهدف تكريس السيطرة العسكرية الكاملة على غزة في حال فشل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة "حماس".


السيطرة الكاملة على غزة

تقتضي الخطة، التي حملت عنوان "المرحلة الثالثة: السيطرة الكاملة على غزة"، أن يتم منع المدنيين من التنقل بين المناطق المختلفة دون تصريح خاص، مع تشديد الرقابة على جميع البضائع الداخلة والخارجة من القطاع باستخدام إجراءات أمنية متقدمة تشمل رموز شريطية (باركود) وفحص دقيق. ومن أبرز تفاصيل الخطة بناء ممر عسكري ضيق بين جنوب غزة ووسطها، والذي سيكون أضيق قليلاً من ممر نتساريم الحالي الذي يفصل القطاع عرضياً. ستتم عملية تسوية هذا الممر بواسطة جرافات الجيش الإسرائيلي لبناء بنية تحتية عسكرية تفصل بين المناطق المدنية.


كما تتضمن الخطة توسيع المنطقة العسكرية شمال غزة، خصوصاً في منطقتي بيت لاهيا وبيت حانون، لتشمل طرقاً جديدة ومناطق تمركز للجيش الإسرائيلي. وقد تمت الإشارة إلى أن شريطاً عازلاً ضخماً سيمتد حول قطاع غزة، مما يعزز الحصار المفروض على السكان ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني واللوجستي في المنطقة.


معاناة السكان


النقد الذي وجه لهذه الخطة يتركز في ممارساتها التي تنطوي على فرض نظام عسكري مشدد على السكان المدنيين، حيث من المتوقع أن يستغرق تنفيذها ما لا يقل عن 3 أسابيع، مما يزيد من معاناة السكان المحاصرين في ظل القصف المستمر وغياب الحلول الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، تم إقرار خطة توزيع المساعدات الإنسانية من قبل الشركات الخاصة تحت إشراف القوات الإسرائيلية، مما يثير تساؤلات حول استقلالية هذه العمليات ومدى تأثيرها على الوضع الإنساني في غزة.


من الناحية العسكرية، تمثل الخطة ضغطاً متزايداً على حركة "حماس" من خلال فرض تقسيم حاد للقطاع وزيادة العزل الجغرافي بين المناطق المدنية. ولكن من الناحية الإنسانية، فهي تزيد من معاناة المدنيين بشكل مضاعف، خصوصاً مع الحصار المتواصل وارتفاع أعداد الضحايا نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصاً في الأيام الأخيرة.
في الختام، فإن الخطة الإسرائيلية لفرض "السيطرة الكاملة على غزة" تعكس تصعيداً إضافياً في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، مع استمرار التأثير المدمر على المدنيين في القطاع.