اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

بريطانيا: جرائم إسرائيل في غزة لا يمكن السكوت عليها

غزة
غزة

في تحول لافت في لهجة الخطاب السياسي البريطاني تجاه الأزمة الإنسانية في غزة، شن وزير البيئة في حكومة المملكة المتحدة هجومًا غير مسبوق على الحكومة الإسرائيلية، مؤكدًا أن الوضع في القطاع "لا يُطاق" وأن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تزيد الوضع تعقيدًا بدلًا من احتوائه. ودعا الوزير إلى وقف فوري للأعمال العدائية، معتبرًا أن استمرار العدوان لا يخدم أي أفق سياسي أو إنساني.


التصريحات جاءت في وقت تتزايد فيه الضغوط داخل الأوساط الأوروبية والدولية على إسرائيل، في ظل الانهيار المتسارع للأوضاع المعيشية والصحية في غزة. وأوضح الوزير البريطاني أن بلاده، بالتنسيق مع حلفائها، تسعى لتحسين الظروف على الأرض، مشددًا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وهو ما يتطلب ـ بحسب تعبيره ـ ضغطًا فعليًا على حكومة نتنياهو من أجل وقف التصعيد وفتح المعابر.

التصعيد الدبلوماسي البريطاني لم يتوقف عند التصريحات؛ فقد استدعت الحكومة البريطانية السفيرة الإسرائيلية في لندن للتعبير عن رفضها لخطط تل أبيب في توسيع العمليات العسكرية، في خطوة تعكس نفاد صبر المؤسسة السياسية البريطانية تجاه ما تعتبره "إفراطًا عسكريًا" من الجانب الإسرائيلي.

مطالبات برفع الحصار

وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بدوره أعلن أن المملكة المتحدة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التدهور الخطير في القطاع، كاشفًا أن هناك أكثر من 9 آلاف شاحنة مساعدات عالقة على الحدود، ويجب على إسرائيل أن ترفع الحصار فورًا لتأمين وصولها. وفي تصعيد آخر، أعلن لامي تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع الحكومة الإسرائيلية، معتبرًا أن السياسات الحالية التي تمارسها تل أبيب، خصوصًا في الضفة الغربية وغزة، تمثل تجاوزًا لكل الخطوط السياسية والإنسانية.

خطاب متطرف وحشي


ووصف لامي العمليات العسكرية المتواصلة بأنها غير مبررة أخلاقيًا، مؤكدًا أن استعادة الأسرى لم تتم عبر القوة وإنما من خلال المفاوضات، مشيرًا إلى أن مزاعم الحكومة الإسرائيلية بأن التصعيد هو السبيل الوحيد لتحقيق أهدافها لا تصمد أمام التجارب السابقة.


وجاءت تصريحاته مترافقة مع تنديد مباشر بما وصفه بـ"الخطاب المتطرف والوحشي" لبعض المسؤولين الإسرائيليين، في إشارة إلى تصريحات وزير المالية بتسئيل سموتريتش حول "تطهير غزة"، مؤكدًا أن هذا الخطاب لا يهدد فقط الأمن الإقليمي بل يهدد مكانة إسرائيل الدولية نفسها.


كما حذر لامي من أن حكومة نتنياهو الحالية تضعف علاقات إسرائيل مع أصدقائها وشركائها التاريخيين، وتُقوّض مصالح الشعب الإسرائيلي على المدى الطويل. وأعاد التأكيد على التزام بريطانيا الثابت برؤية حل الدولتين باعتباره الإطار الوحيد القابل للتطبيق لإحلال سلام عادل ودائم في المنطقة.


في ختام تصريحاته، دعا وزير الخارجية البريطاني مجلس العموم بأكمله إلى اتخاذ موقف حاسم بإدانة ممارسات حكومة نتنياهو، خصوصًا منع إدخال المساعدات إلى غزة، في خطوة تعكس رغبة لندن في التحول من مجرد مراقب إلى فاعل سياسي مؤثر في المشهد الدولي بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
هذا التحول في الموقف البريطاني قد يُنذر بمرحلة جديدة من العلاقات الأوروبية الإسرائيلية، وربما يشكل بداية لعزلة دبلوماسية تدريجية لتل أبيب ما لم تراجع سياساتها الميدانية وتعيد ضبط مسارها السياسي وفق المعايير الدولية.