اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

إسرائيل وإيران على حافة الهاوية.. ضربة نووية محتملة تهدد بتفجير الشرق الأوسط

ضربة عسكرية
ضربة عسكرية

في سياق إقليمي متأجج بالفعل بالحروب والتوترات، كشفت شبكة CNN عن معلومات استخباراتية أميركية تفيد بأن إسرائيل تدرس جدياً توجيه ضربة عسكرية إلى منشآت نووية إيرانية، في خطوة قد تقلب موازين الاستقرار الهش في الشرق الأوسط، وتضع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمام اختبار معقد بين الدعم التقليدي لإسرائيل والسعي الدبلوماسي لاحتواء إيران.

بين التحذير والتنفيذ.. ضبابية القرار الإسرائيلي

المعلومات تشير إلى أن إسرائيل لم تتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن الضربة، لكن المؤشرات الاستخباراتية المتزايدة – من اتصالات تم اعتراضها، إلى تحركات عسكرية ميدانية شملت نقل ذخائر وإجراء مناورات جوية – تعزز فرضية الاستعداد الجاد للعمل العسكري. هذه التحركات يمكن قراءتها في سياقين متوازيين: الأول، كرسالة ضغط موجهة لطهران لثنيها عن مواصلة تطوير برنامجها النووي؛ والثاني، كتمهيد فعلي لهجوم نوعي قد يُشعل مواجهة إقليمية واسعة.

التوقيت الحرج.. الحسابات الأميركية في مأزق

تأتي هذه التطورات في لحظة حرجة تحاول فيها واشنطن إنقاذ المسار التفاوضي مع إيران عبر اتفاق نووي جديد، وهو ما يجعل أي عمل عسكري إسرائيلي تحدياً مباشراً لسياسة البيت الأبيض. وتشير المصادر إلى وجود انقسام داخل الإدارة الأميركية نفسها بشأن مدى جدية التهديد الإسرائيلي، ومدى استعداد واشنطن للتعامل مع تداعياته المحتملة.

ومع تصاعد مؤشرات تعثر المحادثات، لا سيما ما يتعلق بمصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، يرى مراقبون أن إسرائيل قد تمضي في تنفيذ تهديداتها، إذا ما شعرت أن الاتفاق الدبلوماسي القادم لا يفي بمستوى التهديد الذي تراه في التقدم النووي الإيراني.

إرث ترمب والمهلة الزمنية المهددة

الرئيس الأميركي، الذي لطالما هدد بخيار عسكري ضد إيران، يبدو عالقاً بين عقارب ساعة مهلة دبلوماسية تقترب من نهايتها وضغوط إسرائيلية لا تخفي نفاد صبرها. وفي ظل تفاقم الحرب في غزة، التي فجّرت من جديد خطوط التوتر بين إسرائيل وإيران وحلفائها الإقليميين، فإن احتمال توسع النزاع إلى جبهة نووية قد يكون أكثر من مجرد تكهن.

سيناريوهات مفتوحة ونذر تصعيد

الاحتمال الأكثر ترجيحاً في المدى القريب هو أن تستمر إسرائيل في تصعيد الضغط الاستخباراتي والعسكري، دون تنفيذ ضربة مباشرة، ريثما تتضح نتائج المفاوضات النووية. لكن في حال تعثّر المسار الدبلوماسي أو تراخى الالتزام الإيراني، فإن الضربة قد تصبح خياراً واقعياً.

وفي هذه الحالة، ستكون المنطقة أمام منعطف خطير: ضربة استباقية إسرائيلية قد تستجلب رداً إيرانياً مباشراً أو عبر وكلائها، بما يفتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل وجود بؤر توتر نشطة من لبنان وسوريا إلى العراق واليمن.

المشهد الحالي يعكس توازناً هشاً بين التهديد والتنفيذ، وبين الدبلوماسية والحرب. وإن كان التاريخ القريب قد علمنا شيئاً، فهو أن الحروب في المنطقة لا تبدأ بصخب التصريحات، بل بخطوة واحدة غير محسوبة. ما يجري خلف الكواليس بين تل أبيب وواشنطن وطهران قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة، إما نحو تسوية شاملة، أو نحو انفجار لا يُعرف مداه.