موسكو تعيد رسم خطوط الاشتباك.. روسيا تضرب مصانع المسيّرات الأوكرانية

في تصعيد جديد يبرز البعد التقني المتطور للصراع العسكري المستمر بين موسكو وكييف، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الاثنين، أنها نفذت سلسلة من الضربات الجوية والصاروخية المكثفة استهدفت ما وصفته بـ"المنشآت الحيوية" المرتبطة بصناعة وتشغيل الطائرات المسيرة الأوكرانية.
ووفقاً للبيان الرسمي الذي نقلته وكالة "سبوتنيك"، فقد استهدفت القوات الروسية خلال العمليات المشتركة بين الطيران الحربي والطائرات المسيرة والقوات الصاروخية والمدفعية، نحو 152 موقعاً عسكرياً، شملت ورش تصنيع وتجميع الطائرات المسيّرة الهجومية، بالإضافة إلى مخازن الذخيرة، ومواقع إطلاق المسيرات، ونقاط انتشار ميداني لوحدات الجيش الأوكراني وعناصر أجنبية تقاتل إلى جانب كييف.
وأكد البيان أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية تصدت لهجوم أوكراني مضاد تم باستخدام تقنيات غربية متقدمة، حيث تم إسقاط صاروخين مجنحين من طراز "ستورم شادو" البريطاني، وأربع قنابل جوية موجهة من نوع "جدام" أمريكية الصنع، إلى جانب 316 طائرة مسيرة، بينها 205 مسيّرات تم تدميرها خارج نطاق العمليات العسكرية الخاصة، في إشارة إلى العمق الروسي.
حرب المسيّرات والتدخلات الغربية
يشير هذا الهجوم الروسي المركّز إلى تحول نوعي في مسار المواجهة، من استهداف المواقع القتالية المباشرة إلى ضرب البنية التحتية العسكرية التقنية، وبخاصة تلك المتعلقة بالطائرات بدون طيار، والتي باتت تمثل العمود الفقري للهجمات الأوكرانية المضادة داخل الأراضي الروسية، وفي خطوط الجبهة الشرقية والجنوبية.
وتعكس البيانات الروسية الأخيرة قلقاً متزايداً من تزايد كفاءة أوكرانيا في استخدام المسيّرات الغربية الصنع، سواء في المهام الهجومية أو الاستطلاعية، وهو ما دفع موسكو إلى تبني استراتيجية "الضربات الوقائية" ضد مراكز التصنيع والتخزين.
في المقابل، فإن الأرقام الكبيرة للمسيرات التي تم اعتراضها توحي بحجم الاستنزاف الجوي المستمر، وارتفاع منسوب العمليات عبر الحدود، حيث باتت السماء مسرحاً دائمًا للتصعيد.
صراع مفتوح على التفوق التقني
في ظل استمرار الدعم العسكري الغربي لكييف، واتساع نطاق استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة، تبدو الحرب مرشحة لمزيد من التصعيد، خصوصاً أن المواجهة لم تعد تقليدية في معظم جوانبها، بل أصبحت معركة تقنيات متقدمة وحرب معلومات وتكتيك ذكي يعتمد على التمويه، والهجمات الموجّهة الدقيقة.
كما أن الرد الروسي الأخير قد يفسر كمحاولة لفرض قواعد اشتباك جديدة، وإرسال رسالة قوية إلى العواصم الغربية مفادها أن "الخطوط الحمراء" الروسية باتت تشمل ليس فقط حدودها الجغرافية، بل البنية التحتية للحرب بالوكالة التي تُدار عبر كييف.