اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

تآكل الصورة العالمية لإسرائيل ونتنياهو.. استطلاع دولي يكشف اتساع الرفض الشعبي

إسرائيل
إسرائيل

في مؤشر جديد على التغيرات العميقة في المزاج العالمي تجاه إسرائيل وسياستها، نشر مركز "بيو" للأبحاث استطلاعًا دوليًا واسع النطاق، الثلاثاء، أظهر اتساع رقعة المشاعر السلبية تجاه إسرائيل، ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، في مختلف أنحاء العالم، باستثناءات محدودة.
الاستطلاع، الذي شمل 24 دولة وشارك فيه أكثر من 28 ألف شخص، بيّن بوضوح أن نتنياهو يعاني من أزمة في صورته العالمية؛ إذ لم تتجاوز نسبة التأييد له ثلث المشاركين في أي من الدول، باستثناء كينيا ونيجيريا. هذه النتائج، التي نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت، تكشف عن انعكاسات حادة للسياسات الإسرائيلية الأخيرة على الرأي العام الدولي، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات ضد الحكومة الإسرائيلية بسبب الحرب المستمرة على غزة، وتزايد الانتهاكات بحق المدنيين، وفق منظمات حقوقية.


لكن اللافت في النتائج ليس فقط تراجع شعبية نتنياهو، بل النظرة العامة إلى إسرائيل كدولة؛ إذ أظهرت بيانات الاستطلاع أن الأغلبية في 20 من أصل 24 دولة أعربت عن مواقف غير مؤيدة لإسرائيل. هذه النتائج تشي بتغير أعمق في التصورات العالمية، خاصة في الدول الغربية، التي كانت تقليديًا أكثر تعاطفًا مع إسرائيل.


في الولايات المتحدة، حيث تشكّل مواقف الرأي العام عنصرًا فاعلًا في صناعة السياسات الخارجية، قال 53% من المشاركين إن لديهم نظرة سلبية تجاه إسرائيل، بزيادة قدرها 11 نقطة مئوية مقارنة بعام 2022. هذه الزيادة اللافتة جاءت رغم المحاولات المتكررة من الحكومة الإسرائيلية لكسب التعاطف الأميركي، خصوصًا خلال الأشهر الأخيرة من التصعيد العسكري.
أما في بريطانيا، فقد كانت التحولات أكثر حدة على المدى الزمني؛ إذ ارتفعت نسبة غير المؤيدين لإسرائيل من 44% في عام 2013 إلى 61% في الوقت الراهن، ما يعكس تراكمًا في الخيبة من السياسات الإسرائيلية، سواء تجاه الفلسطينيين أو فيما يخص التوسع الاستيطاني، الذي طالما شكّل نقطة خلاف بين تل أبيب والمجتمع الدولي.


خلفية أعمق للأزمة

تأتي هذه النتائج في ظل تصاعد الانتقادات العالمية لإسرائيل على خلفية حربها المستمرة في غزة، والاتهامات المتكررة باستخدام القوة المفرطة، وعدم احترام القانون الدولي الإنساني. كما أن تشدد حكومة نتنياهو، التي توصف بأنها الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، أسهم في تعميق الفجوة بين إسرائيل والرأي العام العالمي، الذي بات أكثر تحسسًا من قضايا حقوق الإنسان والعدالة الدولية.
وبينما تواصل إسرائيل التأكيد على "حقها في الدفاع عن النفس"، تتزايد الأصوات الدولية التي ترى أن السياسات المتبعة تجاوزت حدود المقبول، وأضعفت من شرعية المواقف الإسرائيلية في المحافل الدولية.

تكشف نتائج استطلاع مركز "بيو" عن أزمة متفاقمة في صورة إسرائيل، وتحديدًا في ظل قيادة نتنياهو، الذي أصبح رمزًا للتطرف والانقسام، في أعين شريحة واسعة من المجتمعات الدولية. وإذا استمرت هذه التوجهات دون تعديل في السلوك السياسي والدبلوماسي، فإن إسرائيل قد تجد نفسها معزولة عن الرأي العام العالمي، وهو ما قد ينعكس لاحقًا في علاقاتها الاستراتيجية، خصوصًا مع الحلفاء التقليديين.

موضوعات متعلقة