اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

إيران ترسم خطوطها الحمراء قبيل اجتماع الذرية: لا مجال للأخطاء الاستراتيجية

إيران
إيران

في تصعيد جديد يُنذر بتفاقم التوتر بين إيران والدول الغربية، وجهت طهران، عبر نائب وزير خارجيتها عباس عراقجي، تحذيراً شديد اللهجة إلى الدول الأوروبية، داعية إياها إلى تجنب ما وصفته بـ"الخطأ الاستراتيجي"، وذلك قبل أيام من انعقاد اجتماع حاسم لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

جاء هذا التحذير بعد تسريبات دبلوماسية أكدت عزم الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) طرح مشروع قرار يدين سياسات إيران النووية، خاصة ما يتعلق بتقليص التعاون مع الوكالة وزيادة نسب تخصيب اليورانيوم، وهي خطوات تعتبرها القوى الغربية تهديداً خطيراً لاتفاق 2015 النووي، المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).

وفي منشور على منصة "إكس"، كتب عراقجي: "بدلاً من التفاعل بحسن نية، يختار الثلاثي الأوروبي التصرف الخبيث ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مضيفاً تحذيراً مباشراً: "احفظوا كلامي بينما تفكر الدول الأوروبية بخطأ استراتيجي كبير آخر: إيران ستردّ بقوة على أي انتهاك لحقوقها".

توتر إيراني أوروبي

التوتر بين إيران والدول الغربية بشأن برنامجها النووي يتصاعد منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018، وفرضها عقوبات مشددة على طهران. وردّت إيران بخطوات تدريجية لتقليص التزاماتها، شملت تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة ورفع نسبة التخصيب إلى مستويات تقترب من تلك المطلوبة للأسلحة النووية.

منذ ذلك الحين، تسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحفاظ على حد أدنى من الشفافية مع طهران، إلا أن تقاريرها الأخيرة أشارت إلى تراجع ملحوظ في مستوى التعاون الإيراني، وعدم حصول المفتشين على إجابات كافية بشأن مواقع نووية مشبوهة.

دلالات التحذير الإيراني

تصريحات عراقجي تعكس تحولاً في خطاب طهران من الدفاع إلى التهديد المباشر، وهو ما يكشف أن أي قرار غربي جديد في مجلس محافظي الوكالة قد يُقابل بخطوات تصعيدية، مثل تقليص أكبر للتعاون مع المفتشين، أو حتى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وهي ورقة لطالما لوّحت بها إيران في فترات التأزم.

كما يشير التحذير إلى أن إيران لا ترى في الخطوة الأوروبية مجرد "ضغط دبلوماسي"، بل تعتبرها تمهيداً لتشديد العقوبات أو حتى فتح الباب أمام إجراءات أكثر عدائية، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الأميركية واحتمالات عودة واشنطن إلى الاتفاق أو تشديد سياساتها أكثر.

السيناريوهات المحتملة

  • تمرير القرار ضد إيران: سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من التوتر، وقد تتخذ طهران خطوات ردّية من قبيل تقليص التعاون أو توسيع النشاط النووي.

  • تراجع أوروبي عن القرار: سيُفسَّر كإشارة ضعف، لكنه قد يفتح نافذة لحوار جديد، خاصة مع وساطات تقوم بها أطراف كالصين وروسيا.

  • تصعيد مزدوج: ردّ إيراني صارم على القرار، يُقابل بتشديد غربي، ما يزيد من احتمالات عودة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي.

التحذير الإيراني الأخير ليس مجرد رد فعل إعلامي، بل هو جزء من معركة دبلوماسية معقدة تجري خلف الكواليس، تتداخل فيها حسابات داخلية وخارجية. ومجلس محافظي الوكالة الأسبوع المقبل قد يشكل نقطة تحول في مسار الملف النووي الإيراني، فإما نحو تفاهمات جديدة أو نحو مزيد من المواجهة المفتوحة بين طهران والغرب.

موضوعات متعلقة