الجيش الأوكراني: روسيا تشن هجوما جويا على كييف.. وترامب يصف الحرب بـ«شجار أطفال»

أعلنت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية كييف على تطبيق "تيليجرام" أن روسيا شنت هجوماً جوياً على المدينة، مضيفة أن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية تحاول التصدي له.
من جانبه، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، مواصلة تبادل الأسرى مع روسيا، وقال إن أي عدم التزام من جانب موسكو بالاتفاقيات الإنسانية يلقي بظلال من الشك على جهود الولايات المتحدة وغيرها لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وطالب زيلينسكي أيضاً الأوكرانيين بضرورة الانتباه للتحذيرات من الغارات الجوية في أعقاب هجمات جوية روسية مكثفة.
تأتي تصريحاته بعد يوم من اتهام مسؤولين روس أوكرانيا بتأجيل أحدث عملية تبادل أسرى إلى أجل غير مسمى. وكان مسؤول أوكراني قد نفى بالفعل هذا الزعم الروسي.
وفي كلمته المصورة المسائية، قال زيلينسكي إن أوكرانيا لم تتلقَ بعد القائمة الكاملة للأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال محادثات في تركيا.
وأضاف، "لذلك، وكما هي الحال دائماً حتى في هذه الأمور، يحاول الجانب الروسي ممارسة نوع من الألاعيب السياسية والإعلامية القذرة". وتابع "المهم هو التوصل إلى نتيجة وضمان عودة هؤلاء الأشخاص إلى ديارهم. نعتقد أن عمليات التبادل ستستمر وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك".
وقال "إذا لم يلتزم الروس بالاتفاقات، حتى في المسائل الإنسانية، فإن ذلك يلقي بظلال من الشك على جميع الجهود الدولية، بما في ذلك جهود الولايات المتحدة في المحادثات والمسائل الدبلوماسية".
واتهمت موسكو، أول من أمس السبت، كييف بتأخير تبادل أسرى وإعادة رفات 12 ألف جندي، لكن أوكرانيا نفت ذلك.
وقالت روسيا، أمس، إنها تنقل جثث جنود صوب الحدود وعرض التلفزيون لقطات لشاحنات تبريد تحتوي على رفات جنود أوكرانيين على الطريق في منطقة بريانسك.
واتهمت أوكرانيا روسيا بممارسة التضليل، وأعلنت أن تبادل أسرى الحرب ورفات الجنود مقرر الأسبوع المقبل. وقالت روسيا، إن أوكرانيا تستخدم القتلى في لعبة سياسية.
ترامب: الحرب في أوكرانيا "شجار أطفال"
يضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كل من أوكرانيا وروسيا للتوصل إلى تسوية. وتقول أوكرانيا إنها تدعم دعوة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار 30 يوماً، بينما تقول روسيا إنه يجب استيفاء شروط معينة أولاً.
والخميس الماضي، وصف ترامب الحرب في أوكرانيا بأنها شجار أطفال ولمح إلى أنه قد يترك الصراع دائراً ببساطة.
وفي ختام كلمته، حث زيلينسكي الأوكرانيين على الانتباه بشكل خاص لتحذيرات الغارات الجوية. وقال "في الأيام المقبلة، يجب أن ننتبه لتحذيرات الغارات الجوية. اعتنوا بأنفسكم، اعتنوا بأوكرانيا".
روسيا تحرز تقدماً في منطقة بوسط أوكرانيا
في وقت سابق الأحد، قالت روسيا إن قواتها تقدمت صوب أطراف منطقة دنيبروبتروفسك التي تمتد في شرق ووسط أوكرانيا، وذلك في وقت يشهد خلافاً علنياً بين موسكو وكييف بشأن مفاوضات السلام وتبادل آلاف من جثث الجنود الذين سقطوا في الحرب.
وعلى رغم من الحديث عن السلام، تتصاعد وتيرة الحرب مع سيطرة القوات الروسية على مزيد من الأراضي في أوكرانيا وشن كييف هجمات بطائرات مسيرة على أسطول قاذفات قنابل روسي قادر على حمل أسلحة نووية. وتقول موسكو أيضاً إن أوكرانيا نفذت هجمات على السكك الحديدية.
وتظهر خرائط مفتوحة المصدر يعدها موالون لأوكرانيا أن روسيا التي تسيطر على ما يقل قليلاً عن 20 في المئة من مساحة أوكرانيا، استولت على أكثر من 190 كيلومتراً مربعاً من منطقة سومي في شرق أوكرانيا في أقل من شهر.
ووفقاً لوزارة الدفاع الروسية، وصلت وحدات من فرقة مدرعات روسية إلى الحدود الغربية لمنطقة دونيتسك وتهاجم منطقة دنيبروبتروفسك المحاذية لها.
وقالت قوات الدفاع الجنوبية الأوكرانية على "تيليجرام"، "العدو لا يتخلى عن نواياه لدخول منطقة دنيبروبتروفسك... جنودنا مرابطون بشجاعة واحترافية على موقعهم من الجبهة بما يعرقل خطط المحتل. هذا العمل لا يتوانى لدقيقة".
وقال دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن الهجوم على دنيبروبيتروفسك يظهر أنه إذا لم ترغب أوكرانيا في قبول حقيقة المكاسب الإقليمية التي حققتها روسيا في محادثات السلام فإن قوات موسكو ستواصل تقدمها.
وتظهر خريطة من موقع "ديب ستيت" الموالي لأوكرانيا وجود قوات روسية في منطقة قريبة جداً من دنيبروبتروفسك التي كان يقطنها أكثر من 3 ملايين نسمة قبل الحرب. وتتقدم القوات الآن صوب مدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك من عدة اتجاهات، وفقاً للخريطة.
وقال متحدث باسم الجيش الأوكراني، إن القوات الروسية تحاول "بناء رأس جسر لشن هجوم" على كوستيانتينيفكا التي تشكل مركزاً لوجيستياً مهماً للجيش الأوكراني.