اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

كشمير بين نيران متجددة ووساطة مترددة.. ترمب يتعهد بزيادة التبادل التجاري مع الهند وباكستان

الحرب بين الهند وباكستان
الحرب بين الهند وباكستان


تجددت التوترات بين الهند وباكستان حول إقليم كشمير، في واحدة من أكثر لحظات الصراع توتراً منذ عقود، وسط محاولة أميركية نادرة للوساطة، عبّر عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر تصريحات مفاجئة على منصته "تروث سوشيال". ففي الوقت الذي أُعلن فيه عن وقف لإطلاق النار، سرعان ما تهاوت الآمال، مع تسجيل خروقات ميدانية تعيد فتح الجرح التاريخي الذي لم يندمل منذ عام 1947.

خلفية النزاع:


يقف إقليم كشمير في صلب العلاقة المتأزمة بين الهند وباكستان منذ انفصالهما عن الاستعمار البريطاني. هذا الإقليم، ذو الغالبية المسلمة، أصبح ساحة للصراع الجيوسياسي، حيث تدّعي كل من الهند وباكستان السيادة عليه بالكامل، رغم أن كلاً منهما يسيطر فقط على أجزاء منه. وقد شهدت المنطقة ثلاثة حروب، اثنتان منها مباشرة بسبب كشمير، إلى جانب عدد لا يُحصى من الاشتباكات الدموية.

الوساطة الأميركية: مبادرة ترمب بين الدبلوماسية والوعود الاقتصادية
أطل ترمب عبر منشوره بنبرة احتفالية، مشيدًا بما وصفه بـ"القيادة الحكيمة" للهند وباكستان، ومعتبراً أن القرار بوقف القتال "بطولي وتاريخي"، رغم أنه لم يصمد طويلاً. اللافت في التصريحات لم يكن فقط التباهي بالدور الأميركي في الوساطة، بل أيضاً إعلان نية ترمب "زيادة التبادل التجاري بشكل كبير" مع الطرفين، كنوع من التحفيز الاقتصادي لإبقائهما على طاولة التهدئة.
لكن ترمب، في خضم إشادته، تطرق إلى جوهر النزاع بكلمات دبلوماسية مبهمة حين قال إنه سيعمل على محاولة "التوصل إلى حل بشأن كشمير بعد ألف عام"، ما اعتُبر تلميحاً إلى تعقيد الصراع، وربما إلى محدودية الدور الأميركي في التأثير الواقعي عليه.

وقف إطلاق نار هش:


ورغم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أربعة أيام من القتال العنيف، سرعان ما وردت أنباء عن انفجارات في مدن حدودية مثل سريناجار، ما دفع الهند إلى اتهام باكستان بخرق الاتفاق، في حين ردت الأخيرة باتهامات مضادة وادّعت التزامها الكامل بالتهدئة. التصريحات المتبادلة كشفت حجم انعدام الثقة، والتوتر الميداني الذي لا يبدو أنه يخضع بالكامل لسلطة القرار السياسي.
وقد ارتفعت حصيلة القتلى إلى 66 مدنياً من الجانبين خلال أيام الاشتباك، ما يعكس مستوى الخطر الكامن في أي تصعيد مستقبلي، لا سيما أن الدولتين تمتلكان السلاح النووي، وتقفان على حدود مليئة بالتاريخ الدموي وسهلة الاشتعال.

المواقف الرسمية:


بينما تبنّت الهند نبرة تصعيدية، مؤكدة أنها أعطت تعليمات صارمة لقواتها "للرد بقوة" على أي خروقات، تحدثت باكستان بلغة أكثر هدوءًا، مركّزة على "ضبط النفس" والحفاظ على "السلام". إلا أن هذا التباين في الخطاب لم يفلح في كبح الاتهامات المتبادلة، خصوصاً بعد تصريحات وزير الإعلام الباكستاني الذي اعتبر أن "الانتهاك من جانبنا غير وارد"، مضيفاً أن الشعب الباكستاني "يحتفل بانتصاره".
أما على الجانب المحلي، فقد عبّر عمر عبد الله، رئيس وزراء كشمير السابق، عن شكوكه في صدقية وقف إطلاق النار، قائلاً في منشور على منصة "إكس": "ما الذي حدث للتو لوقف إطلاق النار؟" في إشارة إلى دوي انفجارات بعد الاتفاق بساعات.