إسرائيل تهدد حماس: إما القبول بالمقترح الأمريكي أو القضاء على الحركة

هددت إسرائيل أمس الجمعة حركة "حماس" بأنها عليها القبول بالمقترح الأمريكي حول وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى أو "يتم القضاء عليها"، فيما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هدنة في القطاع المدمر باتت "قريبة جداً".
وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة الذي تحول إلى ركام، وحيث تقول الأمم المتحدة إن ما سُمح بدخوله ليس سوى قطرة في محيط بعد حصار خانق دام أكثر من شهرين.
ولم تحقق المفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهراً أي تقدم يذكر، منذ استأنفت إسرائيل عملياتها في مارس بعد هدنة قصيرة الأمد.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مواصلة العمليات «بكل قوة»
ومساء الجمعة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان أن الجيش يواصل عملياته "بكل قوة" في موازاة "إجلاء السكان المحليين من كل منطقة معارك".
وأضاف "على مجرمي (حماس) أن يختاروا الآن: إما الموافقة على مضمون اتفاق ويتكوف للإفراج عن الأسرى وإما يتم القضاء عليهم"، في إشارة إلى مقترح الهدنة الذي قدمه الموفد الأمريكي إلى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف وأبدت "حماس" تحفظات عليه.
من جانبه، قال ترامب خلال مؤتمر صحافي في المكتب البيضاوي "إنهم قريبون جداً من اتفاق حول غزة". لكن "حماس" أوضحت الجمعة أنها تجري "مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية" في شأن مقترح "أرسله ويتكوف عبر الوسطاء".
استشهاد 45 شخصاً
ميدانياً، أفاد الدفاع المدني في غزة وكالة الصحافة الفرنسية عن استشهاد 45 شخصاً على الأقل في هجمات إسرائيلية في مختلف أنحاء القطاع الجمعة، من بينهم سبعة أشخاص في غارة استهدفت منزلاً في جباليا شمال القطاع.
وأظهرت لقطات فلسطينيين يبكون أمام جثث أقاربهم في مستشفى الشفاء في مدينة غزة بعد الغارة.
تصاعد الدخان إثر غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة
ولم يستجب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل فوري لطلب التعليق على غارة جباليا، لكنه قال بشكل منفصل إن القوات الجوية ضربت "عشرات الأهداف" في مختلف أنحاء غزة اليوم الفائت.
الأمم المتحدة: الوضع في غزة هو الأسوأ
قالت الأمم المتحدة أمس الجمعة إن الوضع في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" قبل 19 شهراً، على رغم من استئناف التسليم المحدود للمساعدات في القطاع الفلسطيني الذي تلوح فيه المجاعة.
وأنهت إسرائيل، تحت ضغط عالمي متزايد، حصاراً دام 11 أسبوعاً على غزة قبل 12 يوماً، مما سمح باستئناف عمليات محدودة بقيادة الأمم المتحدة. وجرى أيضاً يوم الإثنين الإعلان عن آلية جديدة مثيرة للجدل لتوزيع المساعدات، وهي مؤسسة "غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين في نيويورك "من الجيد وصول أي مساعدات إلى أيدي المحتاجين". لكنه أضاف أن عمليات تسليم المساعدات "ليس لها تأثير يذكر" حتى الآن بوجه عام. وقال "الوضع الكارثي في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب".
فتاة تأكل قطعة من الخبز بينما يتفقد الناس موقع غارة إسرائيلية في جباليا وسط قطاع غزة
ورفضت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية العمل مع مؤسسة "غزة الإنسانية" قائلين إنها غير محايدة وإن آلية توزيعها للمساعدات تجبر الفلسطينيين على النزوح.
وتريد إسرائيل في نهاية المطاف أن تعمل الأمم المتحدة من خلال مؤسسة "غزة الإنسانية" التي تستخدم شركات أمنية ولوجستية أمريكية خاصة لنقل المساعدات إلى غزة لتوزيعها من قبل فرق مدنية في ما يُسمى بمواقع توزيع آمنة.
ومع ذلك، قال داني دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة قبل أيام إن إسرائيل ستسمح بتوصيل المساعدات "في المستقبل القريب" عبر عمليات الأمم المتحدة ومؤسسة "غزة الإنسانية". وقالت المؤسسة الجمعة إنها تمكنت حتى الآن من توزيع أكثر من 2.1 مليون وجبة. ودأبت إسرائيل على اتهام "حماس" بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
نهب المساعدات
في السياق، أعلن دوجاريك أن "أفراداً مسلحين" نهبوا أمس الجمعة "كميات كبيرة" من المعدات الطبية والمواد الغذائية وصلت لتوها إلى مستشفى ميداني في وسط قطاع غزة.
وقال "هاجمت مجموعة من الأفراد المسلحين مستودعات تابعة لمستشفى ميداني في دير البلح، ونهبت كميات كبيرة من المعدات الطبية والأدوية والمكملات الغذائية المخصصة لأطفال يعانون سوء التغذية"، موضحاً أن هذه المساعدات وصلت الخميس على متن شاحنات عبر معبر كرم أبو سالم.
وأضاف "في وقت تواصل الظروف على الأرض تدهورها مع انهيار النظام العام والأمن، يستمر إبلاغنا بحصول عمليات نهب".
لكن المتحدث ميز بين ما حدث الجمعة ونهب مستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي الأربعاء من جانب فلسطينيين "جياع" ويائسين بسبب الكميات الضئيلة من المساعدات الإنسانية التي تجيز إسرائيل إدخالها إلى غزة منذ بضعة أيام.
وأورد "بدا هذا الامر أكثر تنظيماً بكثير ومختلفاً عن أعمال النهب التي شهدناها في الأيام الأخيرة، وخصوصاً في مستودع برنامج الأغذية العالمي (...) كانت عملية منظمة، قام بها رجال مسلحون".