اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

وزير إسرائيلي يحذر: الهدنة تمنح حماس فرصة للتسلح ويجب تصفيتهم

بن غفير
بن غفير

يتصاعد الجدل داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن مستقبل الحرب في غزة، في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي للتوصل إلى تسوية تنهي الصراع المستمر منذ شهور. وبينما أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة مبدئية على مقترح تقدم به المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لوقف إطلاق النار، خرجت أصوات من داخل الحكومة تعارض هذا التوجه بشدة، وتصفه بالتراجع عن أهداف الحرب.
وزير الأمن القومي المتشدد إيتمار بن غفير، المعروف بمواقفه المتطرفة، كان من أبرز الرافضين للمقترح الأمريكي، متهماً نتنياهو بـ"الخطأ الفادح" لقبوله به. وقال بن غفير، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، إن وقف إطلاق النار في هذه المرحلة لن يؤدي إلا إلى تمكين حركة حماس من إعادة التسلح والاستعداد لجولات جديدة من المواجهة، مشدداً على أن "ما يجب فعله هو قتلهم، لا منحهم فرصة جديدة".

الهزيمة الحقيقية لحماس

وأعرب بن غفير عن قلقه حيال سلامة الجنود الإسرائيليين، مؤكداً أن استمرار الحرب الشاملة هو السبيل الوحيد لتحقيق ما سماه بـ"الهزيمة الحقيقية لحماس"، لافتاً إلى أن "الترهل في إدارة المعركة يجب أن ينتهي الآن، وقد أضعنا ما يكفي من الفرص".
من جهة أخرى، ورغم لهجته الأكثر اعتدالاً، أكد النائب الإسرائيلي رون بن باراك ضرورة إنهاء الحرب، لكنه حذر من تجاهل قدرة حماس على إعادة ترميم صفوفها، وهو ما قد يجعل أي هدنة غير فعّالة على المدى الطويل. وأضاف بن باراك أن "النصر المطلق وهمٌ سياسي"، داعياً إلى استخلاص العبر مما يحدث في الضفة الغربية، حيث تتصاعد العمليات رغم التشديد الأمني الإسرائيلي المستمر.

انقسام إسرائيلي

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب إعلان حركة حماس عن تقديم ردّها الرسمي على مقترح ويتكوف عبر وسطاء إقليميين، بعد جولة من المشاورات الداخلية. وعلى الرغم من أن فحوى الرد لم يُكشف علنًا بعد، فإن رفض بن غفير للصفقة يعكس إدراكًا ضمنيًا لدى الحكومة الإسرائيلية بأن رد حماس لا يرقى إلى مستوى القبول الإسرائيلي.


هذا الانقسام داخل القيادة الإسرائيلية يطرح تساؤلات كبرى حول المسار المقبل للحرب. فبينما تسعى بعض الجهات إلى استثمار الوساطات الدولية لإنهاء القتال واستعادة الأسرى، تصرّ أخرى على أن الوقت لا يزال لصالح الحسم العسكري، في ظل معادلة أمنية إقليمية هشّة، وضغط سياسي داخلي متزايد على حكومة نتنياهو.


ومن الواضح أن المشهد الإسرائيلي يشهد انقساماً بين توجهين: أحدهما يرى أن استنزاف حماس عسكرياً هو الهدف الأول، حتى لو تطلب ذلك استمرار الحرب لشهور، فيما يرى التوجه الآخر أن المكاسب العسكرية وصلت إلى حدودها، وأن الحل السياسي أصبح ضرورة لتفادي تداعيات أمنية واقتصادية داخلية لا يمكن تجاهلها.


وفي ظل استمرار التباين داخل الحكومة الإسرائيلية، تبقى فرص التوصل إلى اتفاق تهدئة شاملة مرهونة بتغيرات في الميدان، وضغط أمريكي أكبر قد يفرض على الطرفين إعادة الحسابات، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، وما يحمله من انعكاسات محتملة على الملف الفلسطيني برمّته.