اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

القبة الذهبية.. درع ترمب الذي يهدد بالتصعيد النووي وعسكرة الفضاء

القبة الذهبية
القبة الذهبية

في تصعيد جديد يهدد بإعادة رسم ملامح الصراع الجيوسياسي العالمي، وصفت كوريا الشمالية مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنشاء نظام دفاع صاروخي جديد يُعرف باسم «القبة الذهبية» بأنه تهديد وجودي وتحرك خطير يهدف إلى عسكرة الفضاء، وتحويله إلى ساحة حرب نووية. جاء هذا التحذير عبر مذكرة رسمية من وزارة الخارجية في بيونغ يانغ نُشرت على وكالة الأنباء المركزية الكورية، وسط تصاعد التوترات الأمنية الإقليمية والدولية.

مشروع «القبة الذهبية» الذي أعلن عنه ترمب في خطاب الأسبوع الماضي، يتضمن تمويلاً أولياً لتطوير منظومة صاروخية متقدمة قادرة على التصدي للهجمات النووية العابرة للقارات، ويهدف - وفق تعبيره - إلى ضمان "نجاح بلاده بل وبقاءها". لكن المشروع، رغم طموحه، يواجه تحديات فنية وسياسية كبرى، كما أشار عدد من الخبراء، خاصة في ظل تكاليفه الباهظة، وتعقيد تنفيذه على المستويين الأرضي والفضائي.

مخاوف كوريا الشمالية

كوريا الشمالية لم تتأخر في التعبير عن رفضها الحاد، معتبرة أن المشروع الأميركي سيقوّض الاستقرار العالمي، وسيدفع الدول النووية إلى تطوير ترساناتها لمواجهة ما وصفته بـ"الخطر الأميركي الزاحف نحو الفضاء". واعتبرت بيونغ يانغ أن «القبة الذهبية» تهدد فعالية ترسانتها النووية، وتحد من قدرة صواريخها الباليستية العابرة للقارات، مما سيجبرها على البحث عن سبل بديلة للاختراق أو التحايل على المنظومة الدفاعية الأميركية المقترحة.

القلق لم يقتصر على كوريا الشمالية، فالصين وروسيا أيضاً عبّرتا عن اعتراضهما الشديد على المشروع. فبكين تسعى إلى سد الفجوة التكنولوجية مع واشنطن في مجال الصواريخ الباليستية والصواريخ فرط الصوتية، بينما تواصل موسكو تطوير منظومات صاروخية متقدمة، وسط ما يشبه سباق تسلح جديد. ووفق «تقرير مراجعة الدفاع الصاروخي» الصادر عن البنتاغون عام 2022، فإن واشنطن تدرك التحديات المتسارعة من خصومها التقليديين، وتسعى لتوسيع قدراتها الدفاعية على كافة المحاور.

سباق تسلح جديد

ورغم إعلان الكرملين أن «القبة الذهبية» تندرج ضمن الشأن السيادي الأميركي، إلا أنه لمّح إلى أن مثل هذا التحول الاستراتيجي سيتطلب «استئناف الاتصالات» بين موسكو وواشنطن لضمان عدم انزلاق العالم إلى سباق تسلح جديد غير منضبط.

ومن الجدير بالذكر أن التسمية التي اختارها ترمب لمشروعه - «القبة الذهبية» - تحمل دلالات رمزية قوية، وتُعيد إلى الأذهان نظام «القبة الحديدية» الإسرائيلي، المصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيّرة. لكن في حين أن القبة الحديدية أثبتت فاعليتها في بيئة محدودة، فإن «القبة الذهبية» تطمح إلى حماية الولايات المتحدة من تهديدات استراتيجية أوسع وأكثر تعقيداً، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى إمكانية تحقيق هذه الطموحات عملياً، دون إثارة موجة سباق تسلح تتخطى الأرض إلى الفضاء.

في المحصلة، يبدو أن المشروع الأميركي، الذي يروج له ترمب كدرع إنقاذ وطني، يواجه اتهامات متزايدة بأنه قد يكون نقطة انطلاق نحو عسكرة الفضاء بشكل علني، وتهديداً مباشراً لمعادلات الردع النووي العالمية التي حافظت – حتى الآن – على قدر من التوازن الهش منذ الحرب الباردة.

موضوعات متعلقة