اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
بعد احتراق مستودع الأدوية.. صرخة استغاثة أخيرة من مستشفى العودة هارفارد الأمريكية تدفع ثمن الدفاع عن القضية الفلسطينية.. ما القصة ؟ ”حماس”: الاحتلال يقتل 6 فلسطينيين خلال تأمينهم شاحنات المساعدات في غزة الحوثيون يستمرون في ضرب الاحتلال .. استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي نتنياهو يتهم دولاً غربية بتشجيع «حماس».. وفرنسا ترفض الاتهامات الإسرائيلية ميرتس يدعو بكين لدعم وقف إطلاق النار في أوكرانيا.. وشي يعلن شراكة استراتيجية شاملة مع برلين منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر: غزة تحتضر السباق الرئاسي يحتدم في كوريا الجنوبية.. المعارضة تتقدم قبل الحسم الانتخابي” «الصحة العالمية» تناشد إسرائيل التحلي بـ«الرحمة».. و16 شهيداً في قصف اليوم فجراً إيران تحذر الولايات المتحدة من تكرار سيناريو أفغانستان وفيتنام عشية مفاوضات روما النووية الشرطة تصادر هواتف رئيس كوريا الجنوبية السابق.. والإعدام في انتظاره الأكراد ودمشق.. مفاوضات الإدارة الذاتية في ظل معارضة مركزية وتعقيدات إقليمية

من رايات الاستسلام البيضاء إلى السجادة الحمراء.. لماذا تحمل بعض الأشياء ألواناً محددة؟

كرة التنس دائماً صفراء
كرة التنس دائماً صفراء

قد تبدو الألوان التي تميز بعض الأشياء مألوفة وبديهية، لكن وراءها غالباً قصص مشوقة وأسباب عملية أو رمزية، أو حتى قرارات تسويقية لعبت دوراً كبيراً في تحديدها.

فما السر وراء اللون الأصفر لكرات التنس، وسواد الإطارات؟

نبدأ من الريف الأمريكي، حيث تنتشر الحظائر الحمراء، وهو لون لم يُختر عشوائياً، بل جاء نتيجة استخدام المزارعين لطلاء مكوّن من زيت الكتان والجير والحليب وأكسيد الحديد الذي يعطي اللون الأحمر المميز، وكان هدفه حماية الخشب من العوامل الجوية.

أما إشارات المرور، فقد استُخدم فيها اللون الأحمر لأنه يتمتع بأطول طول موجي، ما يجعله أكثر وضوحاً من مسافة بعيدة، وهو ما يفسر اختياره كإشارة "توقف"، وفقا لـ StarsInsider.

في عالم الرياضة، كرات التنس الصفراء لم تظهر إلا في سبعينات القرن الماضي، بعدما أثبتت التجارب أنها أكثر وضوحاً على شاشات التلفاز الملوّن مقارنة بالكرات البيضاء أو السوداء التي كانت سائدة آنذاك.

أما علكة الفقاعات الوردية، فقد اكتسبت لونها ببساطة لأن مخترعها، والتر دييمر، لم يجد في مصنعه سوى صبغة طعام وردية.

وفي محاولة لمنح أقلام الرصاص مظهراً مميزاً، قرر الصانع النمساوي فرانز فون هاردتموث في أواخر القرن التاسع عشر تلوينها بالأصفر، مستلهماً ذلك من ألوان العلم النمساوي المجري، ومن مكان استيراد الجرافيت الفاخر من الصين، حيث ارتبط اللون الأصفر بالملكية.

أما السجاد الأحمر الذي تسير عليه النجمات والمشاهير، فله جذور تاريخية تعود إلى اليونان القديمة، حيث ورد ذكره في مسرحية "أجاممنون" عام 458 قبل الميلاد، كرمز للترحيب الملكي. اللون الأبيض بدوره كان خيارا عمليا للرايات المستخدمة في إعلان الاستسلام، لسهولة توفره وسرعة تمييزه في ساحات المعارك.

وفي المجال الطبي، لم يكن الأطباء يرتدون المعاطف البيضاء حتى أواخر القرن التاسع عشر، بل السوداء، لكن مع تطور الفهم الطبي لأهمية التعقيم، تحوّلت المعاطف إلى اللون الأبيض للدلالة على النظافة والاحتراف. كذلك، أصبح الشريط الأزرق رمزاً للمرتبة الأولى منذ أن استخدم في أوسمة الفرسان في فرنسا.

التمييز اللوني بين الجنسين، حيث ترتدي الفتيات الوردي والفتيان الأزرق، ظهر مع حملات تسويق المتاجر الكبرى في أوائل القرن العشرين، بعد أن كان الأطفال جميعهم يرتدون الأبيض بغض النظر عن الجنس.

ومن القرارات التسويقية أيضاً، اختيار اللون الأصفر لسيارات الأجرة، بعد أن أثبتت دراسة بتكليف من جون هيرتز أنه الأكثر وضوحاً للعين البشرية.

يذكر أن جون هيرتز هو رجل أعمال أمريكي شهير، يُعرف بشكل أساسي كمؤسس شركة Hertz لتأجير السيارات، والتي أصبحت واحدة من أكبر وأشهر شركات تأجير السيارات في العالم.

في لوس أنجلوس، اختيرت العلب الوردية لحفظ الدونات في الثمانينات بسبب انخفاض تكلفتها مقارنة بالبيضاء.

أما الجينز، فلونه الأزرق ناتج عن استخدام صبغة النيلة، التي لا تلتصق بالكامل بالنسيج، ما يترك اللون المألوف بعد الغسل. والدولار الأمريكي أصبح أخضر بعد الحرب الأهلية، لتقليل التزوير الذي كان شائعاً عندما كانت تصدر عملات بألوان وأحجام مختلفة من جهات عدة.

أما عربات الإطفاء الحمراء، فقد كان السبب في اختيار لونها هو أن الطلاء الأحمر كان الأرخص حينها. كذلك، جاء اختيار اللون الأصفر لحافلات المدارس خلال مؤتمر عام 1939 نظراً لوضوحه العالي، مع كتابة سوداء وسقف أبيض لعكس حرارة الشمس.

الكرات المستخدمة في مباريات كرة القدم كانت بنية، حتى اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التصميم الأبيض والأسود في كأس العالم 1970 لتسهيل رؤيتها على الشاشات.

وفي عالم الطيران، تُطلى الطائرات المدنية باللون الأبيض لأنه أقل تكلفة، ويعكس الحرارة، ويساعد على كشف العيوب بسهولة، كما يجعله مرئياً للطيور فيقلل خطر الاصطدام. أما الإطارات، فقد كانت بيضاء في الأصل، إلى أن أُضيف الكربون الأسود لتحسين المتانة، فصار الأسود لونها الدائم.

بعض الألوان بدأت بصدفة أو ضرورة، لكنها اليوم تُعد جزءاً من هوية تلك الأشياء، لدرجة يصعب تخيّلها بلون مختلف.